+ A
A -
كتب محمد الجعبري
نظمت الخيمة الخضراء التابعة لبرنامج «لكل ربيع زهرة»، عضو مؤسسة قطر، ندوة عن بعد، حول «تأثير الأعمال الأدبية في زمن المحن والكوارث» شارك فيها عدد من الكتاب والأدباء والشعراء والمسرحيين من مختلف الدول العربية.
وشارك المتحدثون في الندوة التي عقدت عبر الاتصال المرئي ببعض أعمالهم الشعرية والأدبية التي ألهمتهم بها وشجعتهم عليها الإجراءات الاحترازية والوقائية لفيروس كورونا (كوفيد 19)، والتي تناولت اشتياقهم للصلاة في المسجد والتجمعات الرمضانية، وما افتقدوه من تواصل واتصال مع أحبائهم وأصدقائهم، وما ينوون القيام به بعد الأزمة.
كما استعرض المشاركون بعض الأعمال الأدبية والفنية للشعراء والكتاب القدامى الذين عاصروا أوبئة مشابهة مثل الطاعون والكوليرا وغيرهما، وكيف عبروا عن هذه الأمراض في أعمالهم، وكيف استفاد منها الأدباء المعاصرون، داعين إلى إعادة قراءة هذه النصوص الأدبية بعد أن عايش الناس مثل تلك الكوارث لأنهم سيكونون أكثر تفاعلا معها وإحساسا ووعيا بها.
وأكد المتحدثون في الندوة أن جائحة كوفيد 19 سوف تنتج أشكالا جديدة من الفنون في المرحلة المقبلة، وقد ظهرت بوادرها في «الحوارات أو الرسائل الأدبية» والتي بدأت تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ضاربين المثل بمحاورة بين أديبة روائية فائزة بجائزة الرواية العربية من كتارا هي منى الشيمي وزوجها الأديب أسامة الرحيمي حيث باعدت بينهما الكارثة، وحفلت المحاورات بينهما بنتاج ثقافي مبهر خلق عالما جديدا خرج من معطيات الحياة اليومية إلى آفاق التجربة المعاشة.
كما توقعوا أن تشهد الأعوام المقبلة ظهور أعمال مسرحية ودرامية وسينمائية وروايات تناقش التحديات التي واجهت الدول والحكومات وكيف تغلبوا عليها، كما ستتناول حياة المصابين وأسرهم والقصص الإنسانية التي عاشوها خلال فترة انتشار الجائحة.
ولفت المشاركون في الندوة إلى أن الأعمال الفنية تمثل قيمة عظيمة استطاعت من خلالها البشرية توثيق الأحداث الكبرى بأسلوب ذي أثر طيب على النفس منذ نشأة الإنسان إلى أن تقوم الساعة، وأن الأعمال الأدبية تتأثر نتيجة الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والطبية.
وأشاروا إلى أن جائحة كورونا أدخلت إلى النصوص الأدبية مجموعة من الكلمات والتعبيرات والمصطلحات والمفاهيم الجديدة التي تلامس معاناة الناس وما يحدث على الساحة الطبية مثل «تقصي الحالات، والحجر الصحي، والحظر، والتباعد الاجتماعي، وغيرها».
وعرف المتحدثون الإبداع الأدبي بأنه الإتيان بجديد أو إعادة تقديم القديم بصورة جديدة أو غريبة والتعامل مع الأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة، منبهين إلى أن العملية الإبداعية في غاية التعقيد والزمن جزء أساسي منها، مشيرين إلى ضرورة أن يتمتع المبدع بالقدرة على تكوين وإنشاء شيء جديد، أو دمج الآراء القديمة أو الجديدة في صورة جديدة، أو استعمال الخيال لتطوير وتكييف الآراء حتى تظهر بطريقة جديدة.
وخلص المشاركون إلى القول بأن عملية الإبداع طاقة عقلية، فطرية في أساسها، اجتماعية في نمائها، مجتمعية إنسانية في انتمائها، وهي أيضا القدرة على حل المشكلات بأساليب جديدة تعجب السامع والمشاهد وتصنع له حالة من الإبهار، وتشكل كذلك إضافة حقيقية للنتاج الإنساني؛ كما تكون ذات فائدة حقيقية.
وأضافوا أن الإبداع الأدبي يتكون من أمور أساسية منها: العمل الإبداعي، العملية الإبداعية، الشخص المبدع، الموقف الإبداعي، وأن العقل هو مركز الإبداع ومنبع الابتكار والأفكار، وهو عنصر هام من عناصر العملية الإبداعية.
copy short url   نسخ
14/05/2020
581