+ A
A -
كتب محمد الجعبري
طالب المشاركون بندوة الخيمة الخضراء التابعة لبرنامج لكل ربيع زهرة بإقامة مركز بحثي لإدارة الكوارث والأزمات وتطوير أنظمة الانذار المبكر للتنبؤ بالكوارث والأزمات التي يمكن أن تحدث في المستقبل.
وأكد المشاركون في ندوة «الكوارث والجوائح تأتي بصورة مباغتة فماذا أعددنا لها.. بين الواقع والطموح"، أن جائحة كورونا كشفت عن ضرورة تعظيم دور العلم والعلماء وتطوير قدرات البحث العلمي على تصنيع الأفكار في مواجهة الأزمات.
فمن جانبه قال د. سيف علي الحجري، مدير الندوة: تعددت الكوارث، وتلاقفتنا المحن مؤكدة سنن هذا الكون، وألمت بالإنسان القديم والحضارات السابقة، وستبقى ملازمة للأمم المعاصرة واللاحقة، والسؤال الباقي ماذا أعددنا لأنفسنا للتقليل من الآثار المدمرة وتوظيف التراكم المعرفي والخبرات السابقة وتكنولوجيا الإنذار المبكر للتنبؤ قبل حدوثها؟
وأضاف: من المحن التي ألمت بالأمم: الزلازل، والأعاصير والجفاف، التغير المناخي، البراكين، الانهيارات الأرضية، التسونامي، الفيضانات والمجاعات والسيول والعواصف.
وأكد أن ما يحدث ليس بالجديد رغم فداحة جائحة كورونا والتي تعتبر من أشد الكوارث فتكا، تلك الكوارث التي ألمت بالإنسان، والتي كان منها الطاعون الأسود وبعض الانفلونزا الخطيرة التي تفشت في القرن الرابع عشر وأدت إلى مقتل ما يزيد على 20 مليونا من البشر، ووباء الجدري، والإيدز، وانفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير.
وأعرب د. الحجري، عن أمله في التوصل لمخرج سريع لهذه الجائحة.
بدوره تحدث الدكتور يوسف عبدالحليم العبداللات، الأستاذ بجامعة الأردن، عن إدارة الأزمات والامكانيات البحثية والعلمية وأساليب إدارة الأزمة وتجنب وقوعها.. معرفا الأزمة بأنها عملية تخطيط استراتيجي باتخاذ مجموعة من القرارات بسبب تهديد قد يلحق الأذى بالمؤسسات أو تعطيل سير العمل ما يستلزم إدارة سريعة للأزمة لتجنب تصاعدها.
واوضح أن أساليب تجنب الكوارث والجوائح تبدأ بتكوين فريق لإدارة الأزمات وإنشاء أنظمة انذار مبكر وتدريب العاملين على إدارة الأزمة وتحليلها ومتابعة تنفيذ الخطط الموضوعة لمواجهتها بجانب الشفافية والمصداقية في عرض الحقائق على الرأي العام.
وأشار إلى الجانب الاكاديمي والبحثي كجزء مهم جدا في مواجهة الجوائح والأزمات وكيفية إداراتها، مؤكدا على أهمية البحث العلمي وتعظيم دور العقول والعلماء لحل المشاكل وتلبية احتياجات المجتمع سيما وأن الاعتماد على الذات بعد كورونا في الصناعة والزراعة سيكون السمة السائدة في المستقبل.
ودعا إلى رسم السياسات والأولويات والتركيز على ما تحتاجه المجتمعات فيما بعد الجائحة والاعتماد على الذات في إدارة الأزمات.
ودعا المحامي الكويتي عبدالله الضعيان العنزي إلى وضع تشريعات وقوانين تلائم المرحلة الحالية مع مراجعة التشريعات والقوانين المطبقة لتحقيق مبدأ التباعد الاجتماعي كما يجب بعد حالات الزحام التي نراها في أسواقنا واكتظاظ 20 شخصا في شقه غرفتين وصاله فقط.
واوضح، أن هذه القوانين تعمل على تنظيم المدن وتحقيق الاستدامة لتلافي ما يمكن أن يحدث من كوارث وازمات في المستقبل، مطالبا بضرورة التعايش مع كورونا بوضع الخطط والاجراءات لهذا التعايش.
بدوره ركز الدكتور عيسي التويجر، اكاديمي ليبي، خلال المناقشة على البعد الاستراتيجي للجائحة والتي جاءت بشكل لم يسبق له مثيل بالنظر لسرعة انتشار الفيروس ونسبة المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طبية مركزة وكذلك أصحاب الأمراض المزمنة الذين قد تتعرض حياتهم لخطر الموت بسبب المرض. وأكد، أن الأزمة الحالية تحتاج إلى عدد ضخم من الأطباء وأطقم التمريض والاسعاف وأجهزة التنفس الصناعي بجانب الآثار والتداعيات الاقتصادية الكبيرة على العالم.
وأوضح، أن تأخر بعض الدول في الاعتراف بالمرض كما حدث في أميركا وايطاليا وبريطانيا أدى إلى تفاقم الوضع الصحى والاقتصادي لهذه الدول، عكس دول أخرى التي كان لديها سرعة الاستجابة وتقييم الأزمة فكانت الآثار الصحية والاقتصادية بسيطة كما حدث في تايوان.
ولفت إلى أن الدول العربية والإسلامية اعتمدت على الإرث الإسلامي والسنة المحمدية في إقناع الناس بالبقاء بالمنزل والالتزام بالاجراءات الاحترازية.
وأوضح د. علي وحيد الخروصي، اكاديمي من سلطنة عمان، أن التعامل مع المخاطر والأزمات وكيفية إدارتها لا يوجد في منظومة الأمن القومي العربي، وعلينا دراسة هذه المخاطر جيدا والتنبؤ بها قبل وقوعها وهذا لن يحدث إلا إذا قمنا بوضع استراتيجية عربية أو خليجية موحدة لإدارة الأزمات مع نظرة استباقية للتعامل مع الكوارث.
وأكد د. خليل السعيد، على أن الصورة ليست وردية بالمرة، ولكي نكون مستعدين لمواجهة الكوارث فلابد من أخذ البحث العلمي مجراه وتعزيز دوره في مواجهة الكوارث والأزمات المستقبلية.
واوضح، أن جائحة كورونا تشكل نهاية حزينه لعصر العولمة، فنحن رأينا الاتحاد الأوروبي يتخذ إجراءات لتوزيع الاختصاصات بين أعضائه لتكون كل دوله مختصة في جانب معين من الصناعة والانتاج لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وإن كانت قطر قد سبقت الجميع وأطلقت استراتيجية للاكتفاء الذاتي في مختلف القطاعات وتعظيم موارد الدولة.
copy short url   نسخ
13/05/2020
979