+ A
A -
بقلم: د. بثينة حسن الأنصاري خبيرة تطوير التخطيط الاستراتيجي وموارد بشرية
قد تكون كلمة «ماااقصرتوا» لا توفي ولا تكفي لتصل إلى جنود هذه المحنة جائحة فيروس كورونا.
قال (صلى الله عليه وسلم): «من لا يشكر الناس لا يشكر الله». الشكر والعرفان الجزيل لحكومتنا الرشيدة المتمثلة في حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، الذي لم ولن يألو جهداً في نشر الطمأنينة وتوضيح كافة الخطط والتوجيهات وكل المستجدات بكل وضوح وشفافية التي تهم كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة من مواطن ومقيم، حيث أكد سموه على أهمية المسؤولية الاجتماعية والشخصية لمحاربة الوباء، والتي بدونها سيكون من المستحيل التغلب على الأزمة.
ونشيد بدعوة سموه لقادة دول العالم والمنظمات الدولية ذات الصلة إلى التعاون والتنسيق الدوليين الوثيقين بدلا من التنافس، في مواجهة انتشار الوباء وإيجاد الحلول المؤدية إلى التخلص منه.
أثبتت دولتنا الحبيبة قطر أنها قادرة على تخطي الأزمات، وهذا بات جلياً في تخطيها لأزمة الحصار الجائر علينا منذ العام 2017 وحققت الاكتفاء الذاتي في معظم القطاعات الحيوية، وهذا يظهر جلياً في قطاع الأغذية، حيث وضعت الدولة العديد من المحفزات لتنمية القطاع الزراعي، منها تخصيص دعم سنوي بقيمة 70 مليون ريال تشمل الإنتاج الزراعي والحيواني والسمكي وعمليات تسويق المنتجات الزراعية.
وعلى الرغم من تراجع سعر النفط الخام إلى حوالي 24 دولارًا للبرميل، إلا أن مشاريع التوسع في العديد من مشروعات الغاز والنفط منخفضة التكلفة في دولة قطر ستستمر، وستكون هناك حاجة لتلبية متطلبات الطاقة المتزايدة في المستقبل من أجل تعويض الانخفاضات وفقًا لمحللين في «إس آند بي غلوبال بلاتس».
الصحة خط الدفاع الأول
نشكر وزارة الصحة خط الدفاع الأول المتصدي لفيروس كورونا الذين ضحوا ببيوتهم وأهلهم من أجل توفير وتسهيل كافة الإجراءات الاحترازية والفحوصات الضرورية، وكذلك لم تألُ وزارة الصحة جهداً لتوفير كافة الاحتياجات للمرضى من المواطنين والمقيمين وتأمين وتوفير الرعاية الصحية للجميع بدون استثناء، ولم يشعر مرضى الأمراض المزمنة بأي نقص في الأدوية أو المتابعة، حيث وفرت جميع سبل الراحة لهم سواء بالاتصال أو توصيل الأدوية لبيوتهم.
الداخلية صمام لأمن وأمان وسلامة الجميع
والشكر موصول لوزارة الداخلية لتوفير غطاء الأمن والأمان، حيث إنهم يعملون على مدار الساعة دون كلل أو تعب أو إجازات لكي يكونوا الدرع الأول لحماية الوطن والمواطن اثناء الأزمنة، بالإضافة إلى حماية المنشآت وجميع المناطق في الدولة.
كذلك استخدمت الداخلية خلال مهامها روبوت «العساس» لمراقبة التجمعات؛ من خلال دوريات ينفذها الروبوت الآلي التابع لإدارة النظم الأمنية بالوزارة. وتتمثل مهام الروبوت في التوعية المجتمعية في الأحياء السكنية والأماكن العامة، والتوعية بأهمية منع التجمعات ورصد المخالفين لقرار منع التجمعات. وكذلك قامت الوزارة باستخدام طائرات الدرونز التي تحلّق في مختلف المناطق؛ لبث الرسائل التوعوية بمكبرات الصوت حول ضرورة التزام إجراءات السلامة.
نجاح منصة التعليم عن بُعد
الشكر موصول كذلك لوزارة التعليم الذين تمكنوا من إيجاد حلول بديلة فتجاوزوا العقبات والتحديات لضمان استمرار العملية التعليمية وإثبات أن التعليم منارة المستقبل والذي تستند عليه كل الحلول المستقبلية، بتوفير التعليم عن بُعد وإطلاق قناتين تليفزيونيتين لتوفير المناهج التعليمية لجميع الطلاب باختلاف المراحل الدراسية، وكذلك تم إطلاق مسابقة بالتعاون مع مؤسسة الدوحة للأفلام، ليقوم الطلبة بإنتاج أفلام قصيرة في مواضيع محددة، لكي يستثمر الطالب وقته في شيء مفيد.
جامعة قطر
وفرت جامعة قطر خدمة التعليم عن بُعد عن طريق بوابة الـ Black Board واستطاعت الجامعة تعزيز عملية التعليم من خلال المنصات الإلكترونية والتسجيل الصوتي للتواصل مع الطلبة، حيث عقدت أكثر من 500 محاضرة قضى فيها الطلاب أكثر من 1500 ساعة.
مبادرات اقتصادية
حيث وجه حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى بدعم القطاع الخاص بـ 75 مليار ريال قطري، وقام مصرف قطر المركزي بتوفير سيولة إضافية للبنوك العاملة بالدولة، وقام بنك قطر للتنمية بتسهيل الإجراءات الخاصة برواد الأعمال من تسهيل وتأجيل القروض البنكية بفائدة منخفضة، وخلال الفترة من 7 إلى 12 شهرا تكون نسبة الفوائد /الأرباح بسعر إقراض بنك قطر للتنمية +1 %، ويقوم بنك قطر للتنمية بتغطية 1.5 % من الأرباح/‏ الفائدة بالنيابة عن المستفيد الذي يتحمل خلال هذه الفترة فارق نسبة الفائدة/‏ الأرباح بين النسب المذكورة. وإعفاء عدة قطاعات من رسوم الكهرباء والماء وتأجيل دفع الإيجارات الخاصة بالصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير جميع التحويلات البنكية على المنصات الإلكترونية، وتوفير سيولة إضافية للبنوك العاملة بالدولة، وتوجيه الصناديق الحكومية لزيادة الاستثمارات في البورصة، وإعفاء السلع الطبية والغذائية من الرسوم الجمركية لمدة ستة أشهر.
تُرفع القبعة للمؤسسة القطرية للإعلام
تليفزيون قطر أصبح القناة المبدعة في توصيل المعلومات والإحصائيات والأرقام الصحيحة ونشر الوعي وبناء أسس معلوماتية صحيحة عن جائحة كورونا بين مختلف فئات المجتمع، والإبداع في تطوير الأفلام القصيرة التي ترتبط بالواقع الحقيقي لطرح المشكلة، وفي نفس الوقت التطرق لحل المشكلة منها بناء الثقافة الصحية، وبناء الوعي عن المرض وهويته، وضرورة الالتزام بالحجر المنزلي، والشكر موصول لإذاعة قطر وجميع الصحف المحلية التي ساهمت بشكل كبير في نقل المعلومات الصحيحة وتصحيح الإشاعات خلال أزمة كورونا.
جهود وزارة التجارة والصناعة
ساهمت وزارة التجارة والصناعة في توفير جميع الاحتياجات للمواطنين والمقيمين الذين لم يشعروا بأي تغيير أو نقص خلال الأزمة من جميع السلع الغذائية والتموين في جميع فروع الجمعيات الاستهلاكية، وعززت القطاع الخاص بحزمة من التسهيلات التي تجعل صاحب العمل قادرا على الاستمرار ومواجهة الأزمة.
حقوق العمال
وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية وفرت جميع الإمكانيات لتأمين بدل الغذاء والسكن للعمال في قطر، وحرصت على توفير الرعاية الصحية لمختلف الجنسيات، وأصدرت العديد من الإجراءات التي تحافظ على حقوق العمال وأرباب العمل في ظل أزمة كورونا، وكذلك حققت العدالة في توفير الرعاية الصحية مع الدعم المادي الكامل أثناء قضاء فترة الحجر الصحي للعمال، وقامت بتقليص عدد الموظفين العاملين في القطاعات المختلفة بنسبة 80 بالمائة مع استمرارية الأعمال من خلال العمل عن بُعد.
الخطوط الجوية القطرية شريان الحياة
نجحت الخطوط الجوية القطرية في تحقيق المكاسب الدبلوماسية والاقتصادية بشهادة من الدول الأوروبية ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، حيث تمكنت الخطوط القطرية من إعادة المواطنين من الدارسين في الخارج والمرضى القطريين من مختلف الدول، وكذلك إعادة آلاف من الرعايا إلى أوطانهم الأصلية في ظل توقيف غالبية شركات الطيران الكبرى لرحلاتها، واختيارها عدم الطيران خلال هذه الفترة، كذلك شاركت في الشحن الجوي لعدد من المساعدات الطبية لكثير من الدول.
تذليل صعوبات الاتصالات
تمكنت شركة أريدُ للاتصالات عبر تفعيل منصة الـ mobile money من تذليل جميع الصعوبات التي كانت قد وقفت في وجه العمالة لتحويل أموالهم إلى ذويهم وعائلاتهم بعد غلق محلات الصرافة لمواجهة أزمة كورونا وتذليل كافة الجهود لمساعدتهم كذلك شركة فودافون وشركة أريدُ، وحرصوا على تقديم دعم لا محدود لقطاعي الصحة والتعليم من خلال ضمان زيادة سعات الإنترنت المطلوبة لتلبية احتياجات القطاعين خلال أزمة كورونا، بالإضافة إلى تقديم ترقية مجانية لسرعة الإنترنت وعرض الحزمة للعملاء الأفراد وعملاء قطاع الأعمال الذين يعملون في القطاعات الاستراتيجية أو في القطاعات التي تتأثر عائداتها بهذه الحالة الطارئة. وكذلك وجهت الشركتان بتعزيز دعم الموظفين في المؤسسات الحكومية من مواجهة الأزمة، وذلك من خلال تزويدهم ببيانات إنترنت جوال إضافية وباقات إضافية للهاتف الجوال، وأطلقت أريدُ حملة «خليك بالبيت» لتشجيع الأفراد على البقاء في منازلهم للحد من انتشار فيروس الكورونا، وهي أيضاً من أوائل الشركات التي طبقت العمل عن بُعد.
اللجنة الأولمبية القطرية
نجاح الماراثون الافتراضي قطر 2020، حيث نظمت اللجنة الأولمبية القطرية النسخة الأولى من ماراثون قطر 2020 الافتراضي خلال أزمة كورونا لتشجيع الأفراد على ممارسة الرياضة من منازلهم وتعزيز ثقافة أنماط الحياة الصحية على المستوى العالمي.
نجاح مبادرات وزارة الثقافة والرياضة لتعزيز الهوية الوطنية. حيث قامت العديد من المراكز الشبابية بتقديم عدد من الورش التي من شأنها تقديم الفائدة للشباب في ظل الحجر الصحي والإقامة في المنازل، ومن أبرزها ورشة تدريبية أونلاين أقامها مركز شباب الظغاين بعنوان: «كيف تحلق فالبيت».
بناء القدرات خلال الدورات التدريبية أونلاين، وكذلك ورش الكتابة الإبداعية، وقدم مركز الريادة للفتيات دورات تدريبية وحلقات نقاشية عديدة لمواجهة الكورونا، وقدم مركز قطر للفعاليات الثقافية والتراثية العديد من المبادرات وقدمت الوزارة من خلال مركز نوماس تعزيز الهوية الوطنية.
نموذج مشرف للمتطوعين من المواطنين في دولتنا الحبيبة قطر خلال أزمة فيروس كورونا «كوفيد - 19». جائحة كورونا أعادت ترتيب الأوراق وأحدثت تغييرا كبيرا في ثقافة ووعي أفراد المجتمع، حيث يقدم الجميع باقة ورد وبطاقة شكر للمتطوعين المواطنين الذين أثبتوا قدرتهم والتزامهم بالعمل الإنساني.
العاملون خلف الكواليس في أجهزة الأمن والكوادر الطبية جميعاً ترفع لهم القبعة.
«اللجنة العليا لإدارة الأزمات» تميزت باحتواء الأزمة وإدارتها في جميع مراحلها بكل وضوح وشفافية.
والشكر موصول للجنة العليا لإدارة الأزمات التي لم تقصر ببث روح الطمأنينة للجميع وإطلاع الجمهور على جميع الاحترازات والإجراءات والإحصائيات أولا بأول بكل شفافية ووضوح بنشر معلومات دقيقة عن حالات الإصابات والشفاء وإرشادات الحجر المنزلي من خلال المؤتمرات الصحفية واللقاءات التليفزيونية.
شكراً للعطاء وتعزيز مفهوم المسؤولية المجتمعية من خلال مبادرات مؤسسات المجتمع المدني في الدولة
وكذلك لا بد من توجيه الشكر لجميع المنظمات المجتمعية التي بادرت بكافة المبادرات وعززت مفهوم المسؤولية المجتمعية التي تعين الجميع لاستمرارية الظروف المعيشية الطبيعية، متمثلة في الحي الثقافي كتارا بحملة «نعين ونعاون» وجمعية قطر الخيرية بمبادرة «لكم الأجر» لتوفير سلة إفطار صائم وتقديم المساعدات للاجئين في سوريا، وجمعية المحامين القطريين التي عززت مفهوم المسؤولية من خلال تقديم الاستشارات القانونية لمن يحتاج إليها خلال الأزمة، وكذلك أطلقت غرفة قطر مبادرة «تكاتف» لدعم الجهود الحكومية في مواجهة كورونا.
وأخيرا وليس آخراً نشكر جميع من يعيش على هذه الأرض الطيبة من مواطنين ومقيمين الذين اتبعوا الإرشادات والاحترازات اليومية والتزموا بالحجر المنزلي لاحتواء الأزمة، وتقليل عدد الإصابات بفيروس كورونا، وتسريع عودة الحياة في جميع القطاعات تدريجياً وبآلية تحددها الدولة.
{ وسلامتكم
copy short url   نسخ
13/05/2020
2530