+ A
A -
كتب – محمد الاندلسي
أشاد مراقبون بإطلاق مصرف قطر المركزي نظام قطر للدفع عبر الهاتف الجوال (QMP) بوصفه أحد التدابير الناجحة القادرة على محاربة فيروس كورونا المستجد حيث يوفر النظام وسيلة جديدة وآمنة للدفع الإلكتروني الفوري وفقا لأفضل الممارسات العالمية في مجال خدمات الدفع عبر الهاتف الجوال، ويهدف إلى تمكين المستخدم من استخدام المحفظة الإلكترونية على هاتفه الجوال لتنفيذ عمليات الدفع الإلكتروني من شخص إلى آخر وسداد أثمان المشتريات بالإضافة إلى إجراء عمليات السحب والتغذية النقدية للمحافظ الإلكترونية بشكل فوري وعلى مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، كما يمكن النظام من فتح محافظ إلكترونية لجميع المستخدمين على حد سواء مما يساهم في تعزيز الشمول المالي في الدولة. ولإجراء عمليات الدفع بشكل سهل وسريع، أصدر مصرف قطر المركزي مواصفات ومعايير موحدة لرمز الاستجابة السريع (QR Code) تمكن المستخدمين من القيام بالدفع عن طريق مسح رمز الاستجابة (QR Code) من خلال الهاتف الجوال لدى نقاط البيع ووسائل النقل العامة.
وحدد المراقبون 6 فوائد لأنظمة الدفع الإلكترونية والمحافظ الرقمية تتمثل في:
أولا: سهولة وسرعة نظم الدفع الإلكتروني.
ثانيا: تقليص المعاملات النقدية الورقية بين الجمهور ومنافذ البيع المختلفة.
ثالثا: الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد الذي ينتقل عبر الأسطح المختلفة مثل النقود الورقية بحسب التقارير الطبية.
رابعا: درجة الأمان المرتفعة التي يتيحها الدفع الإلكتروني عبر الهواتف الذكية وطبقات التشفير المتعددة والمعقدة التي تم بناء النظام عليها.
خامسا: مواكبة التطور التقني في المعاملات المالية وتسريع التحول التكنولوجي للبنوك.
سادسا: الخدمات المالية الإلكترونية تعتبر خدمات صديقة للبيئة.
جرعة الثقة
وفي التفاصيل يقول الخبير التقني، عمار محمد إن نظام الدفع عبر الهاتف الجوال يمثل أحد أشكال الدفع الإلكتروني القادرة على مواجهة فيروس كورونا المستجد من خلال تقليص إمكانية الاحتكاك مع الوسائل الناقلة للفيروس، ومن ضمنها الأوراق النقدية، الأمر الذي يعزز منسوب الثقة بشأن التعامل بهذه التقنيات ويعمل على تقليل استخدام العملات الورقية، خاصة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، والذي أثبتت العديد من الدراسات الطبية المتخصصة بقاءه على الأسطح لفترات معينة، وبالتالي فإنه يمكن انتقاله عن طريق النقود الورقية.
وأكد أن التزام البنوك المحلية بتطبيق الدفع الإلكتروني واللاتلامسية في البطاقات البنكية، يعمل على الحفاظ على صحة عملاء البنوك والتسهيل عليهم بصورة أكبر في تطبيق الممارسات الصحية الصحيحة خلال أزمة فيروس كورونا التي تجتاح العالم، بالإضافة إلى سرعة تنفيذ المعاملات المختلفة في اقل وقت ممكن، مشددا على ان تطبيق تقنيات الدفع الإلكتروني لدى المصارف المختلفة لا يعد تطورا وتقدما تقنيا فحسب، بل أيضا لمحاربة هذا الوباء العالمي وتقليل عدد الإصابات، ونوعا من المسؤولية الاجتماعية التي يجب علي البنوك تطبيقها في الوقت الحالي.
وأعرب عن أمله في أن تكون هذه الأزمة دافعا كبيرا لجميع المؤسسات والقطاعات بتطبيق المعاملات الرقمية والإلكترونية بصورة أوسع انتشارا وأفضل من الوضع الحالي، مشيرا إلى إمكانية ان يتم تطبيق معاملات الدفع الإلكتروني عبر برامج التواصل الاجتماعي والساعات الذكية وغيرها، والتي نفذتها بالفعل عدد من الدول وساهمت كثيرا في الحد من التداول للنقود الورقية في جميع المعاملات، لافتا إلى استخدامه هو شخصيا لطرق الدفع الإلكترونية منذ انتشار فيروس كورونا المستجد.
المحافظ الإلكترونية
من جهته قال الخبير التقني، علي السعدي، إن فيروس كورونا ساهم في زيادة الإقبال على خدمات الدفع الإلكتروني، لافتا إلى أن اطلاق نظام الدفع الإلكتروني عبر الهاتف الجوال QMP من جانب مصرف قطر المركزي يعد استجابة سريعة لتطلعات الجمهور خلال فترة تفشي فيروس كورونا المستجد، ولتقليل استخدام النقود الورقية أو البطاقات البنكية التقليدية، كما يصب هذا النظام الجديد في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 لتطوير بيئة الدفع الإلكتروني في قطر والوصول إلى نظام دفع متطور يواكب أحدث التكنولوجيات في العالم، ويسرع من التحول التكنولوجي للبنوك والقطاعات المالية في قطر.
وأوضح ان تقنية الدفع عن طريق المحافظ الإلكترونية ستمكن جميع العملاء من استخدام هذه التقنية المتطورة في جميع معاملاتهم المالية والتجارية، خاصة وانها تتمتع بطبقات تشفيرية معقدة لمنع عمليات الاختراق والقرصنة الإلكترونية.. مضيفا: «قامت العديد من البنوك المحلية بإطلاق محافظها الرقمية مثل محفظة mPay الرقمية والتي أطلقها مصرف قطر الإسلامي مؤخرا، والتي تعتبر بوابة آمنة للدفع داخل قطر، حيث تمكن العملاء من الدفع ونقل الأموال عبر أرقام الهواتف فقط، بصورة إلكترونية سريعة للغاية ومؤمنة ضد الاختراقات، كما أنها لا تعتمد على الدفع النقدي والبطاقات المصرفية».
وأكد السعدي ان شركات الاتصالات القطرية تطور أيضا طرق الدفع عبر المحافظ المالية الإلكترونية والتي توفر حلولاً متكاملة للتحكم بالأموال، وإدارتها بصورة سهلة وآمنة وبأقل تكلفة مع ميزة إدارة الحسابات للتحكم الكامل وفي كل وقت، الأمر الذي يدفع إلى إمكانية تطور طرق الدفع التقليدية واستخدام المحافظ الإلكترونية والدفع الإلكتروني بشكل أوسع وأكبر ليشمل جميع القطاعات المختلفة.
التحول التكنولوجي
من جانبه ثمن رائد الاعمال محسن الشيخ، الدور الكبير الذي يلعبه مصرف قطر المركزي في تطوير أنظمة الدفع الإلكترونية والارتقاء بها لتكون قطر في مصاف الدول المتقدمة تقنيا، خاصة في التكنولوجيا المالية، معربا عن أمله في ان يتحقق التحول الرقمي الكامل في جميع القطاعات في الدولة، بصورة اكثر سرعة لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، للحيلولة دون انتقاله سواء عبر المعاملات النقدية الورقية، أو حتى المعاملات التقليدية في الوزارات المختلفة عبر المعاملات الورقية.
وأشار إلى ان فيروس كورونا رفع من وتيرة الإقبال على خدمات الدفع الإلكتروني، فيما تعمل المحافظ الإلكترونية التي توفرها البنوك المختلفة لعملائها على تسريع وتيرة استخدام انظمة الدفع الإلكتروني ايضا لتكون بديلا مستداما لطرق الدفع التقليدية عبر النقود الورقية، موضحا ان المحافظ الإلكترونية تسمح للمستخدم بإجراء معاملاته المالية إلكترونيا بما في ذلك عمليات الشراء عبر الإنترنت باستخدام الكمبيوتر أو هاتف ذكي أو إجراء عمليات شراء في متجر فعلي، كما انها تربط الحساب المصرفي للعملاء بالعديد من البيانات والمعلومات المختلفة مثل البطاقة الصحية ورخصة القيادة وبطاقات الولاء ومستندات الهوية وما إلى ذلك من بيانات يتم تخزينها، لافتا إلى ان قطر باتت في صدارة الدول التي تهتم بالتكنولوجيا المالية «الفينتك»، وتمنحها اهتماما بالغا، خاصة وان المركزي يضعها ضمن خطته الاستراتيجية الثانية لتطوير القطاع المالي والممتدة حتى 2022.
وأكد ان طرق الدفع الإلكترونية آخذة في التطور يوما بعد يوم، وتعمل قطر على مواكبة جميع التطورات الحديثة، متوقعا ان تقوم جميع البنوك العاملة في السوق المحلي بتسريع عملية تطوير أنظمة التكنولوجيا المالية والدفع الإلكتروني لديها مع تدشين محافظها الإلكترونية وبطاقاتها التي تعمل بتقنية الدفع بدون لمس، خلال الفترة المقبلة، علاوة على زيادة سقف دفع البطاقات بدون لمس، لتواكب التطورات التكنولوجية الأخيرة، لإجراء عمليات الدفع بشكل سهل وسريع في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد، والتعليمات الخاصة بالتباعد الاجتماعي خلال هذه الفترة التي يمر بها العالم أجمع.
وأكد أن الابتكار المالي في جعل العمليات المالية في شكل رقمي وآلي، يعزز فرص وصول القطاع المالي إلى شريحة أكبر من العملاء والمستثمرين من كافة الفئات بشكل سهل وبتكلفة أقل، بالإضافة إلى أن هذه الخدمات المالية صديقة للبيئة وتعطي العملاء في الوقت نفسه إمكانية الوصول إلى المنتجات والخدمات المالية المفيدة والممكنة.
بطاقات بدون لمس
وتقدم شركة OOREDOO المحفظة الإلكترونية التي توفر حلولاً متكاملة للتحكم دوماً بالأموال، حيث لم تعد هناك حاجة للاحتفاظ بحد أدنى من الرصيد أو تعبئة طلب أو إجراءات معقدة أو دفع رسوم إضافية، حيث يمكن إدارة الأموال بأمان وسهولة وبأقل تكلفةً، وتوفر محفظة الخدمات المالية ميزة إدارة الحسابات للتحكم بكل ما يريده المستخدم وفي كل وقت.
فيما قام عدد من البنوك المحلية بطرح بطاقات خصم تعمل بتقنية دون لمس لأول مرة في قطر، وتتيح بطاقات الخصم التي تعمل بتقنية دون لمس إجراء المعاملات باستخدام أجهزة نقاط البيع التي تعمل بتقنية (NFC) بكل راحة وسهولة، حيث لا يحتاج حاملو بطاقات الخصم التي تعمل بتقنية دون لمس لإدخال رقم التعريف الشخصي أو التوقيع على الفاتورة للمعاملات.
وفي إطار الإجراءات التي تقوم بها البنوك لتعزيز التدابير الوقائية لعملائها في مواجهة فيروس كورونا المستجد، أعلن كل من بنك قطر الوطني QNB والبنك التجاري عن زيادة سقف الدفع عن طريق البطاقات المعززة بتقنية الدفع بدون لمس من 100 ريال إلى 300 ريال، علما بأن هذه البطاقات لا تتطلب سوى تمريرها بالقرب من جهاز الدفع مع الاستفادة من نفس معايير الأمان المرتفعة التي توفرها تقنية الشريحة والرمز السري، فيما تستغرق عملية الدفع ثانية أو ثانيتين فقط دون الحاجة إلى إدخال رقم التعريف الشخصي، ومن المتوقع أن تقوم البنوك القطرية التي تعمل بطاقاتها بتقنية الدفع بدون لمس بزيادة سقف الدفع هي الأخرى.
copy short url   نسخ
04/04/2020
2957