+ A
A -
الدوحة- قنا- أكدت مؤسسة حمد الطبية على أهمية مراعاة الجانب النفسي لدى الأطفال عند تداول المعلومات المتعلقة بفيروس كورونا (كوفيد - 19) وعدم التسبب في زيادة التوتر لديهم في هذا الجانب.
وقالت الدكتورة مي جاسم المريسي، المدير التنفيذي لتطوير الخدمات والتطوير الإكلينيكي بخدمة الصحة النفسية للأطفال والمراهقين في مؤسسة حمد، إن الأطفال يتبعون إرشادات البالغين حول كيفية التصرف خلال الظروف الصعبة، لذا يجب على الآباء والأمهات تشجيع أبنائهم على ممارسة السلوكيات الصحية التي تسهم في الحد من انتشار فيروس (كوفيد - 19).
وأشارت إلى أنه عند ارتفاع نسبة القلق عند البالغين يرتفع معدل التوتر عند الأطفال خاصة من كان منهم عرضة للأفكار المقلقة، وعلى البالغين الانتباه من ردود الأفعال التي تصدر عن الأطفال والانتباه إلى إشاراتهم اللفظية وغير اللفظية فكل ما يتم تداوله حول (كوفيد - 19) والجهود المبذولة للحد من انتشار العدوى قد تتسبب في زيادة أو تقليل مستوى توتر الطفل.
ودعت الأولياء والمشرفين على رعاية الأطفال للسماح لهم بالتعبير عن مشاعرهم وتوجيه مخاوفهم بصورة مناسبة بالإضافة إلى تعليمهم الإجراءات الاحتياطية للحد من العدوى والتحدث معهم حول مخاوفهم مما يكون له دور بالغ في تقليل مستوى التوتر لديهم ومنحهم شعورا بأنهم يملكون السيطرة على خطر انتشار العدوى.
وأوضحت أن الأولياء قد ينتابهم غالبا القلق إزاء مشاركة أطفالهم في الحديث عن القضايا الاجتماعية المريبة لاعتقادهم بأنها تزيد من مستوى القلق والخوف لديهم، إلا أن المعلومات تعتبر أداة قوة وتمنح الأطفال القدرة على التنبؤ ومعرفة ما يمكن توقعه لاحقا وهو ما يساهم بدوره في المساعدة على التخلص من مخاوفهم ذلك أن الأطفال يحتاجون إلى معلومات واقعية ومناسبة لعمرهم كما يحتاجون لتعليمات محددة لكن دون أن يطغى الرعب عليهم.
وشددت على أهمية معرفة المعلومات التي يملكها الطفل عن فيروس (كوفيد - 19) من خلال طرح الأسئلة عليه ومن ثم مناقشة المعلومات التي يقولها فإن كان غير مكترث فربما ليس ضروريا التعمق في الحوار حول هذا الموضوع، والاكتفاء بالتشديد على أهمية غسل اليدين والخطوات السليمة لغسلهما، إلى جانب التدابير الوقائية الأخرى كترك المسافة الشخصية المناسبة للفرد وأهمية تجنب الأشخاص المرضى (المصاب منهم بالسعال والعطس)، مع ضرورة التأكيد على أهمية إخبار الوالدين في حال الشعور بالمرض لكن دون الإفراط في تقديم المعلومات.
وأضافت أن الأطفال الذين لديهم مخاوف معينة أو قلق ما ينبغي تصحيح المعلومات المغلوطة وتقديم الدعم النفسي اللازم مع الحرص على مراقبة علامات التوتر حيث يميل الأطفال الأصغر سنا إلى التعبير عن القلق من خلال إما البكاء الحاد أو التذمر أو العودة لممارسة سلوكيات لا تناسب أعمارهم كالتبول في الفراش، في حين يظهر التوتر لدى الأكبر سنا على شكل قلق حاد أو حزن أو الصداع والآلام الجسدية غير المبررة.
وبينت أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات تكون قدرتهم على استيعاب المعلومات حول (كوفيد - 19) محدودة لكنهم في الوقت نفسه يتأثرون بالأحداث المقلقة من حولهم مما يستدعي مراعاة الهدوء والواقعية عند التحدث عن الفيروس باستخدام اللغة المناسبة لهذه المرحلة العمرية وتفادي مشاهدة التقارير الإعلامية التي قد تزيد من مستوى التوتر لديهم.
كما أكدت الدكتورة مي على أهمية المحافظة على الأنشطة التي يمارسها الأطفال في المنزل والتي تعزز الهدوء لدى الأسرة كالقراءة معا ومشاهدة الأفلام واللعب مع الحرص على عدم قضاء وقت طويل في مشاهدة الشاشات لما لذلك من أثر على صحتهم وعادات نومهم.
والجدير بالذكر أن وزارة الصحة العامة خصصت على موقعا خاصا على الانترنت لتزويد الجمهور بآخر مستجدات الوضع الحالي والمعلومات المتعلقة بكيفية حماية أنفسهم والآخرين من (كوفيد - 19)، كما خصصت الخط الساخن 16000 المتاح على مدار الساعة واليوم للإجابة عن كافة الاستفسارات المتعلقة بالفيروس، إلى جانب إطلاق حملة توعوية عبر منصات التواصل الاجتماعي بالتعاون مع وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية بهدف مشاركة البيانات المصورة وتسجيلات الفيديو.
copy short url   نسخ
01/04/2020
1468