+ A
A -
عواصم- وكالات- اتسعت رقعة إجراءات العزل في كافة أنحاء العالم لتبقي نحو نصف سكان الأرض معزولين في منازلهم بهدف احتواء فيروس كورونا المستجد، في وقت سجلت إسبانيا أعلى عدد وفيات يومي بالفيروس أمس، فيما أعلنت تعبئة عامة في الولايات المتحدة لمواجهة الوباء.
وأودى الفيروس بحياة قرابة 38 ألف شخص في العالم وسط أزمة صحية تعيد توزيع مراكز القوى وتضرب الاقتصاد العالمي وتؤثر على الحياة اليومية لقرابة 3,6 مليار شخص.
وسجلت إسبانيا الثانية بعد إيطاليا من حيث عدد الوفيات في العالم، رقما قياسيا جديدا في عدد الضحايا مع 849 وفاة خلال 24 ساعة، ما يبدد الآمال من احتمال أن تكون تجاوزت ذروة الأزمة التي تشل البلاد منذ أسابيع.
وفي إيطاليا الرازحة تحت وطأة الفيروس، تم تنكيس الأعلام خلال دقيقة صمت حداداً على أكثر من 11,500 شخص قضوا من جراء الفيروس، فيما لا تزال الفرق الصحية تعمل في ظروف مروعة.
ورغم ظهور مؤشرات على تباطؤ انتشار الفيروس في إيطاليا، لا يزال المئات يموتون يوميا ما دفع بالسلطات إلى تمديد إجراءات الإغلاق المشددة المفروضة في كافة أنحاء البلاد، رغم التداعيات الاقتصادية المدمرة لذلك.
وفي بلجيكا توفيت فتاة عمرها 12 عاما بوباء «كوفيد - 19»، في حالة وفاة قلما تحدث لفتية تذكر بالقدرة المخيفة لهذا الفيروس.
وعلى الجهة المقابلة من المحيط الأطلسي كانت الولايات المتحدة تستعد لأسوأ أيامها بعد أن تجاوزت حصيلة الوفيات 3000 وفاة من 163 ألف إصابة، في أعلى عدد من الإصابات يتم تسجيله في بلد واحد. وأثارت مشاهد لم يكن أحد يتصورها في زمن السلم -كإقامة مستشفى ميداني في حديقة سنترال بارك- خوف أهالي نيويورك القابعين في منازلهم في مدينة يخيم عليها هدوء مخيف.
ووصلت سفينة طبية عسكرية أميركية على متنها 1000 سرير إلى مانهاتن لتخفيف الضغط عن النظام الصحي المنهك.
وتشهد مراكز توزيع المواد الغذائية في المدينة قدوم عدد متزايد من الأشخاص الراغبين في الحصول على مساعدات بعد أن خسروا مداخليهم مع إغلاق العاصمة المالية العالمية.
وانضمت ماريلاند إلى فرجينيا وواشنطن دي.سي في إصدار أوامر للسكان بالتزام منازلهم، لتشمل إجراءات العزل نحو 75 بالمائة من الأميركيين.
وسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتطمين المواطنين، مشيرا إلى أن السلطات تكثّف توزيع المعدات الضرورية على غرار أجهزة التنفس ووسائل الوقاية الشخصية.
لكنه حذر كذلك من «الأوقات الصعبة المقبلة خلال الأيام الثلاثين القادمة»، وأقرّ باحتمال صدور أمر لجميع سكان البلاد بالبقاء في منازلهم.
وقال ترامب «نخاطر بكل شيء نوعا ما»، مشبها جهود احتواء كورونا المستجد بـ «الحرب». وكتبت الممرضة الفرنسية إليز كوردييه منشورا على فيسبوك يكشف عن مدى الخوف والمعاناة اللذين تواجههما الطواقم الطبية التي تجد نفسها في الصفوف الأمامية للمعركة ضد «كوفيد - 19».
وقالت كوردييه: «بكيت لدى استيقاظي.. بكيت وأنا أتناول وجبة الفطور. ذرفت الدموع وأنا أستعد» ليوم عمل جديد.
لكنها أضافت: «في حجرة تبديل الملابس في المستشفى، مسحت دموعي والتقطت أنفاسي بين شهيق وزفير. يبكي الناس على أسرّة المستشفيات كذلك، ومن واجبي أن أمسح دموعهم».
ولا يزال قادة العالم الذين أصيب عدد منهم بالمرض أو أجبروا على الخضوع للحجر الصحي، يبحثون عن وسائل للتعامل مع أزمة تتسبب بهزّات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية.
وسلمت دول أوروبية معدات طبية إلى إيران التي ترزح تحت الفيروس، وذلك في إطار آلية انستكس للمقايضة التجارية التي تسمح بالالتفاف على العقوبات الأميركية واستخدمت للمرة الأولى منذ إنشائها في يناير 2019. وتخطى عدد الإصابات بالفيروس في إيران 44 ألف حالة إصابة فيما تعقّد العقوبات الأميركية جهود احتواء تفشيه. وارتفع عدد حالات الوفاة في هولندا إلى 1039، إثر تسجيل 175 حالة جديدة.
وأجبر انتشار الفيروس دولا عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وفرض حظر التجول، وتعطيل الدراسة، وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات العامة، وإغلاق المساجد والكنائس.
copy short url   نسخ
01/04/2020
1988