+ A
A -
الدوحة - الوطن
صُمّم جامع المدينة التعليمية بطريقة فريدة تربط بين التراث والحداثة والأصالة، ويعدّ أحد المباني البارزة والمميزة في مؤسسة قطر، ومكانًا روحانيًا لجميع أفراد المجتمع في قطر.
قام المهندسان المعماريان علي مانجيرا وأدا يفارس برافو، بزيارة إلى دولة قطر لمشاركة تجربتهما في تصميم هذه التحفة المعمارية التي حازت على شهرة عالمية، احتفالًا بالذكرى السنوية الخامسة لجامع المدينة التعليمية هذا الشهر، والذي يطلق عليه «ذو المنارتين».
قال مانجيرا: «المثير للاهتمام هو أنهم في قطر احتفظوا بمشاعر الروحانية، بينما كانوا يسعون إلى تبني أفكار جديدة»، وتابع: «لا توجد أماكن كثيرة تسعى لتطبيق أفكار جديدة عندما يتعلق الأمر بمبنى يجب أن يحتفظ ويعكس جوهر الطراز الإسلامي».
أضاف: «لا يشبه هذا العمل أي مشروع آخر شاركنا فيه حتى الآن، وأحد الأشياء التي أردنا القيام بها هي إنشاء مبنى معاصر تعكس هويته الإسلام وتتوافق مع الحداثة، ولكننا أردنا أيضًا التأكد من أننا نجذب الأشخاص الذين لديهم نظرة تقليدية أكثر، والطريقة التي بدأنا بها ذلك هي استخدام الخط الإسلامي وآيات مختلفة من القرآن الكريم، وإبرازها في نسيج المبنى، والهدف من ذلك هو تمكين الأفراد من ربط الحداثة بالآيات والعمارة، وإظهاره كمبنى معاصر، ولكنه يحمل رسالة من صميم التقاليد الإسلامية».
تابع مانجيرا: «شعرت أنه سيكون من الملهم القيام بمشروع له علاقة بالعبادة والروحانية، ولكن كان التحدي بالنسبة لنا القيام بشيء مختلف».
مانجيرا الذي يعمل مع برافو، ومدير شركة مانجيرا يافرس للعمارة يأتي من خلفية إسلامية منحته نظرة ثاقبة حول المجتمعات الإسلامية المختلفة، لكنه يقول إن الأفراد من جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن دينهم وثقافتهم، يهتمون بفكرة العبادة.
أوضح مانجيرا: «يجب أن تكون أماكن العبادة محتضنة ومرحبة بالأفراد، وهذا كان هدفنا عندما عملنا على تصميم جامع المدينة التعليمية، ودائمًا ما كان يجول في أذهاننا: ما الذي يمكننا تقديمه بأسلوب جديد؟ كيف نجعل هذا المكان أكثر ترحيبًا بالأفراد من مختلف الثقافات؟ أعتقد أنه كمهندسين معماريين، يمكننا أن نجعل العالم مكانًا أفضل، وأن نعزز أيضًا فهمًا أفضل بين الأديان».
تحدث مانجيرا عن آراء الأشخاص الذين زاروا الجامع، الذين أعربوا عن بساطة استكشافه وإعجابهم به، قائلًا: «أنا سعيد حقًا وفخور بالملاحظات التي تلقيناها، وقد أخبرني أحدهم أن الجامع يعد أحد المعالم السياحية الرئيسية في قطر، ويقوم بزيارته أفراد من مختلف الثقافات، مما يمكنهم من التعرف على الإسلام ورؤيته كعبادة معاصرة».
وشدد على أن هذا يساعد أفراد المجتمع على كسر الحواجز ونشر المعرفة، قائلاً: «أعتقد أنه يمكننا تثقيف الناس حول الإيمان والعبادة من خلال الهندسة المعمارية، وقد فعلنا الكثير لتغيير طريقة تفكير المجتمع».
أضاف: «الطريقة التي بدأنا بها، تكمن في اختيار دمج عناصر مثل الخط، وفي الوقت نفسه يحتوي الجامع على العديد من القصص، مثل الأعمدة التي تمثل أركان الإسلام الخمسة، وبمجرد أن يدرك الأفراد هذه الأفكار، سيحتضنونها».
copy short url   نسخ
01/04/2020
457