+ A
A -
كتب - محمد مطر
تلبية نداء الوطن من أهم وأبرز الصفات التي يتمتع بها نجوم الفن في قطر، فدائماً ما تجد الفنان في قطر متواجدا ومتفاعلا مع الأحداث التي يمر بها المجتمع والوطن بشكل عام، ولعل أزمة الحصار الجائر على قطر من بين أهم تلك النماذج التي أظهرت معدن أهل الفن، وها نحن نعيش أزمة فيروس كورونا الذي ينتشر في العالم بأكمله، وفي هذه الأزمة أيضًا يظهر ويتجلى معدن الفنان القطري والفن الذي قدم رسالته ومازال على أكمل وجه من خلال الجوانب التوعوية الهادفة.
فمنذ بداية الأزمة الراهنة ورأينا تفاعلاً ملحوظاً عبر الشاشات والإذاعات وكذلك عبر السوشيال ميديا من الفنانين في قطر حول هذه المحنة، فقدم كل فنان ما يستطيع أن يقدمه، سواء من مقطع بسيط أو عمل متكامل، أو بالمشاركة ولو بكلمة أو رسالة عابرة وباقية بقيمتها وأهميتها في ظل هذه المرحلة التي تمر بها الإنسانية بأكملها.
الأعمال الفنية انتشرت بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتداولها الجميع، سواء كانت أعمالا درامية من إنتاج المؤسسة القطرية للإعلام أو من إنتاج جهات إعلامية ومؤسسات أخرى، ولكنها في النهاية أعمال تحمل القيمة والرسالة والهدف المنشود، وكذلك تعزز من ثقافة المجتمع والجمهور، ومن توجيهات الجهات المختصة بالدولة في هذا الشأن.
الفنان غانم السليطي كعادته دائماً متواجد وحاضر في كافة الأحداث الكبيرة، فظهر السليطي في عمل درامي جديد عبارة عن حلقات قصيرة بعنوان: «فيروس com» وهو عبارة عن مجموعة من الحلقات الدرامية التي يحاول السليطي فيها التوجيه والإشارة لمخاطر الفيروس الذي استفحل في الكون، فيحاول أن يقرأ من خلال هذا العمل الرسائل التي سيتركها فيروس كورونا في الواقع، وأنتجت المؤسسة القطرية للإعلام مجموعة من الأعمال التوعوية من أعمال درامية ومقاطع لتوعية الجمهور، وضمت الحلقات الدرامية مجموعة من نجوم الفن في قطر ومنهم الفنانة هدية سعيد والفنان ناصر عبد الرضا والفنان الشاب فيصل رشيد، وكانت الحلقة الأخيرة من هذه الحلقات قد حملت سيناريو عكس أهمية الالتزام بالجلوس بالبيت وعدم الخروج لضمان القضاء على هذا الفيروس والخروج من هذه المحنة بلا ضرر، فظهر الفنان فيصل رشيد وهو يحاول الخروج من المنزل ولكن تستوقفه والدته التي تقوم بدورها الفنانة هدية سعيد، وتعاتبه وتحذره من خطر الخروج من البيت في ظل هذه الظروف، خاصة أنها تعاني من نقص في المناعة وهو ما قد يجعلها تستقبل الفيروس بسهولة، وفي الوقت الذي تنصح وتحذر الوالدة ولدها من فكرة الخروج، يأتي ابنها الأكبر الذي يقوم بدوره الفنان ناصر عبد الرضا والذي كان بالخارج لظروف عمله كطبيب، ويبدأ هو الآخر في تحذير وتوعية شقيقه من خطورة ما كان سيفعله، ويطالبه بالدخول إلى المنزل وعدم الخروج من أجل نفسه وغيره من أفراد المجتمع.
وخلال الأزمة أطلق مجموعة من الفنانين حملة «خلك بالبيت»، بهدف الوقوف بجانب الدولة في محاربة انتشار فيروس كورونا، وللمساهمة في تعزيز وعي الجمهور ومساندة الجهود المبذولة من قبل الجهات المختصة بالدولة، وانتشرت الحملة وتوسعت فجمعت نخبة كبيرة من النجوم الذين وجهوا الدعوة إلى كل من يعيش على أرض قطر كافة من مواطنين ومقيمين، وطالبوهم بالجلوس في البيت والالتزام بتوجيهات الجهات المعنية بالدولة، حفاظاً على حياة الجميع وللحد من انتشار فيروس كورونا «كوفيد - 19»، وفور إطلاق هذه الحملة انتشرت الفيديوهات الخاصة بها بسرعة كبيرة عبر السوشيال ميديا وتداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، كما تفاعل معه الجمهور والوسط الفني ونشر عبر المجموعات الفنية وغيرها عبر تطبيق الواتساب.
وتجسدت هذه الحملة حتى الآن عبر مجموعة من مقاطع الفيديو التي شارك فيها نخبة من نجوم الفن في قطر ومن بينهم الفنان غازي حسين وعلي سلطان وفالح فايز وعبد الواحد محمد وسالم المنصوري وشعيل الكواري وفيصل رشيد وغيرهم، إذ حث المشاركين في هذه الحملة على ضرورة الجلوس بالبيت هذه الأيام تماشياً مع متطلبات الفترة الراهنة والأزمة المتمثلة في انتشار فيروس كورونا، والتزاماً بتعاليم ديننا الحنيف وامتثالاً لتعليمات وتوجيهات الجهات المسؤولة بالدولة، فقد طالب نجوم الفن خلال هذه الحملة الجمهور بضرورة الالتزام بتوجيهات الجهات المعنية بالدولة، لأن هذا الامتثال والالتزام بمثابة الواجب الوطني وفي إطار المسؤولية المجتمعية لكل فرد فينا، مثمنين الجهود المبذولة من الدولة في هذا الإطار وفي العمل على الحد من انتشار هذا الفيروس والخروج من هذه الأزمة بلا أضرار أو خسائر، مؤكدين على أن الالتزام بالتعليمات والجلوس بالبيت سيسهل كثيراً على تلك الجهات ويقضي على الأزمة تماماً، وهو ما سينعكس علينا جميعاً بالإيجاب حيث سنكون بهذا الامتثال حافظنا جميعاً على أرواحنا وأرواح كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، موضحين أن الأمر لن يطول بل إنها بضعة أيام وسنعود إلى ما كنا عليه ونمارس حياتنا اليومية والعملية بشكل طبيعي جداً.
كذلك كانت هناك حلقات أخرى لمجموعة من الفنانين الذين بادروا بتقديم التوعية للجمهور عن طريق رسالتهم الفنية، ومن بن هؤلاء كانت الفنانة فاطمة الشروقي ومعها الفنان موري، وذلك من خلال سلسلة الدمى «شمة وتاج السر» التي يتم تقديمها أسبوعياً عبر اليوتيوب، وتعرض موضوعا اجتماعيا لمحاربة انتشار فيروس الكورونا، ومن بين حلقاتها كانت تلك الحلقة التي جاءت تحت عنوان: «خلك بالبيت»، ودعت الحلقة الجمهور إلى ضرورة البقاء في البيت واتباع النصائح والإرشادات، ومنها ضرورة البقاء في البيت في هذه الفترة الصعبة لمحاربة الفيروس الذي يهدد سلامة المجتمع، وجاء سيناريو الحلقة كالتالي: بدأت الحلقة بقدوم الخادم إلى العجوز يشتكي الحال التي وصل إليها والأعمال الكثيرة التي قام بها خلال تواجده بالمنزل، وطلب الخروج لبعض الوقت لتغيير الأجواء إلا أن المرأة رفضت فكرة خروجه من البيت وكلفته بأعمال إضافية لمنعه من الخروج، الأمر الذي جعل الخادم يسقط أرضا من شدة التعب، ولاقت الحلقات الخاصة بهذا العمل إشادة جمهور السوشيال ميديا ورواد مواقع التواصل الاجتماعي لما تحمله من قيمة ورسالة مهمة في الوقت الراهن.
copy short url   نسخ
31/03/2020
1508