+ A
A -
إعداد– وحيد بوسيوف
منذ تفشي فيروس كورونا في العالم وحملات التوعية والتضامن لا تتوقف من أجل مساعدة الناس بعضهم البعض، حيث حرص العديد من نجوم الرياضة خاصة نجوم كرة القدم على المشاركة في أشكال مختلفة، سواء على الصعيد الفردي أو من خلال العمل الجماعي مع فرقهم في حملة مكافحة «فيروس كورونا المستجد».
وعرفت مواقع التواصل الاجتماعي انتشار العديد من الصور ومقاطع الفيديو لنجوم الساحرة المستديرة، الذين يتحدون في مواجهة فيروس كورونا المخيف، وسرعان ما تحولت هذه المبادرات إلى جمع تبرعات حيث قام الإسباني جوسيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي لكرة القدم، بمبلغ مليون يورو لدعم جهود مكافحة «فيروس كورونا» المستجد في مسقط رأسه إقليم كتالونيا، في خطوة مماثلة لما قام به الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد برشلونة، ونجم التنس الشهير السويسري روجر فيدرير الذي أعلن تبرعه بمبلغ مليون يورو للأسر الفقيرة في بلاده التي تعاني من تبعات تفشي «فيروس كورونا»، وكما قام كل من السويدي زلاتان إبراهيموفيتش نجم ميلان الإيطالي والبرتغالي كريستيانو رونالدو بتبرعهما السخي لمكافحة هذا الفيروس الذي بات يهدد العالم، بالإضافة للعديد من النجوم في مختلف الرياضات، ليأتي الدور في الأسبوع الحالي للأندية حيث أعلنت العديد من الأندية عن تقديم منشآتها الخاصة وفتحها أمام المؤسسات والخدمات الطبية في مختلف البلدان حول العالم وخاصة في أوروبا، في ظل معاناة القارة العجوز من الفيروس، الذي حولها إلى بؤرة رئيسية له.
البداية كانت من ووهان
بما أن فيروس كورونا المستجد بدأ في مدينة ووهان مقاطعة هوبي الصينية استفادت من الأستاد الرياضي في المدينة ومركزين للمؤتمرات، بتحويلهم إلى ثلاثة مستشفيات متنقلة توفر 3400 سرير لعلاج مرضى فيروس كورونا الجدد المصابين بأعراض خفيفة، حيث استجاب الجميع لنداء السلطات المحلية ببذل كل الجهد لتحويل أماكن المعارض في المدينة إلى مستشفيات لزيادة مساحة العزل والأسرة المخصصة للمستشفيات.
وتم إرسال الطاقم الطبي إلى المستشفيات الثلاثة للعناية بالمرضى الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس - لكنهم لم يظهروا أي أعراض حادة، وبمجرد أن تتفاقم أعراض المريض، سيتم نقله إلى مستشفى جينيانتان، وهو أحد المستشفيات المخصصة في المدينة لاستقبال المرضى المصابين بالفيروس الجديد.
ملعب ماراكانا الشهير
مع انتشار حالات الإصابة بفيروس كورونا في البرازيل استعانت السلطات البرازيلية بمنشآت رياضية وحولتها إلى مستشفيات، حيث أكدت سلطات ريو دي جانيرو أن مجمع ماراكانا الرياضي في البرازيل الذي يضم أشهر ملعب كرة قدم في العالم، سيتحول إلى مستشفى موقت للمساعدة في مكافحة فيروس كورونا، خاصة مع إعلان الاتحاد البرازيلي لكرة القدم إيقاف الموسم.
وكما وضعت أندية أخرى ملاعبها تحت تصرف الهيئات الصحية في البلاد من أجل تحوليها إلى مستشفيات وعيادات ميدانية بشكل مؤقت لمواجهة الفيروس، في ظل انتشار الوباء بمدينتي ساو باولو وريو دي جانيرو.
ووضعت السلطات البرازيلية 200 سرير في ملعب ماكايمبو البلدي الواقع في مدينة ساوباولو والتي تضم العديد من المصابين بفيروس كورونا، لتخفيف الضغط عن مستشفيات المدينة.
وقال رودولفو لانديم، رئيس نادي فلامنغو، بهذا الخصوص في رسالة لمواطني مدينة ريودي جانيرو: «في هذه الأوقات الصعبة، أريد دعوة الجميع إلى تجديد الأمل والعمل من أجل أيام أفضل، ويجب أن نرعى المسنين ونساعد كل محتاج».
ويلز على خطى البرازيل
بعد المبادرة التي قامت بها بعض الأندية البرازيلية بتحويل ملاعبها لمستشفيات مؤقتة، اعلنت السلطات في ويلز تحويل ملعب الإمارة الخاص بلعبة الرجبي، إلى مستشفى بسعة 2000 سرير، للمساعدة في التعامل مع جائحة كورونا.
وقرر الاتحاد الويلزي للرجبي فتح الملعب ليصبح متاحا للسلطات الحكومية في البلاد، من أجل استخدامه في حملة التصدي لانتشار الفيروس.
وتم اتخاذ قرار بتحويل الملعب إلى مستشفى ميداني مؤقت، في محاولة لمواجهة الوباء المتزايد بشدة في الأسابيع الأخيرة
سيصبح ملعب الألفية في كارديف، الاستاد الوطني لويلز، مستشفى مؤقتًا قادرًا على توفير 2000 سرير إضافي لنظام الصحة العامة الويلزي في جهوده لمكافحة وباء فيروسات التاجية. ويعمل الأطباء ومديرو الاستاد والمهندسون المتخصصون حاليًا لإنشاء المنشأة الجديدة.
ويستضيف المكان، الذي يُطلق عليه أيضًا استاد الإمارة، بسعة 74000 مقعد، ويستضيف اجتماعات الفرق الوطنية لكرة القدم والرجبي. وقال المدير التنفيذي مارتين فيليبس في بيان لقد جعلنا الملعب بأكمله متاحًا بحيث يمكن استخدامه وفقًا لاحتياجات لنظام الصحة، بما في ذلك مناطق الاستقبال وغرف ومرافق أخرى متنوعة.
وقال الرئيس التنفيذي لمجلس الصحة لين ريتشاردز: «أنا أتفهم القلق من أن هذا سوف يسبب ليس فقط في المجتمع ولكن أيضًا بين العاملين معي».
وأضاف: لكننا نخطط على أساس ما نعتقد أننا قد نحتاجه لضمان استعدادنا قدر الإمكان، آمل بصدق أننا لا نحتاج إلى استخدام كل القدرات ولكن من الأفضل بكثير وضع خطط تستند إلى الأدلة العلمية ونمذجة الخبراء.
وذكر ريتشاردز أن المستشفى الميداني المؤقت في ملعب الرجبي الوطني بويلز، سيكون لديه «القدرة على استيعاب ما يصل إلى 2000 سرير إضافي».
وأكد وزير الصحة في ويلز فوغان غيتنغ أنه وافق على 8 ملايين جنيه استرليني لتمويل المشروع.
ملعب مانشستر سيتي
أكدت صحيفة ميرور البريطانية أن ملعب الاتحاد سيفتح مجدداً وهذه المرة لمواجهة فيروس كورونا.
وأشارت ميرور إلى أنّ مانشستر سيتي الإنجليزي قرّر فتح أبواب ملعب الاتحاد لتكون جاهزة للخدمات الصحية في إنجلترا لدعم جهودها للتصدي لوباء كورونا. ومن المتوقع أن تفتح قاعات الاجتماعات بملعب الاتحاد وغيرها من المرافق التي من شأنها تقديم الدعم للجهات الصحية في مدينة مانشستر.
وكان من المقرر أن يستضيف ملعب ويمبلي مباراة ودية بين المنتخب الإنجليزي والإيطالي في 27 مارس ليتم إلغاؤها بسبب فيروس كورونا، وكتبت صفحة الملعب على تويتر «على الرغم من أننا لا نستطيع أن نرحب بك في ويمبلي الليلة، نحن معك يالأزورني.. هذه معركة يجب أن نواجهها معًا موحدين».
كما سار نادي واتفورد الإنجليزي على خطى الأندية البرازيلية والأوروجوانية وقدم للسلطات المحلية في مدينة واتفورد ملعبه «فيكاردج رود» وجميع مرافقه لخدمة نظام الصحة الوطنية في المملكة المتحدة في إطار الجهود المبذولة لمكافحة الوباء الذي ينتشر في العالم.
سانتياجو برنابيو
أعلن نادي ريال مدريد الإسباني مؤخرا تحويل ملعبه العريق «سانتياجو برنابيو» إلى مركز لتخزين وتوزيع مؤقت للمعدات الصحية الاستراتيجية، في إطار إسهاماته في مكافحة الفيروس. جاء ذلك بتعاون من النادي الملكي مع المجلس الأعلى للرياضة في إسبانيا، حيث قاما بإطلاق مشروع لتخزين وتوزيع المعدات الصحية من أجل التصدي لخطر الفيروس
أطلق نادي ريال مدريد حملة «لنملأ البرنابيو تضامناً» من خلال مقاطع فيديو للمدربين زين الدين زيدان وبابلو لاسو ورسائل للاعبي الفريق الأول لكرة القدم وكرة السلة، من أجل التعاون من خلال مؤسسة النادي في المجال الصحي مع المستشفيات في مكافحة انتشار فيروس كورونا.
يذكر أن النادي منخرط في معركة ضد الوباء العالمي الذي خلف العديد من الضحايا في إسبانيا. فبعد إعلانه الخميس الماضي عن أن البرنابيو سيتحول إلى مركز كبير للإمدادات للمواد الطبية لمواجهة فيروس كورونا، طالب أمس الجمعة بتعاون الجميع.
وتحت شعار «لنملأ البرنابيو تضامناً»، طالب المدربون واللاعبون بالمساعدات على حسابات مصرفية من أجل شراء مواد طبية من خلال مواد طبية من خلال مؤسسة ريال مدريد.
منشأت الأندية في الأوروجواي
واتفقت العديد من الأندية في أوروجواي، على وضع ملاعبها وجميع منشآتها أيضا تحت تصرف الحكومة الأوروجوانية في مبادرة متكاملة لحماية عدد كبير من السكان الذين قد يكونون أكثر عرضه للإصابة بالوباء العالمى، وقرر مسؤولو ملعب سنتيناريو الشهير والذي كان شاهدا على أول مونديال في التاريخ عام 1930 في العاصمة الأوروجوانية «مونتيفيديو» على احتواء العديد من المشردين والذين يعانون من نقص المناعة والأمراض المزمنة بسبب المخاوف من تعرضهم للإصابة بفيروس كورونا المستجد، على أن يظل هؤلاء الأشخاص في الفندق الخاص بالملعب لحين نهاية فترة الطوارئ في البلاد.
copy short url   نسخ
31/03/2020
914