+ A
A -
جاسم ابراهيم فخرو
عندما قامت الدولة بإصدار قرارات صارمة في ظاهرها إلا أنه يجب أن نستوعب أن في باطنها الرحمة والمحبة للجميع دون تفرقة بين مواطن ومقيم لأننا جميعا مهما كنا وجنسياتنا ورتبنا في الحياة الا اننا نحن المجتمع الواحد ونحن نمثله ومركبنا واحد. وهذه الحقيقة التي يجب أن لا ننساها ونضعها نصب أعيننا لأن أي فرد سيخرق المركب لأي سبب كان غرق المركب ومن عليه.
تبذل الدولة ورجالاتها الكثير من الجهد والمال والعمل والتفكير لحماية المجتمع بمن فيه من واحدة من أخطر وأخبث الأوبئة التي يشهدها العصر الحديث وبالرغم من وصول العالم لقمة الذكاء والتطور التكنولوجي والعلمي الا انه يعاني بقسوة منه.
لذلك عندما نرى مجموعة من المقيمين من جاليات بعينها يكسرون قوانين الدولة ويقفون مع الوباء ضد المجتمع والدولة بذريعة الدين الذي يرفض كل أشكال الأذى وذلك بإقامة صلاة الجماعة على سطح عمارتهم انه لأمر خطر وجلل مهما كانت الأسباب والمبررات ؟!
ليست المسألة هنا فقط تطبيق العقاب الذي يفرضه القانون وتوفير العلاج لهم فحسب بل يجب معرفة أسباب هذا الفعل ضد المجتمع والدين؟!.
حقيقة من الأهمية استيعاب الجميع دون استثناء مواطنين ومقيمين وجاليات خطورة الوضع وجديته كقناعات داخلية لهم. ولأن مركبنا واحد ومجتمعنا واحد أنصح اللجنة العليا للطوارئ بالتعاون من مجالس الجاليات في الدولة (أيا كان مسماها) لتثقيف وإقناع مواطنيهم فمن خبرتي معهم فإنها قيادات مؤثرة وفعالة.. ولنا مثل في الجالية اللبنانية التي أول من تحركت وطلبت من اللبنانيين الالتزام بالبيت وهناك الجالية الهندية وتعتبر من أكثر الجالية تنظيمًا ورقيّاً من واقع تجربة.. فالمطلوب تكوين مجلس للجاليات تحت رئاسة اللجنة العليا للطوارئ للتنسيق معهم ودعمهم ماديا ولوجستيًا حسب كل جالية وحجمها في الدولة لسهولة ضمان التواصل معهم بثقافتهم ولغتهم للوصول معاً إلى الهدف المنشود وهو حماية المجتمع من وباء كورونا. نعم موضوع تغيير المفاهيم والقناعات والسلوكيات يأخذ وقتًا طويلًا. لكن تعاون الجاليات والتواصل معهم بلغتهم وثقافتهم سيختصر الوقت والمسافة ونتائجه مبهرة. لأننا مما نراه ان الرسالة لم تصل الجميع وان وصلت فإن فيها قصور فهم. وحبذا لو يؤخذ بهذا الرأي الهام وبأسرع وقت. ومن جانب آخر حبذا لو تبذل جمعية الهلال الأحمر وهي جهة إغاثية عالمية المزيد من الجهد والاجتهاد تجاه قطر لانها قادرة على الوصول إلى عدد كبير من الجاليات التي تشاركنا الدار والمركب !
نسأل الله السلامة للجميع وأن يؤخذ بهذا الرأي.
copy short url   نسخ
29/03/2020
999