+ A
A -
حوار- عبدالعزيز أحمد
أكد سعادة الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة أعمال على الدور الكبير الذي قام به القطاع الخــــــاص القطــــري في مواجــــــهة أزمة فيروس كـــــورونا المســــــــتجد (كوفيد - 19)، من خلال السعي لتوفير العديد من المنتجات والخدمات المتنوعة في السوق المحلي، للحد من حدوث أي نقص في السوق المحلي، مشيرا إلى أن المصانع التابعة للشركة رفعت انتاجها خلال الفترة الأخيرة لضخ كميات كافية للسوق. وأشاد سعادته في حوار خاص مع الوطن بتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، من خلال حزمة القرارات والتدابير الاقتصادية، التي وجه بها لدعم الكثير من القطاعات الحيوية بدولة قطر، والتي كان لها أبلغ الأثر في تحفيز القطاعات الاقتصادية وبث الطمأنينة لدى القطاع الخاص.. مشيرا إلى ان الاقتصاد القطري قوي ومتماسك بفضل رؤية حضرة صاحب السمو الثاقبة. ونوه سعادته إلى ان مصنع اوبتيميزد لصناعات المواد الكيميائية، المتخصص في إنتاج منتجات العناية الشخصية تتراوح طاقته الانتاجية بين 1200 و1800 طن سنويا من صابون لايفبوي ولوكس، وقد زاد الطلب عليهما مؤخراً مشيرا إلى وجود خطط للتوسع لتشتمل على خط إنتاج جديد لصابون غسيل الأيدي السائل ومعقم اليدين، ومن المقرر البدء في هذا المشروع في القريب العاجل..وفيما يلي تفاصيل الحوار:
} بداية، كيف تقيمون دور القطاع الخاص القطري خلال الأسابيع الأخيرة لمواجهة فيروس كورونا «كوفيد ـ 19»؟
- كونه مكونا فعّالاً ونشطاً من مكوّنات الاقتصاد القطري، فإن للقطاع الخاص دورا مهما في دعم جهود الحكومة للحد من أثر فيروس كورونا «كوفيد ـ 19» ولاشك اننا شاهدنا في السنوات الأخيرة نمو دور القطاع الخاص ومساهمته بقوة وبفعالية في الاقتصاد القطري، فقد تحمل القطاع الخاص المسؤولية وأظهر كفاءته في الظروف التي مررنا بها سواء الحصار أو ما بعد الحصار وللقطاع الخاص دور كبير في الاقتصاد القطري، لاسيما في مجال الصناعة، في الفترة الأخيرة شاهدنا المنتجات القطرية بدأت تتوسع، خاصة المنتجات الأساسية، واصبح لها دور كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي محلياً.
وكوننا جزءا من القطاع الخاص القطري، فقد سعت الشركات التابعة لـ«أعمال» والعاملة بمختلف القطاعات للعب دور كبير في مواجهة تداعيات فيروس كورونا في حزمة من القطجاعات مثل القطاعين الطبي والصناعي وأخذت على عاتقها تأمين وتوفير المنتجات التي يحتاج إليها السوق المحلي بصورة سريعة وفورية من خلال العديد من الإجراءات.
إجراءات احترازية
} وماذا عن الإجراءات الداخلية التي قمتم باتخاذها داخل شركة أعمال؟
- بدأنا بالفعل ضمن مجموعة شركاتنا بسلسلة من الإجراءات للتصدّي للوضع القائم، منها البدء بسياسة العمل عن بعد لبعض الإدارات والتأكد من قوة نظامنا وبرامجنا الخاصة بتقنية المعلومات لتمكين العمل عن بعد، وتقليل الاجتماعات، ونشر الوعي فيما بين الموظفين عن أهم الخطوات الوقائية والاحترازية؛ لحماية أنفسهم ومجتمعهم من هذا الفيروس سريع التفشّي، إضافة إلى تشكيل لجان إدارية لسير العمل بسلاسة تحسبا لأي طارئ.
إن تكاتف جهود الجهات المختلفة في الدولة، وتعاون القطاعين العام والخاص في هذا الصدد، من شأنه أن يساهم في مواجهة تداعيات هذه الأزمة والتصدّي لها.
وهذه الخطوات تتماشى مع توجيهات وإرشادات وزارتي الصحة العامة والتجارة والصناعة، ولاشك فإن هذه الظروف التي يمر بها الاقتصاد بشكل عام صعبة نوعا ما، لكن بمشيئة الله تعالى بفضل دعم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وبالتعاون مع الجهات الحكومية سوف نتجاوز هذه المرحلة بنجاح.
التوجيهات السامية
} كيف تنظر إلى توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بدعم القطاعين الاقتصادي والمالي؟
- جاءت التوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لتدعم الاقتصاد الوطني والقطاع الخاص وقد تلقينا ببالغ التقدير والعرفان هذه التدابير السريعة والوقائية التي تحصن الاقتصاد الوطني، ولاشك ان هذه القرارات ممتازة وجاءت في توقيتها، وسوف تحفز الاقتصاد الوطني والقطاع الخاص كما انها رسالة طمأنة للمواطنين وشركات القطاع الخاص ونأمل خيرا بإذن الله.
ولعلها فرصة جيدة للتأكيد على ان تماسك وقوة الاقتصاد القطري جاء بفضل رؤية حضرة صاحب السمو وما تم التخطيط له مسبقاً، والكل يشهد بهذه النجاحات ويشيد بها، مقارنة باقتصادات أخرى شهدت ركودا خلال الأعوام الأخيرة، سواء في المنطقة أو العالم، وفي المقابل فإن الاقتصاد القطري يسجل نموا متصاعدا، والقطاع الخاص كان له مساهماته الواضحة في هذا النمو بكل تأكيد.
وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأعبر عن تقديري للجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة في سبيل مواجهة كورونا وسرعة اتخاذ القرارات والمبادارات التي من شأنها الحد من الأزمة والسيطرة عليها بشكل فعال ومدروس بكل اقتدار، ولذلك يجب ان يلتزم جميع الأطراف بالتعليمات والحد من تأثر القطاعات الحيوية المختلفة بالدولة بهذه الأزمة فمن شأن انتشار هذا الوباء أن يُعطّل سلاسل التوريد والعمليات في الأسواق المالية والعالمية، وهو الأمر الذي من الممكن أن ينعكس على مجموعة واسعة من الشركات والمؤسسات في البلاد، غير ان حجم الدعم الذي وجّه به حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدّى من شأنه أن يزيل الآثار الجانبية التي سترافق المرحلة القادمة في ظل التأثير المحتمل لفيروس كورونا، كذلك فإن توجيهات صاحب السمو أمير البلاد المفدى، بإعفاء سلع حيوية للغاية منها الغذاء والدواء من الرسوم الجمركية لمدة ستة أشهر، من شأنه أن يزيد من سهولة تخطي البلاد للأوضاع الراهنة.
وضع مريح
} وما رؤيتكم لأداء الاقتصاد القطري خلال العام 2020؟
- نحن ما زلنا في نهاية الربع الأول من عام 2020، وأمامنا 9 أشهر اضافية، ولاشك ان ظروف الاقتصاد العالمي عامة صعبة نوعا ما حالياً، لذا فإنني أرى ان المرحلة الحالية مبكرة لأن نعطي رؤية أو توقعات محددة، لأن الأمور مازالت حتى الآن غير واضحة، لكن ان شاء الله وبفضل حزمة القرارات الأميرية السامية فإن الاقتصاد القطري سيكون في وضع مريح وسيصبح في أفضل صورة ممكنة رغم هذه الظروف التي نمر بها.
مصنع اوبتيميزد
} قامت شركة اوبتيميزد القابضة، التي تترأس مجلس إدارتها، في شهر ديسمبر الماضي بافتتاح مصنع «اوبتيميزد»، نرجو إلقاء الضوء على جهود المصنع في تلبية الطلب المحلي من الصابون خاصة خلال الفترة الراهنة، وحجم الإنتاج حالياً؟
- مصنع اوبتيميزد لصناعات المواد الكيميائية هو المصنع الوحيد في قطر لإنتاج الصابون الصلب، وينتج صابون لوكس ولايفبوي. وقد حاز المصنع علي إقبال شديد في السوق المحلي، حيث زاد إنتاج لصابون لوكس بعد أول شهر من الافتتاح إلى الضعف، بينما زاد الطلب على صابون لايفبوي بصورة متسارعة منذ نهاية شهر فبراير 2020 وتتراوح الطاقة الانتاجية للمصنع بين 1200 و1800 طن سنويا، وذلك خلال فترة واحدة من العمل. ونشدد دائما على ضرورة توفير كافة الكميات المطلوبة للسوق المحلي، حتى لا يكون هناك أي نقص بالسوق، خاصة وان المنتجات الوطنية تلقى اقبالا كبيرا من قبل المواطنين والمواطنين بفضل التزامها بالمواصفات والمقاييس القطرية والعالمية، وأسعارها التنافسية المناسبة للجميع.
خطط للتوسع
} هل لديكم خطط للتوسع من خلال المصنع لإضافة منتجات جديدة؟
- بالنسبة لخطط التوسع فإننا نعمل حالياً مع شركة يونيلي?ر العالمية وهي احدى الشركات الكبرى التي تمتلك علامات تجارية ذات شهيرة واسعة، علي خط إنتاج جديد لصابون غسيل الأيدي السائل ومعقم اليدين، وسوف نبدأ في هذا المشروع في القريب العاجل، حيث إن تخصصنا هو المنتجات الخاصة بالعناية الشخصية فقط.
المواد الأولية
} ماذا عن المواد الأولية لديكم ومن أين تأتي؟
- نعمل على تنويع مصادرنا من المواد الخام الأولية التي تدخل في الإنتاج لدينا، سواء بالنسبة لمصنع اوبتيميزد لصناعات المواد الكيميائية، أو ما يتبع شركة أعمال في قطاع الصناعة، مثل الصين وتركيا واندونيسيا، ودول آسيوية وعالمية أخرى.
الانتاج الصناعي
} هل تسعون لدخول قطاعات حيوية أخرى في ظل سعي الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من مختلف المنتجات والسلع؟
- نسعى دوماً لاستغلال الفرص الاستراتيجية المناسبة التي تتماشى مع نموذج عملنا ومعايير الجودة التي وضعناها لمنتجاتنا وخدماتنا التي تتماشى مع رؤية الدولة 2030 والتي من شأنها ان تؤدي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي للدولة.
وفي «أعمال» ومنذ فترة طويلة ركزنا على قطاع الإنتاج الصناعي، وكانت قراراتنا تأتي ضمن هذه الرؤية الوطنية، والتي كان للقطاع الصناعي نصيبا منها، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المواد الأساسية التي يحتاج اليها السوق، ولدينا استثمارات عديدة في هذا المجال.
القطاع الطبي
} بالنسبة للقطاع الطبي، هل يتم تصنيع أي منتجات طبية محلياً من جانبكم؟
- في الفترة الحالية لايوجد لدينا نشاط في التصنيع الطبي، لكن شركة ابن سينا الطبية التابعة لشركة أعمال الطبية، من الشركات التي لها تاريخ عريق بدولة قطر، ومن اقدم الشركات بالسوق المحلي في هذا المجال، دائما ننظر إلى أنفسنا لان نكون شريكا استراتيجيا خاصة في المجال الطبي، لتوفير أحدث الأجهزة وأهم الادوية المطلوبة في السوق المحلي، وفي الفترة الحالية وفي ظل الظروف التي تمر بها الدولة تقع علينا مسؤولية أكبر، ونتوقع أنه ومن خلال الشراكة ما بين القطاع الخاص والقطاع الحكومي فقد أصبح علينا مسؤوليات أكبر، والمواقف الصعبة تظهر دور القطاع الخاص بشكل جلي، والحمد لله القطاع الخاص اصبح له دور كبير وفعال يمكن ان يعتمد عليه الاقتصاد القطري خاصة القطاعات الحيوية.
} لكن، السوق القطري بحاجة إلى المزيد من مصانع المنتجات والأدوية الطبية، هل لديكم خطط لدخول هذا المجال؟
- دائما نولي أهمية بالغة لقطاع الصناعة بشكل عام ونهتم به، وهناك فرص استثمارية واعدة في القطاع الطبي بلا شك، والسوق يستوعب المزيد من المصانع الطبية، ونحن ننتظر الفرصة والوقت المناسب، والدولة قامت بدورها في تحفيز القطاع الخاص لدخول القطاع الصناعي في قطاعات نوعية، واذا سنحت الفرصة وكانت الظروف مساعدة سندخل هذا المجال على الفور.
بنك قطر للتنمية
} حدثنا عن تجربتك من خلال حصولكم على مصنع ضمن مشروع «جاهز 1» التابع لبنك قطر للتنمية لإقامة مصنع اوبتيميزد لصناعات المواد الكيميائية؟
- بنك قطر للتنمية قام بمبادرات كبيرة في السنوات الأخيرة للمساهمة في الاقتصاد الوطني، خاصة بتحفيز الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتمثل ذلك بالنسبة لنا من خلال شركة اوبتميزد بالشراكة معهم، بالبنية التحتية التي وفروها في منطقة الصناعات الصغيرة والمتوسطة، في مشروع جاهز 1 و2، واستفاد منها العديد من الشركات المتوسطة والصغيرة، الذين تقدموا للحصول على فرصة بهدف بدء أنشطة صناعية متنوعة، حيث كانت الظروف وقتها صعبة نوعا ما لدخول مثل هذه الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى السوق، والقائمين على بنك قطر للتنمية وبفضل جهودهم التي نشكرهم عليها قدموا مبادرات تحفيزية عديدة، ونتمنى منهم المزيد بإذن الله.
القطاع الخاص
} أية اضافات أو نقاط معينة ترغبون في إلقاء الضوء عليها؟
- أود في النهاية أن أتوجه بالشكر والامتنان إلى حكومتنا الرشيدة على الدعم المستمر الذي تقدّمه في سبيل نمو وتطور القطاع الخاص، وليكون لنا مساهمة بارزة نحو رفعة وازدهار بلدنا الحبيب في سبيل تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 في ظل قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمير البلاد المفدى، وأن نتخطى هذه المرحلة بنجاح بإذن الله تعالى والتي أثرت ليس على الصعيد المحلي فقط وانما على العالم.
ونحن بدورنا في أعمال كإحدى الشركات التي تمثل القطاع الخاص سوف نســــــعى دائـــــماً لتقديم أقصى ما في وسعنا لتجــــاوز هذه الأزمة بسلام.
copy short url   نسخ
26/03/2020
1084