+ A
A -
الدوحة - الوطن
الدوحة - الوطن
أكدت الدكتورة هنادي الحمد، استشاري أول ورئيس قسم أمراض الشيخوخة والرعاية المطوّلة في مؤسسة حمد الطبية، والقيادية في الاستراتيجية الوطنية للصحة فيما يتعلّق برعاية الشيخوخة، أنه في الوقت الذي ترتفع فيه أعداد المصابين بفيروس كورونا (كوفيد- 19) في مختلف أنحاء العالم، فإنه من الضروري مواصلة تقديم الدعم المستمر لكبار السن عن طريق أفراد الأسرة والأصدقاء.
وقالت الدكتورة هنادي: «يعاني الكثير من كبار السن من أمراض كامنة ومزمنة من شأنها أن تعرّضهم لمخاطر صحية بالغة إذا ما أصيبوا بعدوى فيروس كورونا (كوفيد- 19)، فقد أشارت المعلومات الواردة من الصين إلى أن غالبية حالات الإصابة بهذا الفيروس كانت في أوساط كبار السن من المرضى، وقد يبدو الأمر مبالغاً فيه ولكن كبار السن، خاصة الذين يعانون من مشاكل صحية منهم، مدعوون للبقاء في منازلهم وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى».
وأضافت الدكتورة هنادي: «لمساعدة المرضى الذين ترتفع فرص إصابتهم بمضاعفات العدوى، كبار السن منهم على وجه الخصوص، يتعيّن علينا أن نبذل قصارى جهدنا للتقليل من مخاطر تعرضهم لهذه العدوى، وبإمكاننا تحقيق ذلك من خلال اتباع بعض الاحتياطات البسيطة التي تساعد في وقاية هؤلاء المرضى ووقاية أنفسنا من العدوى، ومن هذه الاحتياطات، على سبيل المثال: غسل اليدين باستمرار، وتجنّب الأماكن المزدحمة، والتقليل من البقاء في الأماكن العامة، والتقليل من مخالطة الآخرين، والبقاء في المنزل في حالة المرض».
وأفادت الدكتورة هنادي، بأنه «على الرغم من أن خبراء طب الشيخوخة ينصحون كبار السن بمخالطة الآخرين والمحافظة على مستوى عالٍ من النشاط الاجتماعي، لما لذلك من فوائد جمّة في وقاية هذه الفئة من الإصابة بالخرف وغيره من الأمراض والاضطرابات المرتبطة بالتقدم في السن، إلا أن ذلك لا يبدو مواتياً في هذه الفترة العصيبة التي نمرّ بها، لذا فإن من الضروري أن نفعل كل ما في وسعنا لحماية صحّة هذه الفئة من المجتمع، والتي تعتبر أكثر عرضة للأمراض من غيرها، لذا ينبغي أن نبقى بمعزل عنهم إذا أصابنا المرض أو كنا قد خالطنا أناساً مرضى».
وتابعت الدكتورة هنادي حديثها قائلة: «إن التقليل من فرص تعرّض كبار السن للعدوى بفيروس كورونا (كوفيد- 19) على قدر كبير من الأهمية، ولكن من الهام جداً، أن لا نجعلهم رهينة العزلة الاجتماعية، وقد هيأت لنا التكنولوجيا المعاصرة البيئة والحلول المناسبة للتغلّب على مسألة العزلة الاجتماعية».
وأضافت: «إن لم يكن كبار السن الذين يعيشون معكم أو على مقربة منكم يجيدون استخدام شبكة الإنترنت فينبغي أن تعلموهم هذه المهارة لأنها تتيح لهم الفرصة لاستخدام العديد من قنوات الاتصال التي تمكنهم من التواصل مع أفراد أسرهم وأقربائهم عبر هذه الشبكة، وإذا تعذّر ذلك فيمكنكم الاطمئنان عليهم عبر الهاتف بين الفينة والأخرى، فعدم المخالطة لا يعني بالضرورة فرض العزلة الاجتماعية على هذه الفئة من المجتمع حتى في ظروف تفشي فيروس خطير مثل كورونا (كوفيد- 19) ويتعيّن علينا إيجاد الحلول الذكية للإبقاء على التواصل الفعال مع كبار السن».
وأردفت الدكتورة هنادي قائلةً: «تقتضي الضرورة أن يكون لدى الأسر التي يعيش في كنفها أحد كبار السن خطة موضوعة سلفاً للتصرّف بطريقة فعالة وسريعة في حال وقوع كبير السن هذا فريسة للمرض، وينبغي أن يكون أفراد أسرته على علم بالأدوية الموصوفة له وتوفّر كمية كافية منها، إضافة إلى مراقبة الأطعمة التي يتناولها، كما ينبغي أن يكون أفراد الأسرة على علم ومعرفة بأعراض الإصابة بفيروس كورونا(كوفيد- 19)».
وأشارت د. الحمد بقولها: «من أعراض الإصابة بفيروس كورونا(كوفيد- 19) التي تظهر على البالغين الحمى (ارتفاع درجات الحرارة)، والسعال، وصعوبة وضيق التنفس، وألم متواصل وضغط في الصدر، والتشوش والإرتباك، وازرقاق لون الشفتين أو الوجه، وبما أن من المرجّح عدم ظهور عرض الحمى عند كبار السن عند إصابتهم بالعدوى فإن ظهور أعراض العدوى الأخرى يستدعي إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لهم».
وقامت وزارة الصحة العامة بإطلاق صفحة على موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت www.moph.gov.qa، تقدم من خلالها لأفراد الجمهور آخر المستجدات حول فيروس كورونا (كوفيد- 19) وكيفية وقاية أنفسهم والآخرين من العدوى بهذا الفيروس، كما قامت الوزارة بتخصيص خط هاتفي ساخن على الرقم (16000) يعمل على مدار الساعة، ويتمّ من خلاله الإجابة على استفسارات الجمهور حول الفيروس، وكذلك أطلقت كل من وزارة الصحة العامة، ومؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية حملة تثقيفية وتوعوية تشتمل على معلومات ومقاطع فيديو يتمّ إيصالها للجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي.
copy short url   نسخ
22/03/2020
2744