+ A
A -
ولتوطيد العلاقات الثنائية وزيادة آفاقها خدمة للبلدين وشعبيهما الشقيقين، تواصلت الزيارات المتبادلة بين الطرفين وعلى كافة المستويات خلال السنوات الأخيرة، ومنها زيارتا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لجمهورية باكستان الإسلامية في مارس 2015، والثانية في يونيو من العام الماضي 2019.
وتتميز العلاقات القطرية - الباكستانية بأنها علاقات وثيقة ودية ومزدهرة، لها جذور ضاربة في عمق التاريخ، وتقوم على الثقة والاحترام المتبادلين وعلى المصير والتراث المشتركين، وهي علاقات واسعة النطاق ومتعددة الأوجه تغطي مجالات متنوعة بما في ذلك السياسة والتجارة والدفاع والاتصال بين الأفراد والتبادل الثقافي، كما أن البلدين عضوان في المنظمات الدولية المختلفة، وهناك تنسيق دائم بينهما في إطار المنتديات واللقاءات الدولية، تجمعهما الرؤى والأهداف المشتركة بشأن مبادئ السلام والأمن والاستقرار في العالم وتساهم القوى العاملة الباكستانية في تقدم وتطور دولة قطر وبناء نهضتها الحالية في جميع القطاعات.
وتنظم العلاقات القطرية - الباكستانية وتطورها سلسلة من المشاورات السياسية الثنائية واجتماعات اللجان المشتركة، فضلا عن مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة والتي تغطي القطاعات السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية والقانونية والتعليمية والإعلامية والشباب والرياضة والأرصاد الجوية، والحماية المتبادلة للاستثمارات وتجنب الازدواج الضريبي وتنظيم المعارض، وهناك مذكرة تفاهم بين الجانبين بشأن تأسيس مجموعة العمل القطرية - الباكستانية المشتركة المعنية بالتجارة والاستثمار وتهدف إلى توسيع آفاق التعاون التجاري والاستثماري ودعم التواصل، وتعزيز الثقة بين البلدين بهدف دفع عجلة النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم للتعاون في المجالين السياحي وفعاليات الأعمال، وفي مجال تبادل التحريات المالية المتعلقة بغسيل الأموال والجريمة وتمويل الإرهاب.
وهناك اتفاقية لتصدير الغاز الطبيعي المسال من دولة قطر لباكستان، لمدة عشرين عاما، وقد ساهمت هذه الاتفاقية، والخط الملاحي المباشر بين البلدين الذي تم تدشينه عام 2017 ليربط ميناء حمد بميناء كراتشي، في ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين والذي حقق نموا بنحو 63 بالمائة ليصل إلى نحو 9.5 مليار ريال قطري في العام 2018، مقارنة بـ5.8 مليار ريال قطري في العام 2017، مما يجعل جمهورية باكستان من أهم الشركاء التجاريين لدولة قطر.
ويقدر عدد الشركات الباكستانية - القطرية المشتركة العاملة في قطر بأكثر من 1500 شركة تعمل في مجالات متنوعة، كما أن باكستان تعتبر وجهة استثمارية جاذبة للاستثمارات القطرية، بقطاعات هامة مثل الطاقة والزراعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والصناعات البتروكيماوية والاستراتيجية والقطاع المالي والتأمين والعقارات وغيرها من القطاعات الأخرى.
وتصدر باكستان لدولة قطر الأرز، والجلود، والغزل والنسيج والقطن والأقمشة، واللحوم، أما الأصناف الرئيسية التي تستوردها باكستان من دولة قطر فهي: النفط والغاز والبلاستيك والمواد الكيميائية العضوية، والحديد.
وتبلغ مساحة باكستان 881913 كيلومترا مربعا، ويتجاوز عدد سكانها مائتين واثني عشر مليون نسمة، ويحتل اقتصاد باكستان المركز الرابع والعشرين كأكبر اقتصاد في العالم من حيث تعادل القوى الشرائية، والمركز الثاني والأربعين من حيث حجم الناتج المحلي الإجمالي.
ومن المتوقع أن تصبح باكستان ضمن أكبر 20 اقتصادا في العالم بحلول عام 2030. ومع ظهور مشاريع ضخمة ومنها الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان وميناء جوادر تستهدف التجارة الباكستانية حجما مستقبليا يصل إلى 350 مليار دولار هذا العام.
وقد صنفت باكستان ضمن الدول العشر الأوائل في العالم في مجال تنظيم الأعمال، كما أن نمو الناتج المحلي الإجمالي ازداد إلى 5.2 في المائة عام 2017 وهو أعلى معدل منذ 10 سنوات. كما أن الزراعة تمثل 19 بالمائة والصناعة 21 بالمائة، بينما وصل قطاع الخدمات إلى 60 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2017.
وقد حملت السنوات الأخيرة نفحة من التفاؤل للاقتصاد في باكستان التي تعد موطنا لفرص اقتصادية هائلة بسبب الميزات التي تقدمها للاستثمارات الخارجية في ظل طلب متنام في السوق على الإنتاج الصناعي وتمتع إسلام آباد بشروط اقتصادية مقبولة.
وتعد باكستان إحدى أغنى دول العالم في الوجهات السياحية التي تحتاج للترويج وبها معالم وآثار لا تعد ولا تحصى في العاصمة إسلام آباد ومدينة تيكسيلا الأثرية، ومدينة مري الجبلية، ومنطقة ناران كاغان التي يمكن وصفها بأنها جنة على الأرض. وتعتبر باكستان القوة العسكرية الخامسة عشرة عالميا والدولة الإسلامية الوحيدة في النادي النووي، وفيها غابات طبيعية وثروة حيوانية وزراعية، إلى جانب امتلاكها النفط والفحم الحجري ومختلف المعادن وصناعات ثقيلة، ولديها اثنان من أكبر الموانئ العالمية، وهما ميناء قاسم بكراتشي وميناء جوادر ببلوشستان.الدوحة- قنا- في إطار حرص دولة قطر على تعزيز العلاقات مع عمقها الإسلامي والآسيوي، قام دولة السيد عمران خان رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية الشقيقة بزيارة رسمية للبلاد، هي الثانية التي يقوم بها للدوحة منذ توليه منصبه، في أغسطس من عام 2018. واستقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في الديوان الأميري أمس دولة رئيس الوزراء الباكستاني، لبحث العلاقات الثنائية وأوجه تطويرها وتعزيزها، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك اتفاقية السلام الأفغانية المقرر توقيعها في الدوحة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
copy short url   نسخ
28/02/2020
898