+ A
A -
حوار - محمد حربي
وصف سعادة السفير حفيظ محمد العجمي، سفير دولة الكويت لدى الدوحة، العلاقات القطرية - الكويتية بأنها متميزة على مستوى الشراكة الثنائية، وهناك تقدير كويتي للجهود التي تقوم بها دولة قطر لحل النزاعات الإقليمية والدولية، موضحا أن الكويت وأميرها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لا تعرف اليأس ولا الإحباط، فيما يتعلق بشأن المصالحة الخليجية، ولم شمل البيت الخليجي الواحد في أقرب فرصة، لما فيه من مصلحة جماعية للخليجيين، ولكافة دول العالم، التي تربطها علاقات صداقة بدول مجلس التعاون.
وقال سعادة السفير حفيظ العجمي، خلال لقاء مع الصحفيين بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسين لاستقلال دولة الكويت والاحتفال بعيد تحريرها التاسع والعشرين، إنه من حسن الطالع أن تم منذ أيام في الكويت افتتاح معرض «صنع في قطر»، بمشاركة أكثر من 200 شركة قطرية، تحت رعاية سمو الشيخ صباح الخالد، رئيس الوزراء الكويتي، بحضور وزيري التجارة من قطر والكويت، وعلى هامش المعرض سيعقد ملتقى الأعمال الكويتي القطري بمشاركة عدد كبير من رجال الأعمال الكويتيين والقطريين للتباحث حول تعزيز علاقات التعاون التجاري، وسيتناول ملتقى الأعمال المشترك العديد من الموضوعات المتعلقة بمناخ الاستثمار في كل من الكويت وقطر، والفرص المتاحة لكلا الجانبين، كما سيستعرض تجربة الكويت في مجال الطاقة المتجددة، وفقاً لبيان أصدرته غرفة تجارة قطر، في 4 فبراير الجاري، كما سبق هذا حدث اقتصادي ضخم، وهو تزويد قطر للكويت بالغاز الطبيعي لمدة خمسة عشر عاما، وهو المشروع الذي كان يجري العمل عليه منذ سنوات، حتى تكلل بالنجاح، حيث يسهم في تعزيز أمن الطاقة للكويت.
تقدمات ملموسة
وقال سعادة السفير حفيظ العجمي إن دولة الكويت قد حققت تقدما ملموسا على صعيد حلحلة الأزمة الخليجية في نهاية العام الماضي، وهي المشاركة الرياضية لكافة الدول الخليجية في دورة مسابقة «كأس الخليج»، والتي كانت بطولة ناجحة بكافة المقاييس، موضحا أن تجاوب الدول الخليجية مع المساعي الكويتية، يؤكد على وجود قناعة جماعية بضرورة الحفاظ على البيت الخليجي الواحد، واستمرارية مجلس التعاون الخليجي، وهذه رغبة جميع القادة الخليجيين في ذلك مهما بلغت حدة الأمور، وأن الاجتماعات الخاصة بمجلس التعاون مستمرة، دون توقف، بما في ذلك تعاون وزراء الصحة الخليجيين، بشأن استراتيجية مواجهة فيروس كورونا.
وشدد سعادته على أن دولة الكويت، وأميرها سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لا تعرف اليأس ولا الإحباط، خاصة حينما يتعلق الأمر بالشأن الخليجي، نظرا لما هناك من وشائج وعلاقات، تكون نقاط القوة في مواصلة التعاون المشتركة، ولم شمل البيت الخليجي الواحد في أقرب فرصة، ويرى النور قريبا.
الأمين الجديد
ولفت إلى أنهم يترقبون زيارة الدكتور نايف الحجرف للدوحة قريبا، الذي تولى المسؤولية كأمين لمجلس التعاون الخليجي، والذي يحظى بثقة سمو أمير الكويت والآمال معلقة على مساعيه، والثقة في جهوده، حيث قام بجولة في السعودية، والإمارات، ومن ثم سلطنة عمان، وبعدها يزور دولة قطر، منوها بأنهم يعولون على حكمة القادة الخليجيين في الحفاظ على مجلس التعاون، حيث إن الخليجيين، شعب واحد، والحل مصلحة جماعية بما فيها الأطراف الدولية، التي تجمعها صداقات مع كافة دول الخليج.
وفي بيان صادر عن سفارة الكويت لدى الدوحة، رفع سعادة السفير حفيظ العجمي التهنئة إلى حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وإلى سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح والى سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء (حفظهم الله ورعاهم) وإلى الشعب الكويتي الكريم بهذه المناسبة الوطنية الغالية، داعيا المولى عز وجل ان يديم على الكويت نعمة الأمن والتقدم والازدهار.
توجيهات القيادة
ووصف سعادته العلاقات بين قطر والكويت بالأخوية المتميزة والوثيقة، التي تشهد تطورا لافتا بين الشعبين الشقيقين، وتطورت بحمد الله وتوفيقه وحرص وتوجيهات القيادة السياسية ممثلة بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وحضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وشقيقه (حفظهما الله ورعاهما) مما جعلها تبلغ شأنا عظيما من الانسجام والتوافق والاتفاق يعززها شعور بالمحبة والاخوة والمصير المشترك ضمن منظومة دول الخليج العربية.
توحيد المواقف
وقال سعادته إن غاية سعادتهم رؤيتهم للبلدين وقد حققا طفرات واسعة في النمو والتطور، وتقديرهم لإسهامات دولة قطر في حل النزاعات الإقليمية وجهودها لتقريب وجهات النظر، وان ما يجدونه من تعاون قطري يساهم في إضفاء روح الأخوة ويساعد على إنجاز مهمتهم الهادفة لتطوير العلاقات وتوحيد المواقف على أكمل وجه، معربا عن تقديرهم للإهتمام الكبير والتعاون القطري معهم، مما يجعل علاقات البلدين راسخة وممتازة ويعزز تماسك مجلس التعاون الخليجي، كما أعرب عن امتنانهم للصحافة القطرية واجهزة اعلامها المسؤولة ومؤسساتها التي تؤدي دورا إيجابيا وبناء في دفع علاقات البلدين والشعبين الشقيقين نحو مزيد من التطور وتسلط الضوء على إنجازات دولة الكويت بروح الاخاء والاشادة، بما يخلق اثرا طيبا لدى اشقائهم في الكويت وسنبذل كل ما في وسعنا في التعاون للوصول ببلدينا إلى مستوى العلاقات التي ترضي طموح الشعبين الشقيقين.
ذكرى عزيزة
وأوضح سعادته أن هذه الاحتفالات الوطنية المجيدة تعد نبراسا ساميا على صدروهم، حيث تمثل الذكرى التاسعة والخمسين لاستقلال دولة الكويت، والاحتفال بعيد تحريرها التاسع والعشرين من الاحتلال الذي مرت به دولة الكويت من قبل النظام الصدامي البائد عام 1990، حيث تؤكد المناسبتان على استقلال دولة الكويت ووحدة وتضامن الشعب الكويتي في وجه التحديات المختلفة.
وأشار إلى أنهم يستذكرون في هذه المناسبة، بسالة شعب الكويت في أحلك الظروف، والاعتزاز بالمواقف النبيلة للأشقاء في دول مجلس التعاون والدول العربية والأصدقاء من دول التحالف، الذين لم يهدأ لهم بال حتى عادت دولة الكويت والشرعية لحكم أسرة آل صباح الكرام والى الشعب الكويتي، وفي هذه المناسبة يجددون اعتزازهم وفخرهم بالتكاتف ووحدة المصير.
آخر المعاقل
وأضاف سعادته أن الكويت حريصة على استمرار مجلس التعاون، مستذكرا كلمة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (حفظه الله ورعاه) في افتتاح دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي الـ 15 لمجلس الأمة، حيث حذر من أن انهيار مجلس التعاون الخليجي سيكون انهيارا لآخر معاقل التعاون العربي، وقال «علينا أن نعي مخاطر التصعيد في الأزمة الخليجية»، وأكد أن الكويت ليست طرفا ثالثا بل طرف واحد بين الاشقاء جميعا وأن هدف الكويت إصلاح ذات البين، مضيفا أن الأزمة الخليجية هي الشغل الشاغل لبلاده لحماية مجلس التعاون من التصدع والانهيار.
علاقات مفتوحة
ولفت سعادته إلى أن الحديث عن العلاقات الكويتية - القطرية واسع ورحب، وهي كالبحر المفتوح وخيرات هذا البحر لا يمكن حصرها، كما لا يمكن أن تقف عند حد معين، وهي تعود إلى ما قبل القرن السادس عشر، وكانت قطر وخاصة الزبارة قبلة القبائل والعوائل المؤسسة لدول الكويت، وهي علاقات متينة ومتجذرة وامتدادها كبير لأبعد الحدود.
أذرع الخير
وتحدث سعادته عن المكانة المتميزة والسمعة الطيبة إقليميا ودوليا لدولة الكويت، التي أقامت منذ استقلالها في عام 1961م، علاقاتها على أساس الانفتاح مع كافة دول العالم وفق مبادئ ترتكز على السلم وحسن الجوار وبناء أذرع الخير للدول والمجتمعات المحتاجة، كما ساهمت في توثيق أواصر هذه العلاقات من خلال تعزيز اقتصادها وتنوع استثماراتها في الداخل والخارج.
مصير واحد
كما سعت دولة الكويت جاهدة من خلال معرفتها وبصيرتها بالمخاطر والتحديات المحيطة في توحيد جهود وتأمين ومصير دول الخليج العربي، عبر إنشاء منظمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عام 1981م، ويواصل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح- أمير دولة الكويت (حفظه الله ورعاه) جهود الوساطة بين قطر وشقيقاتها من أجل إعادة اللحمة الخليجية ورأب الصدع، من منطلق المصير الواحد.
قائد الإنسانية
ونوه سعادته إلى أن الكويت على امتداد تاريخها كانت بمثابة حمامة السلام ويد الخير والسخاء للعديد من دول وشعوب العالم المحتاجة، وساهمت بجهود كبيرة وبشكل فعال في تخفيف معاناة الشعوب المنكوبة، وان التكريم الاممي لحضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله ورعاه - وتسميته قائدا للعمل الإنساني، ودولة الكويت مركزا انسانيا عالميا هو تقدير للدور المهم لدولة الكويت واميرها على الصعيد الإنساني والتنموي ولأنها سباقة في العمل الخيري الإنساني ولتمسكها بزمام المبادرات العالمية في هذا الجانب حيث حرصت خلال السنوات الماضية على زيادة حجم التبرعات في الدول التي تصيبها الكوارث والازمات.
اللجنة العليا
كما شدد سعادته على أن جهود قطر والكويت، متواصلة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعاون في المجال العسكري والأمني والتعليم والسياحة والفن، حيث تم تأسيس لجنة عليا مشتركة في 18 يونيو عام 2002م من أجل خلق توأمة بين البلدين الشقيقين تغطي كافة مناحي التعاون والبحث عن أفاق ارحب للتأخي بين كل من دولة الكويت ودولة قطر.
حجم التجارة
وحول حجم التبادل التجاري، قال سعادته إن حجم الاستثمارات المشتركة نحو الـ 7 مليارات دولار أميركي في كل من القطاع العام والخاص في كلا البلدين، وقد شهد التبادل التجاري بين الكويت وقطر زيادة كبيرة خلال الأعوام الثلاثة الماضية كما ساهم في زيادة المشاريع وحجم الاستثمارات المشتركة، وضمن العلاقات التجارية بين البلدين واستمرار تعزيزها وقَّعت دولة الكويت، في 5 يناير الماضي، اتفاقية طويلة الأمد مع دولة قطر لاستيراد الغاز الطبيعي المسال لمدة 15 عاماً، تبدأ من 2022 إلى نهاية عام 2036.
ووصف سعادته ظاهرة الإرهاب بأنها باتت تستهدف الجميع وأن هناك تنسيقا مستمرا وجهودا مشتركة في إطار مجلس التعاون وبين البلدين الشقيقين، فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، حيث لا يمكن لأي دولة أن تواجه بمفردها المخاطر التي تتعلق بالإرهاب وعليه تكمن أهمية هذه الجهود مع الأشقاء بمجلس التعاون والدول الصديقة.
الشركات الكويتية
وقال سعادته إن صادرات قطر إلى الكويت بلغت ما قيمته نصف مليار دولار خلال عام 2017، في حين بلغت وارداتها من الكويت نحو 220 مليون دولار، وأن عدد الشركات الكويتية التي تعمل في قطر بلغ أكثر من 194، وعدد الشركات القطرية الكويتية بلغ 332 شركة، كما بلغ اجمالي عدد الشركات الكويتية والقطرية – الكويتية المشتركة في قطر بنهاية 2018 نحو 526 شركة، وأنه قد تم الاعلان في أغسطس 2018، عن خط ملاحي بحري منتظم يربط ميناء حمد في قطر بميناء الشويخ في الكويت وذلك من خلال تدشين عمليات إحدى السفن المملوكة للقطاع الخاص التي تنقل البضائع والمسافرين، ونأمل ان يعمل قريبا حتى يكون هذا المشروع حلقة ربط بين دول مجلس التعاون الخليجي.
التمارين العسكرية
وأشار سعادته إلى أنه يوجد هناك تعاون عسكري كبير بين البلدين الشقيقين، حيث بلغ عدد المنتسبين للدورات من ضباط وطلبة ضباط (135)، أما المنسبون لكلية أحمد بن محمد العسكرية فقد بلغ (70) منتسبا من دولة الكويت، بالإضافة إلى مشاركة أعداد كبيرة من مختلف قطاعات القوات العسكرية القطرية في التمارين المشتركة التي تقام في دولة الكويت، وبالمثل تشارك أعداد كبيرة من القوات المسلحة الكويتية في التمارين التي تقام في دولة قطر الشقيقة، وبلغت صادرات قطر إلى الكويت ما قيمته نصف مليار دولار خلال عام 2017، في حين بلغت وارداتها من الكويت نحو 220 مليون دولار.
طلاب العلم
كما أعرب سعادته عن اعتزازهم، بتواجد العديد من الكويتيين الذين يتلقون التعليم في مختلف المراحل التعليمية، وخاصة طلبة البكالوريوس والدراسات العليا في مختلف التخصصات والجامعات في قطر، كما نحث أبناءنا وبناتنا في كلا البلدين على الدراسة في البلد الآخر، كما يتمنى، ومن خلال هذه المناسبة العزيزة دوام الاستقرار والرفاه ووافر الخير لشعبي البلدين الشقيقين والسداد، في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظهما الله ورعاهما.
copy short url   نسخ
23/02/2020
2798