+ A
A -
إيهاب أسامة زغلول كاتب أردني
الزيارات بين زعماء الدول عادة ما تحمل طابع الرسمية والبروتوكولي السياسي التقليدي، وتبقى محصورة في الأطر المتعارف عليها، وبعضها لا يكون لها صدى لدى الشعوب.
وفي المقابل هناك زيارات غير عادية وتعتبر استثنائية في قيمتها وتوقيتها ومايترتب عليها من آثار إيجابية مشتركة، كما هو الحال في الزيارة التي يقوم بها أمير دولة قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى العاصمة الأردنية عمان، اليوم، والتي يلتقي فيها بجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وهي الأولى منذ ست سنوات، كما أعلنت وكالة الأنباء القطرية وتداولته وسائل التواصل الاجتماعي بالتحليل والتعليق باعتباره حدثا بارزا.
المواقع الإخبارية الأردنية عن بكرة أبيها تناقلت الخبر على نطاق واسع بل تفاعل معه ملايين الأردنيين بالترحيب المنقطع النظير باعتبارها مناسبة سعيدة.
حالة إجماع تسود الشارع الأردني تجاه دولة قطر ومواقفها الثابتة من القضية الفلسطينية وصفقة القرن وقضايا الأمة الشائكة حيث لعبت قطر دورا أساسيا ومحوريا في الحفاظ على وحدة الأمة وكانت عاملا رئيسيا في إفشال العديد من المؤامرات التي تحاك لتمزيق الوحدة العربية في الوقت الذي برزت فيه قوى الشد العكسي التي تطمح بالعلن لفرض سيادتها بكافة الطرق.
ومن الواضح بأن السياسة القطرية الأردنية تلتقي في عدة أركان رئيسية وتبشر بعلاقات عميقة تبدأ من خلالها بمرحلة جديدة على صعيد التعاون بين الدولتين في معظم المجالات، بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.
الأردن تحمل العبء الأكبر في التداعيات الأخيرة التي عصفت بالمنطقة بداية من الثورة السورية وقضية اللاجئين، حيث استقبل الأردن ما يزيد عن مليوني سوري الأمر الذي شكل تحديا كبيرا للحكومة الأردنية في ظل محدودية الموارد. وما ( زاد الطين بلة) ما ترتب عليها من خسائر رافقت الأزمة الخليجية وبرود العلاقات مع بعض الدول.
حيث حافظ الأردن على الرؤية التي ينتهجها منذ تأسيسه بالوقوف ضد كل ما يهدد أمن الأمة ووحدتها ومحافظا على عاداته العربية الأصيلة في استيعاب الجميع ورد المعروف بالمعروف.
سمو الأمير، أهلا بكم، يوم تتزين بكم بلدنا بقراها ومدنها وباديتها، فلكم أجل معاني التقدير ونثمن لكم كل ما قدمتموه من مواقف حفظناها عن ظهر قلب وما اعتدنا إلا رد الجميل بالجميل.
copy short url   نسخ
23/02/2020
8363