+ A
A -
كتب - محمد حربي
أكد الدكتور عمر عاشور، مدير وحدة الدراسات الاستراتيجية بالمركزالعربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن الحكومات رغم امتلاكها للقوة والموارد التي تعزز ذلك، إلا أنه تاريخيا لم يثبت قدرتها على حسم المعارك لصالحها بنسبة مائة بالمائة، بل تفاوت ذلك، على مراحل مختلفة، وتباينت النسب، وفقا لعوامل كثيرة. جاء ذلك خلال افتتاح أعمال مؤتمر«ميليشيات وجيوش: تطورات الأداء القتالي والسياسي للحركات والمؤسسات المسلحة»، الذي تنظمه وحدة الدراسات الاستراتيجية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين والخبراء الإستراتيجيين،الذين يناقشون من خلال 30 ورقة بحثية، حالة الحركات والمؤسسات المسلحة في 20 دولة، التنظيمات المسلحة الموالية لأنظمة قائمة، والحرب الهجينة والتدخل الأجنبي (التنظيمات المسلحة المتحالفة مع دولة أو دول)، وديناميكيات التحول من ميليشيا غير نظامية إلى جيش نظامي والعكس (من جيش نظامي إلى ميليشيا)، وتطور القدرات التكتيكية والعملياتية لتنظيمات ما دون الدولة.
وسوف يسعى المشاركون خلال جلسات المؤتمر إلى محاولة تقديم معالجات أكاديمية من خلال الإجابة عن مجموعة من الأسئلة البحثية الراهنة، ومنها: كيف حصلت الثورة في الأداء القتالي والأدوار السياسية؟ ولماذا حصلت؟ وما التداعيات الاستراتيجية المترتبة على هذا التغير في النمط التاريخي؟ وكيف سيؤثر هذا النمط في مؤسسات الدولة المسلحة وتصاعد ما يعرف بـ «الحروب الهجينة» في المنطقة وخارجها؟ وما تأثيرات ذلك في الاستقرار والإصلاح والدمقرطة وهوية الدولة وشرعيتها في المنطقة؟
ومن خلال الورقة الافتتاحية للمؤتمر، قدم الدكتور عمر عاشور محاضرة بعنوان «الصعود العسكري للتنظيمات المسلحة: حالة تنظيم الدولة داعش»، التي حاول من خلالها أن يقدم فيها تأطيرا نظريًا عامًا لمختلف جلسات المؤتمر، وفي الوقت ذاته قام بطرح العديد من الأسئلة الفكرية، وكذلك المنهجية التي تتعلق بموضوع صعود التنظيمات المسلحة التابعة للدول والخارجة عنها، بجانب ذلك اهتم بالتركيز على أسباب وظروف ونتائج تطور القدرات القتالية والفاعلية العسكرية للأطراف المسلحة ما دون الدول، وتأثير ذلك في موازنة القوى بينها وبين الأطراف المسلحة التابعة للدول (الجيوش بالأساس).
وكذلك قدم الدكتور عمر عاشور نسقا تاريخيا حول احتكار الدولة للقوة، وموارد ذلك، إلا أنه أشار للإحصائيات التاريخية، التي تثبت أن نسبة نجاح الحكومات في مواجهة التنظيمات والميليشيات المسلحة، لم تتجاوز 90 بالمائة، فيما انخفضت هذه النسبة إلى نحو 36 بالمائة خلال الفترة ما بين 1945 حتى 2020، وفي نفس هذه الفترة، كانت نسبة 43 بالمائة من المواجهات، إما أن تنتهي بانتصارات التنظيمات، أو عبر التسويات، فيما ظلت هناك نحو 21 بالمائة من الحروب غير المحسومة، والتي ظلت مستمرة.
وقال الدكتور عمر عاشور إن العامل الجغرافي هو أحد عوامل الحسم للتنظيمات في الحروب، هذا بجانب استراتيجيات البروباجندا لكسب التعاطف الشعبي والمحلي، ومن ثم انعكاسات ذلك على ممارسة ضغوط شعبية ودولية على الحكومات من اجل الرضوخ للتسويات، هذا في ظل استخدامات التكنولوجيا من جانب التنظيمات غير النظامية.
من جانبه، قدم لاري غودسون، أستاذ دراسات الشرق الأوسط ورئيس قسم الأمن القومي بكلية الحرب التابعة للجيش الأميركي، محاضرة بعنوان «الحرب العظمى الأولى في القرن الحادي والعشرين: الحرب الهجينة، التي انخرطت فيها كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين».
copy short url   نسخ
23/02/2020
931