+ A
A -
نور أبو شادي خبير تنمية بشرية [email protected]
دائما نقول للناس هذه العبارة: «عالمك الخارجي هو انعكاس لما في عالمك الداخلي» وكان البعض يتساءل: كيف يكون ذلك ؟ من منا يريد الفقر، والتعاسة، والفشل.......إلخ؟ نقول: إذا كان في داخلك إحساس بالفشل فيما تقوم به فسوف تراه يظهر في حياتك، وإذا كنت تبحث عن فرصة عمل، وكان في داخلك أو ما تؤمن به لا توجد فرص عمل، فسوف يبرهن لك العالم الخارجي على ما تؤمن به.
وإذا كنت تشتكي بداخلك من الفقر وليس الفقر هو فقر المال فقط.. لكن هناك فقرا في المشاعر، وفقرا في السعادة، وفقر في الوقت، وفقرا في إنجاز ما تقوم به، وتظل تقول: لا يوجد لديّ ما يكفي من المال..لا يوجد لدي الوقت الكافي..لا أشعر بالسعادة.. فسوف يبرهن لك العالم الخارجى على هذا الفقر وتجد نفسك محاطا به.
لذلك نقول: لتغيير العالم الخارجى يلزم عليك أن تغير معتقداتك، وأفكارك الداخلية، فالتغيير يبدأ من داخلك أنت، وليس من الخارج، وهذا ما ذكره الحق تعالى بقوله: «إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد» (غافر:آية 40)، آمن في نصر الله تعالى، والله ناصرك.
إذن فما هو الإيمان: (الإيمان هوأن تؤمن بما لم تره، مكافأة الإيمان هي أن تحصل على ما آمنت به ولم تره) وهذا ما ذكره الحق تعالى في قرآنه بقوله: «جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا» (مريم-آية61) لقد آمن العباد بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم، وأخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأن لهم الجنة، فآمنوا بها ولم يروها، آمنوا بالغيب وكانت عندهم الثقة فيما أخبرهم به صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل، فماذا كان الجزاء من الله تعالى لهم؟ أعطاهم ما آمنوا به ولم يروه.
فيلزم أن تكون مؤمنا في داخلك أولا، معتقداً أن الله هو القادر على كل شيء، وأن من حقك أن تعيش غنياً، وسعيداً، وناجحاً، وأن ما تريده في حياتك سيحققه الله لك، بل اعتقد في أكثر من ذلك أن ما تريده هو ملك لك، وأن ما تؤمن به سوف تراه يحدث في حياتك، سواءً وظيفة مرموقة، أو زوجة صالحة، بهذا الإيمان الداخلي العميق سوف تراه يتحقق في عالمك الخارجي، والعكس لهؤلاء الذين ليس لديهم إيمان عميق في قلوبهم فتراهم يتخبطون في الحياة يعيشون على الفتات، ولا ينالون شيئا، هذا ما يؤمنون به لأن الشك هو الذي يحركهم وشتان بين الإيمان والشك.
إذا لم تؤمن بداخلك إيماناً عميقا ًبـأن الله هو ناصرك ومعينك، ولم يتعمق في قلبك الإيمان بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم، وبآياته وشريعته، فاعلم أنك مغيب بالشيطان وأعوانه، وألقى في روعك الخوف والشك في نصر الله، وكفايته لك، فأنى الله ينصرك.
وفي حكمة:«إذا كنت تستطيع أن تؤمن فكل شيء مستطاع للمؤمن» لذا اعتقد وآمن في الحظ الحسن، والإرشاد الإلهي، وبما أخبر به رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن رب العزة، وحسن التصرف، وكل هبات الحياة، فإيمانك يحدد حياتك.
copy short url   نسخ
22/02/2020
1336