+ A
A -
الرباط- الوطن- عماد فواز
خرج مئات المغاربة في مظاهرات احتجاجية في العاصمة «الرباط» والعاصمة الاقتصادية «الدار البيضاء» تنديداً بما يسمى «صفقة القرن»، مطالبين لجنة القدس التي أسسها ملك المغرب الراحل الحسن الثاني «رحمه الله» بفتح ملف حماية المقدسات الدينية في القدس وفلسطين أمام المنظمات الدولية، وانتزاع الدعم الدولي ضد صفقة «ترامب ونتانياهو».
فيما ندد متظاهرون بما أسموه «التخاذل العربي» في مواجهة «صفقة العار» وضياع الحق العربي والإسلامي في فلسطين، فيما طالب نشطاء يهود مغاربة «ضد الصهيونية» بالضغط شعبياً وإعلامياً بالمواكبة لجلسة مجلس الأمن المقررة يوم 11 فبراير لمناقشة القضية الفلسطينية وصفقة القرن المشبوهة، والعمل على إعادة مفاوضات السلام إلى مسارها الصحيح القائم على حل الدولتين وفق قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.
غضب
وأكد أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع بالرباط لـ الوطن، أن «صفقة القرن» التي خطط لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وصهر ترامب، جيرارد كوشنر، وباركها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشوهة ولدت لتموت في مهدها، وقد رفضتها أغلب القوى الدولية، وأعلن الاتحاد الأوروبي ومنظمات أممية رفضها لمخالفتها مساعي السلام وقرارات الأمم المتحدة، وعلى الصعيدين العربي والإسلامي تصاعدت موجات الغضب في الشارع، واليوم ترى المغاربة في الشوارع منددين بصفقة «السرقة» العلنية لحقوق الفلسطينيين والعرب والمسلمين في كل مكان، سرقة التاريخ وجغرافيا، وتبديد جهود سنوات طويلة قاربت النصف قرن لإيجاد سلام شامل وعادل في فلسطين، اليوم قرر نتانياهو وترامب وكوشنر السير منفردين في طريق عكسي، هدفه مكاسب سياسية داخلية بالنسبة لترامب ونتانياهو، ولا يراعي مصلحة اليهود قبل الفلسطينيين، وهذا قمة العبث السياسي، نحن نعلن من الرباط رفضنا لهذه الصفقة ونطالب لجنة القدس برئاسة جلالة الملك محمد السادس، سلك كافة المسارات القانونية والأممية وطرق أبواب محكمة العدل الدولية لوقف هذا التهور، لا سبيل أمام العالم لو كانت هناك إرادة حقيقية لتحقيق السلام إلا استئناف محادثات السلام والتفاوض المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين بوساطة عربية دولية حول مبدأ حل الدولتين على أن تكون القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين الكاملة السيادة، ولا حل غير ذلك.
حل الدولتين
وأضاف سيون أسيدون، الناشط اليهودي المغربي المعارض للصهيونية، أن خطة نتانياهو وترامب التي يسعون من خلالها لإقامة دولة آمنة، أدت إلى عنف كما رأينا في حادث دهس 12 جنديا إسرائيليا، وجرح ضابط شرطة إسرائيلي في القدس إثر عملية إطلاق نار، وشن غارات إسرائيلية على غزة، هذا بعد أيام من إعلان الصفقة المشبوهة، ولن يكون هذا نهاية المطاف بل البداية، هكذا تعلمنا من التاريخ ومن الأحداث منذ عام 1967 حتى اليوم، الفلسطينيون يقاومون بشراسة، ولن ينتهوا ولن يكفوا عن المقاومة من أجل حقوقهم المشروعة، ونتانياهو يخسر لكنه لا يدرك أو يدرك ولا يريد الاعتراف بخسائره، منظومته الصاروخية الدفاعية سقطت أمام صواريخ حماس البدائية، والعمليات الفدائية داخل عمق إسرائيل تتزايد، والذعر يسيطر على كامل شعب إسرائيل، والمحكمة الجنائية الدولية تحقق في جرائم حرب ارتكبها قادة اسرائيليون، وأوروبا رفضت صفقة القرن، ومجلس الأمن سيرفضها بالتأكيد، فأين أرباح نتانياهو؟ لا شيء ولا مكسب لإسرائيل وشعبها إلا السلام القائم على حل الدولتين، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، الكاملة السيادة على أراضيها ومقدساتها، لا حل آخر ولا سبيل أمام نتانياهو إلا هذا المسار وكل ما دون ذلك مضيعة للوقت وإهدار للدم والمال.
copy short url   نسخ
15/02/2020
1986