+ A
A -
الدوحة - الوطن
وفي هذا السياق، أكد الدكتور جلال صالح العيسائي، استشاري طب الطوارئ ونائب الرئيس للشؤون المؤسسية بقسم الطوارئ في مؤسسة حمد الطبية، أن إشعال الفحم للتدفئة في غرفة مغلقة ينتج عنه تعبئة المكان بغاز أول أكسيد الكربون السام الذي قد يتنفسه الإنسان ويصل إلى الدم ويرتبط بهيموجلوبين الدم الحامل للأوكسجين، مما يتنج عنه إزاحة الأوكسجين من الهيموجلوبين، لذلك فإن أول أكسيد الكربون يقلل من نسبة الأوكسجين التي يحتاجها الجسم للتنفس. وأضاف د. جلال: «في غضون 5-20 دقيقة من إشعال فحم التدفئة أو الخشب قد تظهر أعراض التسمم وقد يتأخر ظهور هذه الأعراض إلى ساعات أو أحياناً لعدة أيام وأسابيع بعد التعرض لاستنشاق أول أكسيد الكربون. وأعراض التسمم قد تكون على شكل صداع ودوخة وغثيان وأعراض أخرى تشبه أعراض الزكام، وفي الحالات الأكثر خطورة تظهر تشنجات بالعضلات وإغماء نتيجة نقص التروية الدموية اللازمة للقلب وللدماغ، وتزيد خطورة هذه الأعراض على الأطفال والسيدات الحوامل والأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة في القلب أو مشاكل في الجهاز التنفسي أو فقر الدم».
وأكد د. جلال العيسائي على أنه مع ظهور أعراض الاختناق من الفحم يجب أن يتم فوراً فتح النوافذ للتهوية وإطفاء الفحم والخروج إلى مكان مفتوح لاستنشاق هواء نقي، وطلب الإسعاف فوراً للمساعدة. وأوضح أنه يتم التعامل في قسم الطوارئ مع هذه الحالات بإعطاء المصاب جرعات من غاز الأكسجين النقي الخاص بالتنفس، ومن ثم قياس نسبة أول أكسيد الكربون في الدم بين فترة وأخرى لملاحظة مدى انخفاضها تدريجياً في الجسم، ويظل المصاب تحت الملاحظة السريرية بالطوارئ لفترة تتراوح بين 24-48 ساعة. وبالنسبة للحالات الأشد تعرضاً لغاز أول أكسيد الكربون فيتم إدخالهم إلى غرفة خاصة لتنفس الأكسجين حيث يستنشق فيها الأوكسجين بنسبة 100 % وتحت ضغط جوي عال يعادل حوالي عشرة أضعاف الضغط الطبيعي.
ولضمان أفضل الممارسات التي يتعيّن على الجمهور اتباعها من أجل الدفء والأمان خلال فصل الشتاء، نصح استشاري طبّ الطوارئ بضرورة الاستعاضة عن التدفئة بالفحم باستخدام أجهزة التدفئة الكهربائية أو السخانات الخاصة بالتدفئة مع التأكد من شراء المدفأة الكهربائية أو السخان من متجر معروف وموثوق وتكون مطابقة للمواصفات القياسية الدولية، وإبقاء المدفأة الكهربائية على مسافة متر واحد على الأقل عن المواد القابلة للاشتعال مثل الستائر وأغطية الطاولات والبطانيات وأغطية الأسرّة، كما يتعين توصيل المدافئ الكهربائية بالقبس الكهربائي بصورة مباشرة وليس عن طريق وصلة سلكية، حيث إن استخدام الوصلات السلكية، خاصة تلك المزودة بعدة مخارج، يعمل على زيادة الحمل الكهربائي والذي يؤدي بالتالي إلى احتراق صهيرة الأمان (الفيوز) أو إلى حدوث حريق بسبب تزايد الحرارة وانصهار الوصلة السلكية.
ومن الضروري أيضاً الحرص على إبقاء المدفأة الكهربائية على مسافة بعيدة عن المنطقة التي يتواجد فيها الأطفال، ويستحسن وضع المدفأة في منطقة لا يصل إليها الأطفال دون الرابعة من العمر، مع تثقيف وتعليم الأطفال بأن المدفأة الكهربائية مصدر للحرارة الشديدة، وأن ملامستها تتسبب في الإصابة بالحروق. ويجب إبقاء المدافئ الكهربائية بعيدة عن الممرات والأماكن التي تكثر فيها حركة الأطفال، كما يجب التأكد من أن أنظمة التوقيت الأتوماتيكية (تايمر) في المدافئ الكهربائية تعمل بصورة جيدة، والتأكّد من إطفاء المدفأة عند مغادرة الغرفة لتلافي وقوع حريق.
التدفئة في أماكن التخييم
ويشدد الدكتور جلال العيسائي على الأشخاص الذين يقومون بالتخييم ضرورة الانتباه إلى خطورة التدفئة من خلال حرق الفحم والحطب داخل أماكن التخييم المغلقة، ما يتسبب في إشعال الحرائق بالإضافة إلى التسمم بغاز أول أكسيد الكربون. ويشير د. العيسائي إلى ضرورة الامتناع عن استخدام وسائل التدفئة التقليدية مثل أوعية الحرق، والمشاعل، وأفران الشواء، ومواقد التدفئة، وأفران الغاز وغيرها والاستعاضة عنها باستخدام المدافئ المرخصة والآمنة. كما يجب الحذر من إشعال النيران بالأماكن المغلقة؛ تجنباً لحدوث إصابات بالعين مثل الحساسية والاحمرار، مما يتسبب في حكة بالعين وقد يؤدي الأمر لحدوث إصابات بالغة بها، ويجب التوجه إلى الطبيب على الفور في حالة حدوث أي إصابة. أما عند إشعال النار للضرورة كطهي الطعام فيجب أن يتم ذلك في حفرة بعيدة عن الخيام لا يقل عمقها عن 60 سم لدفن الفحم فيها وعند مسافة لا تقل عن 5 أمتار بعيداً عن الخيمة.
وينصح د. العيسائي المخيمين بالحرص على توافر وسائل إطفاء الحرائق البسيطة في مناطق التخييم مثل طفاية الحريق أو البطانية الحرارية داخل أماكن التخييم، مع توفر بعض الإسعافات الأولية البسيطة مثل مراهم الحروق والمطهرات الطبية وذلك للتدخل السريع عند حدوث أي حريق.
وتتضمن نصائح السلامة التي يتم تقديمها دائماً للمخيّمين ضرورة اختيار خيام مصنوعة من مواد مقاومة للحريق والحرارة والبرودة، كما يجب الامتناع عن التدخين في الأماكن التي توجد بها مواد قابلة للاشتعال ويمكن حدوث حريق بها.حذرت مؤسسة حمد الطبية من استخدام الفحم أو الأخشاب للتدفئة في أماكن مغلقة بسبب احتمال التعرض للاختناق أو التسمم أو الإصابة بمضاعفات أخرى قد تسبب الوفاة، يأتي ذلك بالتزامن مع موجة البرد التي تجتاح البلاد حالياً وزيادة الإقبال على التعامل مع وسائل التدفئة، حيث يتم ذلك في بعض الأحيان بطرق غير صحيحة قد تؤدي للإصابة بالاختناق نتيجة إشعال الفحم للتدفئة في غرف مغلقة أو في الخيام.
copy short url   نسخ
14/02/2020
1502