+ A
A -
كثّفت الصين خلال الساعات الأخيرة من جهودها لاحتواء فيروس جديد غامض من سلالة فيروس «كورونا»، حيث عزلت أكثر من أربعين مليون شخص، وألغت احتفالات كبيرة كانت مقررة أمس بمناسبة السنة الصينية الجديدة فيما وصل الفيروس إلى فرنسا، وأستراليا، وماليزيا، ليصبح عدد الدول التي وصلها 11.
وأمرت الصين بفرض إجراءات على مستوى البلاد للكشف عن حالات الإصابة المشتبهة بفيروس كورونا المستجد على القطارات والطائرات والحافلات، مع ارتفاع عدد المصابين والوفيات. وأفاد بيان لجنة الصحة الوطنية أنه سيتم وضع محطات للكشف عن الإصابات وسيتم نقل الركاب الذين يُشتبه بإصابتهم «فوراً» إلى مركز صحي.
وأمرت السلطات بتعقيم القطار أو الطائرة أو الحافلة بعد عزل الحالات المشتبهة.
وأفاد البيان أن على «جميع إدارات النقل» فرض تدابير وقاية ومراقبة «مشددة» تشمل إجراءات للكشف عن الفيروس في المطارات ومحطات القطارات والحافلات والموانئ.
وأكد أنه سيتم تطبيق الإجراءات على جميع المسارات وعند النقاط الحدودية والجمركية.
ويوصي الأمر الهيئات المعنية بقطاع السفر أن تقدم تفاصيل بشأن الأشخاص الذين كانوا على اتصال بالحالة المصابة، كأولئك الذين سافروا في العربة نفسها على سبيل المثال. ويطبّق الأمر على جميع المناطق والمقاطعات.
وأضاف البيان أن على جميع المناطق وضع «خطط استجابة طارئة» لتفشي المرض تشمل تدريب الكوادر الطبية.
وجاء الإعلان بينما أغلقت السلطات خمس مدن جديدة تعد نحو 56 مليون نسمة السبت في محاولة لاحتواء المرض ليشمل حظر السفر المفروض في مقاطعة هوبي وسط البلاد 18 مدينة.
ونشرت السلطات 450 موظفًا صحيًا عسكريًا، لدى بعضهم خبرة في مكافحة مرضي «سارس» أو «إيبولا» في مدينة ووهان، التي ظهر فيها الفيروس للمرة الأولى، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية السبت.
وأعلنت الحكومة أن حصيلة وفيات فيروس كورونا المستجد في الصين ارتفعت إلى 56.
وارتفع عدد الإصابات المؤكدة إلى أكثر من ألفين، مقارنة بـ830 حالة تم تسجيلها قبل 24 ساعة. وتم تسجيل معظم الحالات والوفيات في هوبي.
لماذا الحدث مهم عالمياً؟
يثير الفيروس الجديد خشية من تكرار ما حصل مع فيروس سارس المماثل، الذي أدّى إلى وفاة 650 شخصاً في الصين القارية وهونغ كونغ، بين عامي 2002 و2003، ويمكن للفيروس الجديد أن يسبب الالتهاب الرئوي الذي يؤدي للموت، ولم يعد نطاق الإصابة به محصوراً في الصين.
المشهد عن قرب
تحاول الصين منع تحوّل الفيروس الذي بدأ من أراضيها إلى وباء عالمي، لاسيما أن الحصيلة الرسمية لضحايا الفيروس تضاعفت، السبت، مع تأكيد وفاة 56 شخصاً في الصين، من بين نحو 2000 مصاب بالفيروس في داخل البلاد.
من جانبها وضعت السلطات الصينية مدينة ووهان تحت الحجر الصحي، ويعتقد مسؤولو الصحة أن الفيروس بدأ أصلاً في سوق بالمدينة، يتم فيه الاتجار بالحيوانات البرية بشكل غير قانوني.
منعت بكين تحركات السكان في 13 منطقة تضمّ 41 مليون شخص، أي ما قد يوازي سكان بولندا أو كندا، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
مع ازدياد أعداد الضحايا أقرت منظّمة الصحّة العالمية، الخميس، بوجود «حالة طوارئ في الصين»، لكنها اعتبرت أنّ «من المبكر جداً» التحدث عن «حالة طوارئ صحية عالمية».
إجراءات احترازية
القلق المتزايد من خسائر أكبر دفع السلطات في الصين إلى إلغاء الاحتفالات منعاً لانتشار الفيروس، ويأتي هذا الإجراء مع بداية العطلات الطويلة للعام الصيني الجديد، ويتنقل خلال هذه العطلة مئات الملايين، وهو ما يُفاقم العدوى.
كذلك أغلقت السلطات أقساماً من سور الصين العظيم، ومواقع رمزيّة مثل مقابر مينغ. وسيُبقي استاد بكين الوطني، الذي شُيّد للألعاب الأولمبية في بكين عام 2008، أبوابَه مغلقة حتى 30 يناير الجاري.
بالإضافة إلى ذلك، منعت السلطات كلَّ القطارات والطائرات من مغادرة ووهان، وأمرت بإغلاق الطرق السريعة. أما السُّكان في ووهان فارتدوا الأقنعة الواقية بشكل إلزامي، خوفاً من الوقوع تحت طائلة المخالفة.
الفيروس في بلدان جديدة
لم تمنع الإجراءات الاحترازية في الصين من وصول الفيروس إلى بلدان أخرى، حيث أعلنت كل من فرنسا، وماليزيا، وأستراليا عن إصابات مؤكدة بالفيروس الغامض، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
{ ماليزيا قالت إن لديها ثلاث حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، على صلة برجل من سنغافورة، بيَّنت الاختبارات إصابته بالفيروس.
{ أعلنت أستراليا عن أول حالة إصابة مؤكدة بالفيروس بولاية فيكتوريا.
{ أعلنت فرنسا عن إصابتين: الأولى في باريس، والثانية في مدينة بوردو.
{ سبق أن وصل الفيروس إلى أميركا، واليابان، وسنغافورة، ونيبال، وكوريا الجنوبية، وتايوان، وتايلاند، وفيتنام، وإقليم هونغ كونغ في الصين.
نظرة أقرب للفيروس
توصّلت تحقيقات السلطات الصينية وفحص عينات فيروسية من المصابين إلى أن الفيروس الجديد من فيروسات كورونا، وهي عائلة كبيرة من الفيروسات، لكن ستة منها فقط هي المعروفة حتى الآن، (والتي تكون سبعة أنواع بعد إضافة الفيروس الصيني الغامض)، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
تمتد الأعراض التي تظهر على المصاب بفيروسات كورونا من أعراض نزلات البرد، وهي أبسط الأعراض، وحتى الإصابة بمشكلات قاتلة في الجهاز التنفسي، أو ما يُعرف باسم السارس.
كان من الأعراض التي ظهرت على رجل بالغ من العمر 69 عاماً بعد إصابته بالفيروس قصور في وظائف الكلى، وأضرار بالغة بأعضاء متعددة بالجسم، وتوفي الرجل في 15 يناير 2020.
copy short url   نسخ
27/01/2020
2319