+ A
A -
كتب – أكرم الفرجابي
يعتبر البحث العلمي أحد أهم الأدوات الهامة، فالعديد من المجتمعات حالياً تقوم باستخدام البحث العلمي في حل مشكلاتها ، وفي الآونة الأخيرة أدركت المجتمعات الحديثة حلولا مبتكرة ، وأصبحت تستخدم البحث العلمى بشكل مقصود في ابتكار الحلول الاجتماعية.
وتستخدم مناهج البحث العلمي المختلفة في تصحيح العديد من الأوضاع الاجتماعية، وإلقاء الضوء بشكل منظم على المشكلات المختلفة التى تنتشر بالمجتمع، والوصول إلى حلول واضحة للمشكلات الاجتماعية المختلفة.. «الوطن» بدورها ناقشت دور البحث العلمي في حل المشكلات الاجتماعية مع عدد من الباحثين بمركز ابن خلدون للعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة وخرجت بالحصيلة التالية:
الظواهر الجديدة
بدايةً يقول الدكتور التجاني عبد القادر، رئيس قسم العلوم الاجتماعية بمركز ابن خلدون، إن مجتمعاتنا العربية والإسلامية تمر بمرحلة تحول وتغيرات هائلة يتوقع من الباحثين في مجال الدراسات الاجتماعية، أن ينظروا إلى هذه الظواهر الجديدة والتحولات بالشكل الذي يساهم في توجيه مسارها، مبيناً أن المطلوب منهم هو أن يتأملوا في مآلات الظواهر ويكتشفوا مخاطرها، لافتاً إلى أن الدراسات الاجتماعية في هذا العصر بالذات تعتبر هي عصب المجتمع، وعن طريقها يستطيع المجتمع أن يتحسس خطواته، سواء كان في مجال التحديات الداخلية والخارجية والنفسية، أو في مجال التنمية والعلاقات الدولية.
وأوضح أن مركز ابن خلدون يقدم خدمات عديدة للمجتمع القطري، سواء كان على مستوى طلاب الدراسات العليا وإعدادهم وتدريبهم في مجال البحث العلمي، أو في مجال التثقيف والوعي العام الذي يقدم للمجتمع، مبيناً أنه يقوم بكثير من البحوث التي تهم المجتمع سياسياً واقتصادياً وفي مجال العلاقات الدولية كذلك، بالإضافة إلى استضافة عدد كبير من الخبراء والمختصين في هذه المجالات، ومحاولة التشبيك بين علماء الداخل وعلماء الخارج، باعتبار أن المعرفة والعلوم أصبحت حاجة كونية تقريباً، لا تستطيع تطوير علم أو تكتشف شيئا إلا أن تكون على صلة بالباحثين الآخرين في كل الأماكن.
وفيما يتعلق بالدور الإقليمي والعالمي للمركز، أشار د. عبد القادر إلى أنهم مهتمون بالدراسات الإستراتيجية والتفاعلات الدولية وبالتطورات التي تحدث حول المنطقة، موضحاً أن هذه المنطقة هي منطقة جذب اقتصادي وسياسي وأمني وعسكري، وبالتالي نحن نحاول أن ندرس هذه العلاقات ونقدم مساءلة للأطر النظرية التي من خلالها يمكن أن تدرس هذه الظواهر، والجديد في هذا المركز هو أنه لا يكتفي باجترار النظريات والمعلومات السائدة وإنما يحاول أن يكتشف أودات بحثية مناسبة لدراسة هذه الظواهر، بالسعي نحو نوع من العلوم التي يمكن أن تساعد في التنمية والنهضة بصورة فيها جرأة بعض الشيء وفيها تجديد أيضاً أكثر من أنها تقليد لما هو مألوف أو تقليد لما هو منجز من قبل.
وعي المجتمعات
ومن جانبه قال صالح النعيمي باحث بمركز ابن خلدون، إن البحوث العلمية هي التي تشكل وعي المجتمعات، وتعالج المشكلات التي يعاني منها المجتمع بشكل علمي ومنظور أكاديمي بحت، مبيناً أن المركز لا يجد صعوبة في استقطاب الجهور لحضور الفعاليات التي ينظمها، باعتبار أن المواضيع التي يناقشها ليست بنخبوية بحتة، مبيناً أن الجمهور القطري لديه القدرة على اختيار العنوان المناسب له بعناية لحضور الفعالية التي تهمه، مشيراً إلى أنهم يحضرون بكثافة دائماً في المواضيع التي تتناول الشأن الخليجي سواء كانت سياسية أو اجتماعية، لافتاً إلى أنهم يناقشون مواضيع مهمة تفتح آفاقا كبيرة للباحثين والمثقفين القطريين.
أدوات البحث
ومن ناحيتها قالت نورا حمد باحثة في مركز ابن خلدون - تخصص ماجستير أدب ونقد، إن أهمية البحوث هي أهمية مستمرة ودائمة للمجتمعات والدول، وذلك لأن المعرفة متراكمة وأدوات البحث والمناهج متجددة، وترتبط بعنصر مهم وهو التطور المجتمعي، مؤكدةً أن المجتمعات تحتاج دائماً إلى حركة من الدراسة والبحث المنهجي والأكاديمي، موضحةً أن الإنتاج البحثي لمركز ابن خلدون قائم على نشاطين الأول يتركز في الفعاليات ويتمثل في المؤتمرات وحلقات النقاش والمحاضرات والجانب الآخر هو إنتاج بحثي كتابي، ينقسم إلى قسمين كذلك، مجلة دائمة «تجسير» وإنتاج بحوث وكتب.
وحول أبرز العقبات والتحديات التي تواجهها كباحثة، أوضحت أن بعضها يتصل بالعرف والعادات التي تمنع المرأة من الاختلاط والتفاكر مع العنصر الآخر في المجتمع الذكوري، وبالتالي تكون الارتباطات والعلاقات الأكاديمية والبحثية محدودة، وتضطر إلى الاتجاه الآخر وهو قراءة الكتب ومتابعة فيديوهات الإنتاج العلمي، كما أنها تتغيب أحياناً عن بعض الفعاليات التي يكون فيها العنصر الذكوري أكثر، ومن ضمن التحديات أيضاً أن مسار الدراسات العليا الذي اختارته متوفر فيه الماجستير فقط ولم يفتح التقديم للدكتوراه بعد، وهذا ربما يشكل عائقاً بالنسبة لها لاستكمال المعارف واستكمال الأدوات المنهجية.
تخصيص ميزانية
وبدورها قالت الباحثة أفراح العتيبي، إن هنالك اهتماما من الدولة بالبحث العلمي، بتخصيص نسبة من الموازنة العامة له، مشيرة إلى تزايد الاهتمام بالبحث العلمي والذي بدأ واضحاً في المراكز البحثية التابعة للجامعة وخارج الجامعة، موضحةً أن مركز ابن خلدون في حد ذاته، مختلف عن المراكز البحثية الأخرى، كونه يُعنى بالعلوم الإنسانية والاجتماعية بشكل خاص، وهذا الأمر يميزه بالطبع عن المراكز الأخرى، وهذا التخصص أصبحنا في حاجة له أكثر، بعد أن شكلت الأزمة الخليجية هذا الوعي لدى الناس.
وأوضحت أنها كانت مساعد تدريس في قسم العلوم الاجتماعية، وانتقلت إلى المركز قبل حوالي ستة أشهر كباحث أكاديمي، وشكل العمل لم يختلف كثيراً بالنسبة لها، بالرغم من أن هناك تدريسا وهنا إدارة بحثية، والعمل ضمن مشاريع بحثية أكثر، بالإضافة إلى الفعاليات التي ينظمها المركز، منوهةً بأن المواضيع والفعاليات التي تُعنى بالشأن المحلي دائماً تجد الإقبال عليها أكثر.
copy short url   نسخ
25/01/2020
2581