+ A
A -
دُعيت الأمم المتحدة إلى الاعتراف «بالقدرات غير المستغلة للآلاف من الشباب في جميع أنحاء العالم»، حيث اجتمع أكثر من 1900 فرد من 14 دولة في مؤسسة قطر خلال عرض دولي لمهارات الشباب الدبلوماسية والقيادية. يتيح مؤتمر ثيمن قطر السنوي التاسع، الذي افتتح أمس، لطلاب المدارس الثانوية من الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا وأوروبا الفرصة لإيصال أصواتهم إلى النقاشات العالمية من خلال مشاركتهم في محاكاة 17 من منتديات الأمم المتحدة في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.
وشهد المؤتمر الذي أشرف على تنظيمه مكتب ثيمن قطر الإقليمي المندرج تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، والذي تم إنشاؤه كمشروع مشترك مع مؤسسة ثيمن (نموذج الأمم المتحدة في لاهاي)، شباب تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عامًا يشاركون الأفكار والخبرات، ويسهمون في معالجة القضايا العالمية الرئيسية، ويناقشون سياسات البلد الذي يمثلونه، خلال جلسات تحاكي لجانا كالجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
خلال حفل الافتتاح، قرأت هنا كولين، رئيسة الجمعية العامة في ثيمن قطر وطالبة في الصف الثاني عشر في المدرسة الأميركية في الدوحة، رسالة مندوبيها إلى الأمم المتحدة توضح التغييرات التي تريد أن تراها في العالم ودور الشباب في تحقيق ذلك، كما حثت الآخرين على كتابة رسائلهم الخاصة. وقالت «قد لا نكون صناع سياسة أو رواد أعمال أو علماء بعد، لكننا نطالب بأن نؤخذ على محمل الجد الآن، (قادة الغد) هي عبارة تُستخدم باستمرار لمخاطبة طلاب المدارس الثانوية، ولكنني أتساءل، لماذا لا نكون قادة اليوم»؟
وأضافت: «بهذه الرسالة، أدعو الأمم المتحدة إلى النظر في القدرات غير المستغلة للآلاف من الشباب المتحمسين في جميع أنحاء العالم الذين لم يشعروا باليأس جرّاء الأحداث التي تعيق إحداث التغييرات الكبيرة في العالم، فهؤلاء الأشخاص على استعداد لتقديم تضحيات وقيادة مجتمعاتهم نحو الاستدامة والمساواة».
وتابعت: «لقد كرّسنا أنفسنا لإحداث تغييرات داخل مجتمعاتنا تترجم إلى عمل عالمي فاعل. سواء أكان ذلك من خلال القضاء على استخدام البلاستيك مرة واحدة في المدرسة، أو ممارسة الضغط من أجل السياسات، فنحن أكبر قوة للتغيير».
وفي أعقاب العرض الافتتاحي حيث حمل المندوبون الشباب أعلام الدول في جميع أنحاء العالم، قالت تيان بان، الأمين العام لثيمن قطر، عن المؤتمر الذي يستمر حتى 24 يناير تحت عنوان «الصحة الجيدة والرفاه» تماشيًا مع الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، بأنه: «منبر للالتقاء واحتضان الأفكار التي تعود بالفائدة على مجتمعاتنا».
وقالت للمندوبين: «هذا هو المكان الذي نبني فيه علاقات تصنع الدبلوماسيين في المستقبل، ورجال الأعمال، والعلماء، والأشخاص الذين يرون الطبيعة التعددية للتخصصات في كل شيء، وهم في صميم التغيير الإيجابي العالمي. إن التعلم من بعضنا البعض، يلهمنا المعرفة، فالآخرون هم نوافذ مفتوحة لعوالم متنوعة».
وفي كلمته الرئيسية، قال المؤلف وخبير السعادة والرفاهية الدكتور أندي كوب: «لقد استغرقت الخمسة عشر عامًا الأخيرة من حياتي في إجراء أبحاث حول ما يسمى علم النفس الإيجابي، والذي يدور في مضمونه حول مؤشرات السعادة».
وأضاف: «السعادة ليس لها شكل معين، ولا يمكنك شراؤها. السعادة هي إحساس وبنية عقلية، وهي نابعة من طريقة تفكيرك. إذن ماذا لو كنت شجاعًا بما يكفي لتغيير أسلوب تفكيرك؟ الصحة العقلية هي الثروة التي يتيحها لك علم النفس الإيجابي، والتي تحقق عندما تكون سعادتك أكبر منك».
كما تحدث خلال حفل الافتتاح كل من السيدة فردريك دي مان القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة مملكة هولندا لدى قطر، وفاطمة المهدي، مدير ثيمن قطر، وهند الدليمي، وهي طالبة وسفيرة الصحة النفسية في أكاديمية قطر- السدرة التي تعمل تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي، والتي قالت: «الرفاه يُتيح لنا القدرة على إدارة العواطف والسلوكيات وغيرها من المهارات للتغلب على مشاعر التوتر والغضب، ولتتمكن من تحقيق كامل إمكانياتك».
وأضافت: «بدورنا كسفراء للصحة النفسية، فإن هدفنا هو إجراء محادثات يومية وعقد اجتماعات أسبوعية، ومشاركة المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وتنظيم مجلس للصحة النفسي شهريًا، ومؤتمر للصحة النفسية في نهاية كل عام، بحيث نتبادل الأفكار الجديدة، وننمي مهاراتنا لنتمكن من مساعدة الآخرين، وتقديم النصيحة لمن يطلب المساعدة. وأنا أسعى إلى دعم هذا البرنامج في قطر ليفهم الناس أهمية الصحة النفسية وحقيقتها».
وتابعت: «إن دور سفراء الصحة النفسية كمدافعين عن الطلاب، وتقديم التوجيه والتعاطف معهم لتمكينهم من التعامل مع مشاكلهم العاطفية، أمر مهم للغاية، لأن كل شخص يحتاج إلى دعم إضافي للتعامل مع تحديات الحياة».
يعد ثيمن قطر أكبر نشاط لا صفي بقيادة الطلاب في الشرق الأوسط، ويجمع الشباب من مختلف المدارس في جميع أنحاء العالم، ويعكس التزام مؤسسة قطر بتمكين ورعاية الشباب، وتوفير منصات للحوار العالمي وتبادل المعرفة، بهدف إلهامهم ليصبحوا دافعًا للتغيير على النطاق المحلي والإقليمي والدولي.
copy short url   نسخ
23/01/2020
475