+ A
A -
الدوحة- الوطن الرياضي
استمتعت الجماهير العريضة التي تابعت المباراة النهائية لبطولة كأس قطر 2020 بين فريقي الدحيل والسد والتي فاز بنتيجتها هذا الأخير طيلة شوطي المباراة وقضت أمسية كروية رائعة بفضل العرض الكروي الجميل الذي قدمه السد وبفضل الأنشطة والفعاليات المصاحية للمباراة إضافة إلى التنظيم الرائع التي أنجزته مؤسسة دوري نجوم قطر، وعلى الرغم من النتيجة العريضة التي انتهت عليها المباراة وعلى الرغم من ان المواجهة جاءت من جانب واحد وكان كل شيء فيها تقريبا يسير في اتجاه واحد وهو مرمى كلود أمين حارس مرمى الدحيل، فان الذين ملؤوا مدرجات استاد جاسم بن حمد بنادي السد أجمعوا على انهم استمتعوا في العرض المقدم ولم يهدروا وقتهم في تلك الأمسية ولم يندموا على حضورهم إلى الاستاد، وما من شك ان هذا الشعور امر جيد وايجابي لكرة القدم القطرية التي أصبحت قادرة على ملء مدرجات ملاعبها عندما تكون العروض جيدة وعندما تحمل الفرق المشاركة فيها أسماء بارزة مثل السد والدحيل والريان وغيرها من الفرق.
مؤشرات ورسائل لعودة السد
انتهت المباراة بفوز السد برباعية نظيفة ثأر بها لنفسه من خسارته بالدوري أمام الدحيل في مباراة ذهاب الموسم وبذلك رد الاعتبار لنفسه أمام الدحيل منافسه الرئيسي على لقب الدورى إلى جانب الريان والسيلية حاليا، كما جرد الدحيل من اللقب بهذا الفوز واعلن عودته القوية للمنافسة على لقب الدوري الحالي بعد أن تعرض لعدة هزات وعدة عثرات بالقسم الأول جعلته يتأخر عن الصدارة التي يحتلها الدحيل حاليا بعد 12 جولة بفارق 9 نقاط عن السد الثالث مع مباراة ناقصة لهذا الأخير سيخوضها أمام الخور بعد غد الثلاثاء.
عودة السد المعلنة للدوري من الباب الكبير تجسدت في المشروع الذي يقوم به المدرب تشافي والذي جهز به الفريق لخوض المباراة مع التحسب لجميع التفاصيل الفنية والتكتيكية والنفسية وعلى مستوى تركيبة الخطوط وتشكيلة الفريق والتبديلات مع تجهيز الخطة الأساسية والخطط البديلة. ولعل الأهم من ذلك كله هو ان السد جاء في الموعد للمباراة ليس لخوضها وانما للفوز بنتيجتها والظفر بالكأس خلافا للدحيل الذي جاء للعب مباراة نهائية بتشكيلة مدججة بكبار النجوم الذين قدموا أداء غلب عليه الطابع الفردي اكثر مما غلب عليه الطابع الجماعي الذي شاهدناه في أداء السد.
ومن المرتقب ان يشتد الصراع على اللقب فيما بقي من مباريات القسم الثاني للدوري وسوف تكشف لنا الأيام والأسابيع والأشهر القادمة مدى تأثير فوز السد في هذه المباراة على الدحيل، أو بعبارة أخرى مدى تأثير خسارة الدحيل أمام السد علما بان المواجهات الثنائية بين الفريقين لا تنتهي منذ ظهور الدحيل بالدورى قبل ما يقارب 10 سنوات ولعل آخر مواجهة كبرى بين الطرفين تعود لنهائي السوبر القطري التي فاز بها السد في بداية الموسم الحالي.
سيناريو غريب وغير مرتقب
جاءت المباراة مخالفة لما توقعته جماهير الفريقين وجماهير كرة القدم القطرية من حيث التنافس الشديد في كثير من مواقف اللعب ومن حيث التسابق والتلاحق في الأهداف، وشهدت سيناريو مختلفا فاجأ الجميع وذلك لأن المباراة جاءت من جانب واحد كان فيها السد اللاعب الأساسي الظاهر في جميع مشاهد المواجهة الأمامية والخلفية والدفاعية والهجومية. السد رفع راية الهجوم منذ الدقيقة الخامسة عندما قام باول زيارة لمرمى الدحيل وكان قبل ذلك قد بدأ بالضغط على الخطوط الدفاعية لمنافسه منذ صافرة البداية مواجها عدة إنذارات واشارات تفيد بان السد معلنا الهجوم ولا شيء غير الهجوم، الا ان الدحيل ومدربه روي فاريا لم يفهما على ما يبدو فحوى تلك الرسالة. ومع تقدم زمن الشوط الأول عزز السد تفوقه على مستوى الاستحواذ على الكرة وعلى مستوى اللعب الهجومي محققا عددا اكبر من المحاولات الهجومية وعددا كبيرا من اللمسات في الثلث الأخير من الملعب وعددا اكبر من التوغل في منطقة جزاء الدحيل، ومع نهاية زمن الشوط الأول كان السد قد حصد في رصيده التهديفي بالمباراة ثلاثية دون رد كان للهدف الثالث أثرا نفسيا ومعنويا سلبيا على لاعبي الدحيل لأنه جاء في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع من زمن الشوط. وذلك انتهت المباراة نظريا وما كان الهدف الثالث الذي جاء قبل نهاية المباراة بعشرين دقيقة الا من قبيل تحصيل الحاصل.
وعلى الرغم من ذلك كله فان تسيد السد للمباراة وحده وغياب ردة فعل الدحيل لم يؤثر بشكل عام على أجواء اللعب في المباراة حيث لم تشعر الجماهير بالملل ولم يغادر أي منها الاستاد.
لماذا السد بكل هذه الجاهزية؟
بلغ السد اقصى درجات الجاهزية بعد فراغه من كأس العالم للأندية وفي ضوء الانتصارات العريضة التي حققها بعدها، وكان من الواضح ان الفريق بلغ اعلى مستويات أدائه بالموسم في مباراته أمام الريان بالدور قبل النهائي من البطولة وهو ما دفع بالمدرب تشافي هرننديز بالقول بان الفريق قدم مباراة كاملة الأوصاف هي الأفضل له بالموسم.
وفي ضوء ذلك الأداء فقد كان من المتوقع انه اذا لعب الفريق في النهائي لملم السد بنفس التشكيلة التي حققت الفوز على الريان وهي التشكيلة المثالية للسد، فان الفريق سيحقق الفوز لا محالة على أي منافس وهو ما حدث بالفعل بانتهاء المباراة برباعية نظيفة حقق خلالها الفريق عدة مكاسب من بينه تسجيل 4 أهداف وصنع عدد كبير من الفرص الثمينة وبصفة خاصة الخروج من المواجهة أمام منافس يضم أفضل مهاجمي الدوري من حيث الأسماء والشهرة بشباك خالية والقصد هنا المساكني وماندزوكيتش وادميلسون والمعز على وغيرهم من المهاجمين. كل هذه المكاسب التي حققها السد من المباراة تشير إلى ان الفريق عائد بقوة للدوري وللآسيوية.
أين الدحيل من كل ذلك؟
وقع الدحيل تحت صدمة البداية القوية التي قام بها السد وغرق في بحر الإيقاع السريع والذي فرضه عليه منافسه ولم يتمكن من التخلص من تلك الصدمة طيلة المباراة، ومع مرور الوقت واقتراب الشوطين من نهاية وقتهما الأصلي ازداد تراجع الدحيل مقابل ارتفاع تفوق السد وسيطرته الكاملة على مجريات اللعب في مراحله المختلفة بالكرة وبدون كرة، وعلى الرغم من المحاولات المحتشمة والخجولة التي حاول مدرب الدحيل فاريا القيام بها، فان وضع الفريق ازداد تراجعا ويبدو ان المدرب وفريقه قد تعرضا لمفاجأة كبيرة لم يكونا جاهزين لها وهي الإصابة المبكرة التي تعرض لها الظهير الأيمن إسماعيل محمد والتي دفعت بالمدرب لاجراء تبديلة وبعض التعديلات على تركيبة خط الدفاع وهو ما تبين فيما بعد انها لم تكن صائبة في ضوء العدد الكبير من المحاولات الهجومية التي خضع لها أمام خط هجوم السد الذي كان بامكانه رفع عدد الأهداف إلى أكثر من رباعية. وهنا يبرز سؤال كبير على درجة عالية من الأهمية وهو لماذا لم يضع الجهاز الفني للدحيل عدة تصورات للسيناريوات المحتملة في المباراة؟ وأين الخطط البديلة؟
أسئلة تبحث عن إجابات
فيما يلي نسوق مجموعة من الأسئلة التي تبحث عن اجابات من مدرب الدحيل البرتغالي روي فاريا المسؤول الأول عن الدفة الفنية للفريق، ومنها كيف يتلقى الفريق رباعية كاملة والحال ان قيادة خط الدفاع بين ايدي صاحب الخبرة العالمية مهدي بن عطية؟ وكيف يصوم خط هجوم الدحيل عن التسجيل طيلة ما يزيد عن التسعين دقيقة والحال ان قائده هو النجم العالمي ماريو ماندزوكيتش؟ وكيف ينهي الدحيل متصدر الدوري بدون خسارة مواجهة أمام غريمه التقليدي وشقيقه اللدود دون ان يظهر أي ردة فعل طيلة المباراة وتحديدا منذ تلقيه الهدف الأول في الدقيقة الخامسة مما يعني انه كان امامه متسع من الوقت لرد الفعل خلال 85 دقيقة؟ وكيف يتعرض الدحيل من التجريد من لقبه الغالي بهذه الطريقة والحال انه كان قبل 8 أشهر مصنفا على رأس قمة هرم الأندية الآسيوية؟ وأخيرا وليس آخرا نقول ما الذي قام به مدرب الدحيل فاريا من قراءته للمباراة؟
أسئلة كثيرة لن نردف لها إجابة ونترك لعناية القارئ الرد عليها في معرض البحث عن أسباب الخسارة الموجعة.
copy short url   نسخ
19/01/2020
858