+ A
A -
الدوحة - الوطن
تعدّ «مدرسة إحسان الثانية»، التي تم تدشينها الرسمي يوم الأحد الماضي، تجربة قطرية مميزة ونموذجا لمدرسة غير ربحية، كونها تقدّم حلولا عملية لأبناء الجاليات العربية المقيمين في قطر ممن اضطرتهم ظروفهم، للانقطاع عن المدارس أو عدم الالتحاق بها، خصوصا الذين تمر بلادهم بظروف صعبة، وتمكّنهم من مواصلة دراستهم بالمجان من خلال التعليم الاستدراكي، وذلك من خلال الشراكة والتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص من جهة، وعدد من منظمات المجتمع المدني من جهة أخرى، حيث تعتبر قطر الخيرية شريكا رئيساً لمبادرة مدارس إحسان وبالتعاون مع وزارة التعليم والتعليم العالي ومؤسسة التعليم فوق الجميع.
وفي الجولة التي قام بها سعادة وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن عبد الواحد الحمادي وضيوف الحفل للاطلاع على سير العملية التعليمية في المدرسة كانت الفرحة بادية على وجوه الأطفال الذين هم في عمر الزهور، والحماس يلمع في عيونهم مع ساعات الصباح الأولى، وهم الذين كانوا ينتظرون بشغف التحاقهم بالمدارس أو العودة إليها، مثل أقرانهم من الأطفال الآخرين.
وعن مدارس إحسان قال سعادة د. محمد بن عبد الواحد الحمادي بعد الانتهاء من حفل التدشين: إن مدرسة «إحسان الثانية» هي إحدى المدارس التي أسستها مؤسسة التعليم فوق الجميع بالتعاون مع وزارة التعليم والتعليم العالي لتوفير فرص مناسبة للأطفال والشباب من الجنسين للجاليات العربية المقيمة على أرض قطر، ممن انقطعوا عن التعليم لأسباب مختلفة. وأعرب عن سعادته بافتتاح مدرسة «إحسان الثانية» والتي تعكس حرص المؤسسات العاملة في قطر على القيام بمسؤولياتها المجتمعية لتوفير فرص تعليم مجاني لكل المقيمين على أرض قطر، مشيرا إلى أن «إحسان الثانية» واحدة من سلسلة مدارس تم افتتاح إحداها العام الماضي للجاليات الآسيوية «مدرسة إحسان الأولى»، منوها بأنه سيتم افتتاح مدارس أخرى بعد تقييم عدد الطلاب المحتاجين لمثل هذا النوع من المدارس.
وثمّن سعادة وزير التعليم والتعليم العالي عاليا دور المؤسسات الخيرية العاملة في دولة قطر ومساهماتها الفاعلة في مجال التعليم، مشيرا إلى أن مدارس «إحسان» تمثل ثمرة من ثمار التعاون بين الوزارة وهذه المؤسسات.
وفي حفل الافتتاح قال السيد يوسف بن أحمد الكواري الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية: إن قطر الخيرية بذلت كل ما بوسعها لدعم مبادرة إحسان بالتعاون والشراكة مع وزارة التعليم والتعليم العالي ومؤسسة التعليم فوق الجميع، منذ بداية الفكرة وحتى الوصول إلى اليوم الذي تحول حلم المبادرة إلى حقيقة على أرض الواقع متمثلا اليوم في «مدرسة إحسان الثانية» للجاليات العربية.
وأشار إلى أن مشاركة قطر الخيرية في مبادرة إحسان تنطلق من رغبتها في الإسهام بتحقيق رؤية قطر 2030، وخصوصا ركيزة التنمية البشرية التي تهدف لتطوير وتنمية سكان دولة قطر ليتمكنوا من بناء مجتمع مزدهر، منوها بأن التعليم من الأدوات التي تمكن الأطفال من التنمية الصحيحة والسليمة.
وأوضح الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية أن التعليم أحد مجالات عمل قطر الرئيسة كمنظمة إنسانية وتنموية دولية، باعتباره من ركائز نهوض المجتمعات والأمم، وحقا من حقوق الأطفال، وهو ما ينسجم مع الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة 2030 التي أجمعت عليها دول العالم لضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع. مشيرا إلى قطر الخيرية تقدم خدماتها حيثما توجد حاجة لذلك سواء داخل أو خارج قطر، ولذلك دعمت مشاريع مبادرة إحسان باعتبارها حاجة مجتمعية تحتاج إلى تعاون عدد من الجهات، وذلك بدءا من البحث عن الحلول، ومرورا بالدعم المالي والفني مع الشركاء الآخرين.
من جهتها، ثمنت السيدة مريم المناعي مسؤولة المشاريع في برنامج «سويا» بمؤسسة التعليم فوق الجميع في كلمتها بحفل الافتتاح دور وزارة التعليم والتعليم العالي وجميع الداعمين لجهودهم ومساهماتهم في إخراج هذه المدارس للنور، مؤكدة التزامها بالعمل على حق التعليم لجميع الأطفال في دولة قطر وتمكينهم من التعليم الشامل والجيد للإسهام في نهضة مجتمعاتهم.
واعتبر الدكتور يحيى زكريا الأغا المشرف على مدرسة إحسان الثانية أن قطر الخيرية تعد الداعم الأساسي والشريك الرئيسي لهذا المشروع، حيث إنها ساهمت منذ البداية بتقديم الدعم المالي للمدرسة وتوفير كل ما يخص الموازنة التشغيلية لها. وأشاد بدور قطر الخيرية في تنفيذ المشاريع التعليمية والمشاريع التنموية الأخرى على مستوى العالم، بحكم انتشارها في عدد كبير من الدول التي تعاني من الفقر أو الدول التي تعاني من الأزمات والكوارث، مشيرا إلى أن دعمها لمدارس إحسان يندرج في إطار اهتمامها بالتعليم كأحد مفاتيح تنمية الأفراد والمجتمعات.
copy short url   نسخ
14/01/2020
2056