+ A
A -
في مثل هذا اليوم قبل 47 عاما، أقدم أسترالي الجنسية اسمه «دينس مايكل» جاء الى فلسطين باسم السياحة، على إشعال النار في الجامع القبْلي في المسجد الاقصى. وكان منبر صلاح الدين من ابرز الخسائر التي تسبب بها الحريق.
ورغم مرور ما يقرب من خمسة عقود، على ارتكاب تلك الجريمة، فان الحريق مازال مشتعلا، ولم يخمد بعد. كل ما حدث ان وسيلة الحرق تحولت من اشعال النار، إلى الانتهاكات والاقتحامات والتدنيس والحفريات، اضافة إلى البؤر الاستيطانية التي اصبحت تحيط بأولى القبلتين، وثالث الحرمين. ربما كان الفارق بين حريق الاقصى عام 1969، وبين جملة الجرائم اليومية التي تحدث الآن، ان الجريمة الأولى تداعى لها الفلسطينيون، وتداعت لها الامة العربية والإسلامية، بينما الجرائم الحالية، يواجهها المقدسيون فقط، عزلا من السلاح ومن الدعم ايضا. ولعل ما حدث في ذكرى ما يطلق عليه الاحتلال الاسرائيلي خراب الهيكل ، شاهد ودليل على استمرار الحريق، وغياب التداعي والتنادي العربي والإسلامي لمواجهته.
الحريق والاقتحامات، وتلك الهجمة الاستيطانية المتسارعة في مدينة القدس المحتلة، ليست نهاية مجرد تصرفات مستوطنين متطرفين، وانما هي حلقات في مخطط يهدف إلى تغيير الرؤية البصرية للمدينة، فالاحتلال لا يريد أن يكون المسجد الأقصى في واجهة المدينة وإنما الهيكل، وبالتالي فإنهم يدعون إلى تغيير المشهد الديني والجغرافي والتاريخي لمدينة القدس.يحدث ذلك على مرأى ومسمع من العالم، ورغم انف القانون الدولي، والكل لا يحرك ساكنا.
copy short url   نسخ
21/08/2016
818