+ A
A -
حوار- محمد خليل
أكد الدكتور سـامـي الشـريـف، عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري الأسبق والخبير الإعلامي، ضرورة تبني المؤسسات الإعلامية لخطط وبرامج تعمل على توعية الرأي العام داخل الوطن العربي وخارجه بالمخاطر التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.
قال الدكتور الشريف في حديث لـ الوطن: إن الأخطار الجسيمة التي تنتج عن العمليات الإرهابية والتي طالت كل مجتمعاتنا العربية وأساءت لصورتنا وصورة الإسلام في مختلف أنحاء العالم، تتطلب ضرورة التفكير في وضع استراتيجية إعلامية عربية موحدة لمكافحة الإرهاب.
لافتا إلى أن كل المحاولات المحلية والإقليمية والدولية التي سعت لوضع خطط واستراتيجيات لمكافحة الإرهاب كان «الإعلام» حاضراً على الدوام بوصفه إحدى أهم الوسائل التي يمكن – إذا ما أحسن توظيفها- أن تكون أدوات فاعلة للتصدي للإرهاب والقضاء عليه.
وطالب الدكتور الشريف بأن تكون وسائل الإعلام العربية أدوات نافذة لحفظ الأمن والسلام داخل الوطن العربي، ومقاومة محاولات التقسيم والفرقة.
بداية كيف ترى الدور الذي يجب أن يقوم به الإعلام العربي في ظل ما تشهده المنطقة من صراعات وتوترات خلال المرحلة الراهنة؟
-على الإعلام العربي مسؤولية كبيرة في القيام بتوعية الرأي العام داخل الوطن العربي وخارجه بالمخاطر التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، وذلك من خلال تغطية الأحداث بالمنطقة إعلاميا على أوسع نطاق، مع مراعاة الدقة والموضوعية في نقل الأخبار عبر مختلف وسائل الإعلام، ويجب أن تكون وسائل الإعلام العربية أدوات نافذة لحفظ الأمن والسلام داخل الوطن العربي، ومقاومة محاولات التقسيم والفرقة.
مواجهة الإرهاب
لا شك أن الإرهاب بات من الظواهر الخطيرة التي باتت تهدد الأمن والاستقرار في كثير من دول المنطقة.. كيف ترى الجهود التي تبذل لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة؟
-لا شك أن الإرهاب بكافة أشكاله أصبح ظاهرة عالمية تخطت أخطارها كل الحدود، وأدركت كل دول العالم وشعوبه حتمية تنسيق الجهود لمحاصرته والتصدي له، وفي كل المحاولات المحلية والإقليمية والدولية التي سعت لوضع خطط واستراتيجيات لمكافحة الإرهاب كان «الإعلام» حاضرا على الدوام بوصفه إحدى أهم الوسائل التي يمكن – إذا ما أحسن توظيفها- أن تكون أدوات فاعلة للتصدي للإرهاب والقضاء عليه، وفي كل الاستراتيجيات والخطط التي أعدتها الدول والمنظمات الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب، يبرز الإعلام كواحد من أهم وأقوى الوسائل التي ترتبط بظاهرة الإرهاب، ففي حين اعتبرها البعض وسيلة مهمة ومؤثرة في مكافحة الإرهاب وكشف أساليبه وحشد الرأي العام ضد الجماعات الإرهابية، اعتبرها آخرون إحدى أهم وسائل دعم الإرهابيين وتبرير أفعالهم، كما اتهمها الكثيرون بممارسة الإرهاب الفكري.
لطالما كانت العلاقة بين الإرهاب والإعلام مثار جدل وخلاف، وهل هي علاقة دعم أم علاقة مواجهة؟ كيف يكون الإعلام إحدى وسائل دعم الإرهابيين وتبرير أفعالهم الإجرامية؟
- نعم لقد برزت أهمية دور الإعلام بوصفه محددا مهما لتفاقم ظاهرة الإرهاب، وفي الوقت ذاته وسيلة مهمة للقضاء عليها، وكثيرا ما اتهمت وسائل الإعلام بتوفير بيئة خصبة لإنتاج وصناعة الإرهاب بما تنشره وتروج له من قيم وأفكار متطرفة، كما أنها كثيرا ما تكون منابر يخاطب من خلالها الإرهابيون كل شعوب العالم مدافعين عن وجهات نظرهم ومبررين أعمالهم الإرهابية وداعين لمزيد من الدعم والتأييد، والتطورات المتلاحقة التي شهدها العالم بثورتي الاتصال وتكنولوجيا المعلومات التي وفرت فرصا غير مسبوقة للإرهاب كي يبث رسائله وأفكاره عبر الحدود دون عوائق أو قيود.
ما هو الدور الذي تراه واجبا لمواجهة ظاهرة الإرهاب إعلاميا؟
- إن الأخطار الجسيمة التي تنتج عن العمليات الإرهابية والتي طالت كل مجتمعاتنا العربية، وأساءت لصورتنا وصورة الإسلام في مختلف أنحاء العالم، تتطلب ضرورة التفكير في وضع استراتيجية إعلامية عربية موحدة لمكافحة الإرهاب، تتوفر لها الإمكانيات البشرية والفنية الكافية بما يضمن حضورا فاعلا «للإعلام» في الحرب الشرسة التي تضع كل دول العالم وشعوبه أمام خطر يهدد البشرية جمعاء مستترا تحت ستار الدين، والدين منه براء، هذا بالإضافة إلى السعي لوضع خطط ناجعة للتنوير الديني، من خلال حرص وسائل الإعلام على تقديم الصورة السمحة للدين الوسطي بعيدا عن روح التعصب والإقصاء.
أيضا مطلوب تكثيف البرامج والموضوعات الإعلامية التي تبرز خطورة الإرهاب على الاقتصاد العربي، بالإضافة إلى ضرورة التزام وسائل الإعلام بعدم نشر الأخبار التي تشجع على الإرهاب وتزيد من رصيده لدى الشارع، مع العمل على تنمية الحس الوطني والأمني للمواطنين العرب من خلال برامج تحثهم على المشاركة في جهود مكافحة الإرهاب، هذا بجانب وقوف وسائل الإعلام الوطنية دون وصول الإرهابيين إليها واتخاذها منابر لعرض أفكارهم.
كيف ترى الدور الذي يجب أن تقوم به وسائل الإعلام العربية في الخارج لتصحيح صورة العرب والمسلمين نتيجة الربط بين الإرهاب والإسلام؟
- يجب مشاركة وسائل الإعلام العربية في جهود تكوين لوبي عربي إسلامي في الدول الغربية ودعم الجاليات الإسلامية، للقيام بدورها في التعريف بصحيح الدين، هذا بالإضافة إلى أنه يجب التركيز في الرسائل الإعلامية الموجهة للغرب على التمييز بين حرية الرأي والإبداع والتي يجب احترامها والانحياز لها والدفاع عنها، وبين مسؤولية الإعلام الغربي في ضرورة احترام عقائد وأديان الآخرين، وعدم الربط بين الإرهاب والإسلام، كما يجب إفساح المجال أمام الأئمة والدعاة المعتدلين في وسائل الإعلام المختلفة لتقديم صورة صحيحة للإسلام، بدلا من أولئك الذين يثيرون الفتنة والكراهية والتعصب.
copy short url   نسخ
21/08/2016
612