+ A
A -
الدوحة- قنا -اختتمت مساء امس النسخة التاسعة عشرة من منتدى الدوحة 2019 الذي يعدّ منصة عالمية للحوار والذي عقد هذا العام تحت عنوان «الحوكمة في عالم متعدد الأقطاب» بحضور قادة الرأي وصنّاع السياسات حول العالم، لمناقشة التحديات التي تواجه عالمنا، وطرح الحلول المبتكرة القابلة للتطبيق.
حضر المنتدى الذي استمر يومين ما يقارب 3000 من صانعي القرار وخبراء السياسة وقادة الفكر، وضم أكثر من 250 متحدثًا، كما شهد استضافة سلسلة من المقابلات واللقاءات حول وجهات النظر المختلفة، يتم بثها على مدار العام عبر موقع المنتدى.
وقد شهدت الجلسة الختامية كلمة ألقاها سعادة السيد جواد ظريف وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكد فيها على أهمية منتدى الدوحة في توفير فرصة فريدة للتفكير في طرق تخرجنا من المأزق الذي يعيشه الإقليم.
وتحدث سعادته عما أسماه بـ «الاضطراب الإدراكي» الذي يوهم الشخص بتحقيق الاستفادة على حساب جاره وأن أمنه يبنى على الفوضى عند الآخرين، كما أشار إلى تفاوت القوى وما تسببه من نتائج كارثية ضاربا المثال بالغزو العراقي للكويت.
وشدد وزير الخارجية الإيراني على أهمية الحوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ورفض القوة وطرق القمع والاتفاق على فرق عمل لإيجاد حلول وتأسيس التعاون ورسم خارطة طريق للمستقبل مع إرساء مناطق خالية من أسلحة الدمار وبناء الثقة بين الدول وإدارة المياه والسلامة النووية وحرية الملاحة البحرية.
وأكد سعادته في ختام كلمته أن العالم يمتلك الفرصة لتغيير المسار بشكل نهائي لتحسين حياة الناس وتعزيز أجيال المستقبل داعيا لاغتنام هذه الفرصة.
وعقب كلمة وزير الخارجية الإيراني احتفل منتدى الدوحة 2019 بمرور 75 عاما على إنشاء الأمم المتحدة بعقد جلسة تحدث فيها سعادة السيد تيجاني محمد باندي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة وسعادة السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة السابق، وعدد من المسؤولين الأمميين والمنظمات ذات النفع العام.
وبين المتحدثون أن الأمم المتحدة رغم ما تواجهه من أزمات وانتقادات إلا أنها تعد رمزا للتعددية وهي الأساس الذي يرتكز عليه العالم في كثير من القضايا التي تهدد البشرية.. مشددين على أن هذه المنظمة استطاعت إنقاذ ملايين الناس من الفقر والمرض والجهل والأمية وعززت حقوق الإنسان ومنعت الحروب وتدخلت لحل نزاعات وأرست العديد من المبادئ الهامة للبشرية، وعززت توعية الناس بتغير المناخ وقضايا البيئة وإنهاء العبودية وتمكين النساء وذوي الإعاقة وحماية الأطفال.
ودعا المتحدثون إلى أهمية إشراك الشباب والنساء في تحقيق اهداف التنمية وتعزيز التعددية والدمج الاجتماعي من خلال التعاون مع منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لوضع حد لما يدفع الناس للهجرة والنزوح. وأكدوا أن الأمم المتحدة متواجدة في كل مكان من العالم لا سيما المضطرب منه وأماكن الحروب والنزاعات تخاطر لإحداث التغيير وتلعب أدوارا أساسية في إيقاف الحروب والحد من النزاعات وإعادة التواصل والترابط بين الناس.
وعقب الاحتفال بمرور 75 عاما على إنشاء الأمم المتحدة ألقى فخامة الرئيس نجيب بوكيلي رئيس جمهورية السلفادور، كلمة بين فيها أن الحضارة التي نعيشها حققت ثلاثة معايير أساسية تسمح للبشرية بإصلاح جميع المشاكل الأساسية.
وبين فخامته أن المعيار الأول يتمثل في العولمة التي وجدت لتبقى رغم ما أحدثته من خسائر كبرى في العالم فقد قضت على آلاف الوظائف ودمرت مدنا وأفلست مؤسسات لكن الآن أصبح العالم معولما، وكل حياتنا ذات طابع عالمي، وأضاف بأن المعيار الثاني هو الترابط من خلال الإنترنت الذي توسع استخدامه بصورة مذهلة وظهر بسببه ملايين الأثرياء وضرب اقتصادات دول ورغم ذلك تطور وأصبح جزءا هاما من حياتنا لا نستطيع العيش بدونه وأصبح العالم مترابطا بصورة مذهلة بحيث يتحاور ويتفاعل الشرقي مع الغربي وكل في بلده، أما المعيار الثالث فهو الإنتاج فالعالم يعيش ثورة إنتاجية والإنسان ينتج أكثر مما يستهلك فآلاف الأطنان من الطعام والدواء تلقى يوميا بينما ملايين الناس يموتون من المجاعات وعدم وجود أدوية.
وأضاف بأن الثروات الموجودة في العالم تكفي لوقف التغير المناخي وكل النزاعات الدائرة حول العالم وتوفر العيش الكريم للجميع متابعا بالقول «العالم الآن معولم ومترابط منتج أكثر من قدرته على الاستهلاك، لذلك فنحن ملزمون بأن نخلق عالما تحلم به الحضارات وتنعم به الأجيال في المستقبل ولكن إذا أردنا ذلك».
copy short url   نسخ
16/12/2019
754