+ A
A -
الدوحة- قنا- أكد سعادة السيد علي شريف العمادي وزير المالية أن دولة قطر والولايات المتحدة الأميركية ترتبطان بعلاقات تحالف استراتيجية انعكست على تعاونهما في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعليمية وإنتاج الطاقة والغاز وغيرها.
وفيما يتعلق بالتداعيات المترتبة على الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، وظلالها على الاقتصاد العالمي، أفاد سعادة وزير المالية في مداخلته في الجلسة العامة التي عقدت بعنوان «المؤسسات العالمية والاقتصادات الوطنية، هل يمكنها أن تتعاون من أجل تحقيق نمو مستقر وعادل؟» على هامش فعاليات منتدى الدوحة 2019، بأنه في حال وجود اتفاق بين الطرفين يمكن أن يعود ذلك بالعديد من الإيجابيات على الجميع، مشددا على أنه في ظل وجود اقتصادين عملاقين متناحرين فلن يكون هناك أي طرف مستفيد.
ولفت سعادته إلى أن الاقتصاد العالمي سيواجه خلال الفترة المقبلة العديد من التحديات أغلبها سيكون في الدول النامية، منوها بالدور المهم الذي سيقوم به الاقتصاد الأميركي والصيني والروسي كاقتصادات متقدمة في مجال نمو الاقتصاد العالمي. وأشار سعادته إلى أن من بين الأسباب التي أثرت على النمو الاقتصادي العالمي انخفاض أسعار النفط والتي وصلت في بعض المستويات إلى ما بين 50 و60 دولارا للبرميل، وترتب على ذلك أيضا انخفاض مستويات النمو في دول الخليج إذا ما تم مقارنته بأرقام سابقة.
وبخصوص انفتاح دولة قطر على العملات الأجنبية، أكد سعادته أن دولة قطر منفتحة على جميع العملات سواء العملة الصينية أو الأوروبية وغيرها من العملات، مشددا في ذات الإطار على أن أغلب صادرات دولة قطر هي بالدولار الأميركي كما أن العملة الوطنية مرتبطة بالدولار الأميركي، وهو ما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني.
وفي تعليق سعادته على الحصار الجائر المفروض على دولة قطر، أفاد بأن دولة قطر لجأت خلال الحصار إلى استعمال المجال الجوي الإيراني بعد أن تم إقفال الحدود الجوية والبرية مع عدد من دول الخليج، موضحا أنه خلال تلك الفترة وحتى الآن لا تتجاوز نسبة التجارة بين قطر وإيران 3 بالمائة من إجمالي التجارة البينية بين دول الخليج وإيران، مبينا أن معظم التبادل التجاري بين قطر وإيران يقتصر على المنتجات الغذائية والزراعية بالإضافة إلى بعض المساعدات الإنسانية، مشددا على أن دولة قطر اضطرت إلى المرور نحو الأسواق العالمية من خلال الأجواء الإيرانية بعد غلق حدودها.
وأوضح سعادته أن مجلس التعاون الخليجي كان يقوم على التكامل الاقتصادي قبل الحصار الذي جاء بقرار مفاجئ وعلمنا به بشكل مختلف، مضيفا في السابق كنا نستورد العديد من السلع من دول الخليج على سبيل المثال دولة قطر كانت تستورد ما نستبه 90 إلى 92 بالمائة من منتجات الحليب من دول الخليج والآن وبعد الحصار حققت الاكتفاء الذاتي وباتت تصدر منتجاتها من الألبان إلى الخارج، كما أنها خلال فترة الحصار خسرت 19 وجهة لتتمكن لاحقا بعد الحصار من تعويضها بافتتاح 24 خطا جديدا، مشيرا إلى التوقعات بزيادة عدد السائحين القادمين إلى دولة قطر إلى نحو مليوني سائح.
وأكد سعادته على أن لبنان تعد دولة مهمة في المنطقة واستقرارها مهم لدول الخليج وللعالم ككل وستبقى دولة قطر ملتزمة دائما بدعم أشقائها وأصدقائها.
من جانبه، أكد سعادة السيد ستيف منوشن وزير الخزانة الأميركي، أن دولة قطر شريك استراتيجي مهم للولايات المتحدة، مشيرا إلى مساهمتها القوية في الاقتصاد العالمي خاصة بعد إعلانها عن زيادة حصتها من إنتاج الغاز الطبيعي المسال باعتباره إحدى أهم السلع التي باتت الدول تقبل عليها كونها أحد مصادر الطاقة النظيفة التي تساهم في الحد من التغير المناخي.
وأشاد سعادته في مداخلته في الجلسة العامة التي عقدت بعنوان «المؤسسات العالمية والاقتصادات الوطنية، هل يمكنها أن تتعاون من أجل تحقيق نمو مستقر وعادل؟» على هامش فعاليات منتدى الدوحة 2019، بتميز دولة قطر خلال الأعوام الثلاثة الماضية وتركيزها بشكل جيد مع الولايات المتحدة الأميركية على قضايا مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، مؤكدا أن دولة قطر عملت بشكل جدي على هذه الملفات وأطلقت العديد من القواعد والقوانين التي تأتي في إطار مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتواكب أعلى المعايير العالمية.
وأكد على أهمية اتحاد دول مجلس التعاون الخليجي لاسيما فيما يتعلق بقضايا مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وذلك من أجل توفير أرضية مشتركة تعود بالنفع على استقرار المنطقة وتعزز التعاون الثنائي في القضايا الإقليمية والدولية.
وبشأن ما يوصف بأنه حرب تجارية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، أوضح سعادة وزير الخزانة أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى لتحقيق المزيد من التوازن والاستقرار في العلاقات التجارية مع الصين، وأن الاتفاق التجاري معها مهم خاصة وأننا نعيش في سوق تجاري مفتوح والبضائع الصينية تدخل بقوة إلى السوق الأميركي بينما البضائع الأميركية لا تتواجد بكثرة في الصين، مشيرا إلى أن المهم الآن هو تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق مع الصين (الذي يوصف بالاتفاق التاريخي) ومن المتوقع أن تكون هناك مرحلة ثانية.
copy short url   نسخ
15/12/2019
486