+ A
A -
الدوحة- قنا- أكد دولة الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا أن تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بافتتاح منتدى الدوحة 2019 يعزز الحماس لنقاشات أكثر عمقا بحضور عدد من قادة العالم ومسؤولين وخبراء وباحثين وأكاديميين للوصول إلى رؤى وحول للتحديات العالمية الراهنة، وتحسين مستوى المعيشة لسكان العالم، معربا عن امتنانه لدولة قطر على حفاوة الاستقبال والترحاب خلال زيارته الحالية.
وقال دولة الدكتور مهاتير محمد، في حديثه أمام الجلسة الافتتاحية لمنتدى الدوحة 2019، إن الموضوعات التي يناقشها منتدى الدوحة تؤكد أن دولة قطر تمضي على المسار الصحيح في مقاربة قضايا ذات صلة بما يتبلور في عالم اليوم، مضيفا أن المنتدى يمثل أرضا خصبة للخبراء من كافة انحاء العالم لتبادل التجارب والمعلومات حول حلول فضلى لبعض التحديات وبما يحقق مصالح الجميع.
وأوضح أن عالم اليوم متداخل إلى حد كبير ولا يمكن لدولة أن تعيش بمعزل عن الأخرى، منوها بأن شعار المنتدى هذا العام «الحوكمة في عالم متعدد الأقطاب» يشير إلى ضرورة أن تعمل دول العالم بجهود تشاركية وتبادلية للخبرات والتجارب بعيدا عن الأحادية والانعزالية. وأضاف قائلا «نحن نعيش في لحظة تاريخية تتطلب العمل معا لاسيما ونحن نعيش في عالم متداخل ومتنافس ومتعدد الأقطاب».. مؤكدا أن هذا التعدد والتداخل والتنافس يحفز على الابتكار والتعاون في شتى المجالات.
وتابع دولة رئيس وزراء ماليزيا قائلا «إن الدول التي تؤمن بالسيطرة لا تخلق سوى الحساسية والتوتر، وعالم اليوم المتعدد بحاجة إلى الشراكة والتعاون.. ونحن نبحث عن الأصدقاء والشراكة مع جيراننا ودعم ازدهارهم وهذا ما نركز عليه في مقارباتنا»، لافتا إلى أن العالم يواجه قلقا متزايدا بشأن استدامة النمو الاقتصادي في ظل التحديات الراهنة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التي تتطلب شراكة عالمية لمجابهتها.
وأشار دولة الدكتور مهاتير محمد إلى تجربة رابطة دول جنوب شرق آسيا «الآسيان» في التعاون والشراكة لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة على مدى 52 عاما بالرغم من تعدد الأنسجة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، قائلا إن بلاده العضو في هذه الرابطة تستمر في ترسيخ التكامل الإقليمي باعتبار ذلك أولوية في سياستها الخارجية.
كما عبر، في سياق حديثه، عن عدم القبول بفرض العقوبات من أجل إلزام الدول وإجبارها على تقبل بعض الأيديولوجيات وتغيير بعض الحكومات، وقال «الدول المستهدفة بالعقوبات لا تعاني وحدها بل كذلك شركاؤها التجاريون والاقتصاديون، وما من قانون دولي يتيح فرض عقوبات أحادية، وهذا غير عادل وغير منصف وهو شكل من أشكال الديكتاتورية التي تكون أقسى على الدول المستهدفة».
وفي هذا الإطار، أكد دولة رئيس وزراء ماليزيا أن بلاده لا تدعم إعادة فرض العقوبات أحادية الجانب على إيران، حيث قال في هذا الصدد «هذه الإجراءات تنتهك ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية».. مطالبا الجمعية العامة للأمم بالعمل من أجل تحديد قانون للتحكم في مثل هذه العقوبات.
كما جدد التحذير من الحروب التجارية، قائلا «إن هذه الحروب تدعم القوي على الضعيف ولا تحترم القيم الإنسانية وحقوق الإنسان، وتداعياتها أكبر على الفقراء والمعوزين حول العالم».. داعيا إلى حل النزاعات التجارية من خلال التفاوض والحوار أو اللجوء إلى المحاكم التي تتفق عليها الدول المعنية.
وطالب دولة الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا بمفاوضات تجارية لإعادة التوازن للعالم، مبينا «أننا بحاجة إلى مفاوضات تتيح لكافة الدول أن تفوز بشيء ما حتى لا يؤثر هذا العالم على اقتصاديات الدول النامية التي هي بحاجة لفرض تعريفات على الواردات لتعزيز دخلها، لأن فتح الحدود يجعلها تخسر هذا الدخل ولابد من تعويضها بطريقة أو بأخرى».
وتطرق في حديثه خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى أيضا لتحديات التغير المناخي، ولتجربته في رئاسة حكومة ماليزيا، والتحولات التي قادها في هذا البلد، وظروف عودته إلى رئاسة الحكومة بعد انقطاع دام سنوات، وخطط حكومته لمزيد من الإنعاش الاقتصادي ومواجهة التحديات ذات الصلة.
copy short url   نسخ
15/12/2019
781