+ A
A -
مالت الدفة لصالح الرؤى المشككة بأهمية المسؤولية المشتركة والقانون الدولي كمرجعية جامعة.. مما أفسح المجال لفعل قانون القوة على الساحة الدولية بدلا من العمل على تعزيز قوة القانون.
يجب البحث عن مواطن الخلل التي جعلت الكثيرين يفقدون إيمانهم بنجاعة النظم والآليات الأممية القائمة.. بما في ذلك ازدواجية المعايير.
ليس واضحا بعد إذا كان ما جرى هو انتقال من أحادية القطب إلى تعدد الأقطاب.. أم هو حالة من التشظي وتنصل الدول الكبرى من مهامها ومسؤولياتها.
لو كان الوضع مجرد تعدد للأقطاب لما كانت ثمة مشكلة.. فتعدد الأقطاب لا يمنع التكامل في الأدوار وقد يغني العلاقات الدولية بزوايا نظر مختلفة.
لقد تشوشت الرؤية الأممية المشتركة التي بدت واضحة في بداية الألفية الجديدة.. سواء لناحية الشرعية الدولية وقضايا الفقر والبيئة والمناخ.. أم فيما يتعلق بمحاسبة مجرمي الحرب.
لم تحل قضية الفقر المزمن في مناطق شاسعة في العالم.. وكذلك قضايا الاحتلال وضم أراضي الغير بالقوة.
لقد آلينا على أنفسنا هنا في قطر أن لا نكتفي بنقد هذا الواقع وأن نحاول الإسهام في الإجابة عن هذه الأسئلة.. ولو جزئيا.
أعلنا تخصيص «100» مليون دولار للدول الجزرية الصغيرة لمواجهة تغير المناخ.. كما تعهدت دولة قطر بتعليم مليون طفلة في مناطق النزاعات بحلول العام «2021».
تعمل مؤسسة التعليم فوق الجميع وحدها على تعليم عشرة ملايين طفل في مناطـق النزاعـات حـول العالـم.. وهذا جهد متواضع في عالم فيه حوالي «262» مليون طفل خارج المؤسسات التعليمية.
يسهم صندوق قطر للتنمية سنويا بحوالي «600» مليون دولار لصالح مشروعات إغاثية وتعليمية وصحية في حوالي «59» دولة في جميع القارات.
قطر الخيرية أسهمت بحوالي «400» مليون دولار لصالح مشروعات تنموية استفاد منها حوالي عشرة ملايين إنسان في «50» دولة.
هناك الكثير من التحديات الصعبة التي تواجه البشرية.. إلا أن هناك أيضا الكثير من الخير والعطاء والإخلاص والعزيمة والابتكار التي يمكن التعويل عليها.
اليوم نبدأ تقليدا جديدا في تكريم شخصية عالمية في هذا المنتدى.. وتعد شخصية هذا العام مثالا يحتذى به في الحكم الرشيد.
استطاع الدكتور مهاتير محمد أن يحقق نقلة نوعية هائلة في الاقتصاد والتعليم والإنتاج في بلده وكافح ضد الطبقية الاجتماعية ليجعل التعليم والصحة حقا لجميع أبناء وطنه.
نحن دون مبالغة نقف أمام شاب بكل ما يعنيه الطموح والإنجاز والمثابرة من معنى وإن تجاوز عمره التسعين ربيعا.. وأمام شيخ بكل ما تعنيه الحكمة والبصيرة والصبر.
copy short url   نسخ
15/12/2019
576