+ A
A -
أكد سعادة الدكتور صالح النابت، رئيس جهاز التخطيط والإحصاء، أن رؤية قطر الوطنية تستشرف الآفاق التنموية، موضحا أهمية التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، من خلال مجتمع قائم على الإبداع والابتكار، مشيرا إلى أهمية رأس المال البشري.. جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر الإقليمي المشترك «تنمية قدرات الموارد البشرية لتحقيق الخطط التنموية الوطنية» الذي ينظمه معهد الدوحة للدراسات العليا، والمعهد الدولي للعلوم الإدارية والرابطة الدولية لمدارس ومعاهد الإدارة، وحضره لفيف من الخبراء والأكاديميين والمسؤولين على رأسهم الدكتور عزمي بشارة رئيس مجلس أمناء معهد الدوحة للدراسات العليا، والدكتورة هند المفتاح نائب الرئيس للشؤون الإدارية والمالية بالمعهد، والسيد عبد العزيز مجلي مدير معهد الإدارة العامة في وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الإجتماعية، وممثل عن هيئة تنظيم الأعمال الخيرية، إضافة إلى عدد من أعضاء هيئة التدريس والإداريين والطلبة وممثلي وسائل الإعلام.
وقال سعادة الدكتور صالح بن محمد النابت إنّ المؤتمر يشكل مناسبة سانحة لتعزيز التعاون والتنسيق بين الأجهزة الحكومية من جهة والمعاهد والجامعات ومراكز الأبحاث والمنظمات الدولية من جهة أخرى. وأضاف سعادته أن رؤية قطر الوطنية حددت الاتجاهات العامة للدولة ومستقبلها منذ العام 2008، وأبرزت القيم التي تعكس طموحات شعب دولة قطر وأهدافه وثقافته.
وأوضح سعادة الدكتور صالح بن محمد النابت، أن رؤية قطر الوطنية تستشرف الآفاق التنموية من خلال التركيز على الركائز الأربع المترابطة التي شملتها، موضحا أن تلك الركائز تتمثل في «التنمية البشرية، والتنمية الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية، والتنمية البيئية».
وأشارسعادة الدكتور صالح بن محمد النابت «عندما أكدت رؤية قطر الوطنية 2030 في ركيزة التنمية البشرية على الغاية المستهدفة المتمثلة في «سكان متعلمون» وذلك باعتبارها تشكل المنطلق في تنمية وتطوير قدرات الموارد البشرية على المدى الطويل، مضيفا أن الرؤية جعلت من التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة جزءا مهما منها من خلال تطوير مجتمع يتبنى ثقافة الإبداع والابتكار ويشكل رأس المال البشري فيه القوة المحركة الأساسية وصولا إلى التنمية المستدامة المنشودة».
وأضاف سعادة الدكتور صالح بن محمد النابت «أن نجاح انتقال البلاد إلى الاقتصاد المعرفي وفق رؤية قطر الوطنية 2030 سيعتمد إلى حد كبير على ما تحققه دولة قطر من نجاح في تنمية الثروة البشرية، وبالتالي سيبقى هذا الهدف أولوية وطنية من أجل تنمية قدرات الموارد البشرية الوطنية والارتقاء بها لتحقيق الخطط التنموية المتعاقبة».
وتحدث الدكتور فريد الصحن أستاذ ومدير برنامج الماجستير التنفيذي للإدارة العامة بمعهد الدوحة والذي أشار إلى أن فكرة المؤتمر تأتي استجابة لأهمية الموضوع على المستوى الدولي وعلى مستوى دولة قطر على وجه الخصوص لأن بناء وتعزيز قدرات الموارد البشرية يعتبر الدعامة الرئيسية لتنفيذ خطط التنمية الوطنية، والمساهمة في تحقيق الرؤى الوطنية للدول، وفي دولة قطر، التي ركزت قياداتها على العنصر البشري باعتباره قاطرة التنمية المستدامة وركيزة أساسية في تحقيق رؤيتها الوطنية 2030، وعنصراً أساسياً لتنفيذ ونجاح استراتيجية التنمية الوطنية 2018- 2022.
وأضاف الدكتور الصحن: «نأمل أن تقدم جلسات المؤتمر العديد من الأفكار التي يمكن أن تسهم في تعزيز قدرات قادة المستقبل لمساعدتهم في أداء عملهم وتنفيذ الاستراتيجيات الوطنية، كما نأمل أن يكون المؤتمر بداية للتعاون بين المجتمع الأكاديمي والمؤسسات القطرية للمساهمة في تحقيق هذا الهدف، كما أن المؤتمر يستهدف أيضا التعاون بين الباحثين المشاركين لتكوين فرق بحثية وتصميم مشروعات تعمل على إجراء مزيد من الدراسات المرتبطة بموضوع المؤتمر وكذلك بمجال تحسين أداء المنظمات العامة».
من جهتها قالت الدكتورة هند المفتاح نائب الرئيس للشؤون الإدارية والمالية في معهد الدوحة للدراسات العليا إن «ما يؤمل منه أن تساهم جلسات المؤتمر في عكس الموضوعات الحيوية والرؤى المختلفة والتي تسهم في إعداد القادة الحكوميين وتعزيز قدرات الموارد البشرية، وتأمين قيام القيادات القطرية بدورها في رسم وتنفيذ خطط الدولة التنموية، وتوفير بيئة مواتية للشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز المهارات القيادية، والتحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة والنقاش حول فرص نجاحه وتحدياته».
وأضافت المفتاح: «أن احتضان المعهد لجلسات هذا المؤتمر إنما هو تكريس لدوره الذي يقوم به، من ناحية كونه مؤسسة أكاديمية ملتزمة بشكل عميق في تعزيز إسهاماته لتحقيق الأهداف التنموية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية وبما يتوائم مع رؤية قطر 2030، وهو ما يتفق تماما مع رسالته التي تركز على تكريس القيم الإيجابية الداعمة للتنمية والتطوير»، وأشارت إلى: «أن شراكته هذه مع المعهد الدولي للعلوم الإدارية والرابطة الدولية للمدارس ومعاهد الإدارة لتصب في خدمة وتعزيز جهوزية الكوادر البشرية، وبيئة الشراكات بالقطاعين العام والخاص، وموضوع القيادة في التنمية البشرية».
وألقى السيد عبد العزيز سعد المجلي، مدير عام معهد الإدارة العامة كلمة نيابة عن سعادة السيد يوسف بن محمد العثمان فخرو، وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، سلّط فيها الضوء على «أهمية الموارد البشرية في التنمية الوطنية باعتبارها الوسيلة الأساسية لتحقيق الأهداف التنموية، في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وغيرها، وأن إعدادها وتأهيلها بات لازما من أجل تحقيق أهداف التنمية الوطنية»، مضيفا بأنّ «دولة قطر تدرك منذ انطلاقة رؤية قطر الوطنية 2030، أن تنمية الموارد البشرية أحد المرتكزات الرئيسية الأربعة لهذه الرؤية، حيث تضمنت الرؤية وما تلاها في استراتيجيات التنمية الوطنية الأولى والثانية، برنامجا متكاملا لتنمية الموارد البشرية، وتطوير القطاع العام».
وتابع المجلي بقوله إنّ «الوزارة قامت ممثلة بمعهد الإدارة العامة، وبالتعاون مع مركز الامتياز للتدريب والاستشارات بمعهد الدوحة للدراسات العليا، بتنفيذ برنامج خاص لشاغلي الوظائف القيادية والإشرافية بالجهات الحكومية، ويتضمن هذا البرنامج عشر ورش تدريبية بمجالات مختلفة، ومن أهم أهداف هذا البرنامج، تبادل الخبرات بين القيادات وإيجاد الحلول لبعض القضايا والمشكلات الإدارية، والتعرف على مختلف بيئات العمل الإدارية».
وأكدّ عبد العزيز المجلي على أن «ارتباط قدرات الموارد البشرية لتحقيق التنمية الوطنية، هو ارتباط أساسي ووثيق، وهو الارتباط الذي ظهر بعنوان المؤتمر وقد أولت وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية هذه العلاقة أهمية خاصة في الاستراتيجية التنموية، فلا تنمية وطنية دون موارد بشرية كفؤة».
وفي كلمته التي ألقاها نيابة عن هيئة تنظيم الأعمال الخيرية، قال السيد سعد محمد المحمود نائب مدير عام الهيئة: «إن هيئة تنظيم الأعمال الخيرية تؤمن بأن الإنسان هو أساس التنمية وهدفها، ولذا؛ فإن الهيئة تضع ضمن أولوياتها صناعة وبناء وتعزيز الوعي بالعمل الإنساني والخيري ونشر هذا المفهوم كثقافة مجتمعية، بالإضافة إلى تمكين المنظمات الخيرية والإنسانية للنهوض برسالتها بما يخدم التوجهات التنموية المحلية والدولية»، وأضاف المحمود بأنّ: «القطاع الخيري والإنساني في دولة قطر يشهد تحوّلاً بناءا من حيث الشراكات المحلية والدولية، وتمتين البنية التشريعية والقانونية وصياغة الأطر الاستراتيجية وتحديث الإجراءات ونظم العمل وتطوير أساليب وأدوات الرقابة والتقييم بما يتلاءم ويتكامل مع استراتيجية دولة قطر 2030 والخطط التنموية وأهداف التنمية المستدامة». وأشار المحمود إلى أن:«هيئة تنظيم الأعمال الخيرية تعمل حاليا لتطوير منظومة تنمية قدرات الموارد البشرية في القطاع الخيري والإنساني ودعم برامج التوعية والتمكين المؤسسي وتبني أفضل الممارسات والمعايير المهنية العالمية». وشدّد المحمود على «أهمية عقد وتفعيل مزيد من الشراكات المحلية والدولية إيمانا من الهيئة بأن العمل الجماعي وتبادل الأدوار هو أساس لتحسين وتطوير النتائج وتعزيز الفرص التنموية وصولا إلى نموذج عمل خيري وإنساني تنموي مزدهر يخدم الإنسان والتنمية». من جهته، ألقى الدكتور سفيان صحراوي رئيس المعهد الدولي للعلوم الإدارية والرابطة الدولية لمدارس ومعاهد الإدارة، قال فيها إن الغرض الرئيس للمعهد من تنظيم هذا الملتقى العلمي هو شراكات بحثية وعلمية حول مواضيع الساعة في الإدارة والسياسات العامة، وذلك لبلورة أجندات محلية تلبي الاحتياجات الحقيقية لبلدان ومؤسسات المنطقة.
وشهد اليوم الأول من المؤتمر في جلسته الافتتاحية ثلاث محاضرات مهمة، حيث ألقى البروفيسور وولف جانج دركسلر، أستاذ في جامعة تالين للتكنولوجيا في إستونيا، محاضرة بعنوان «مقومات التنمية: رؤية 2020»، تلا ذلك محاضرة للسيد/‏ زين زانمين، نائب رئيس الأكاديمية الوطنية الصينية للحوكمة، والذي تحدث عن «تعزيز الحوكمة وتطوير كفاءات العاملين في مجال الخدمة العامة»، فيما قدم البروفيسور سفيان صحراوي، مدير عام الرابطة الدولية لمدارس ومعاهد الإدارة العامة، محاضرة بعنوان «حوكمة الانتقال الديمقراطي».كتب- محمد حربي{ تصوير- محمد حفناوي
copy short url   نسخ
12/12/2019
915