+ A
A -
أدهم شرقاوي
في مثل هذا اليوم من العام 2017م استحدثَ «شيرووكا كيوتشي» رئيس شركة «تايوباتس» اليابانية جائزة الفشل الذريع! وذلك أنّ موظفاً في شركته قدَّم اقتراحاً لِتصنيع مُنتج جديد، وافق عليه «كيوتشي»، غير أن هذا المنتج مُني بخسائر كبيرة، فقرّر أن يمنح هذا الموظف جائزة تحمل اسم «الفشل الذريع» وتكريمه بجائزة مالية!
وبينما سُئِل «كيوتشي» عن السبب الذي دفعه لاستحداث هذه الجائزة في الشركة، ومنح الموظف هذا المبلغ المالي، قال: لو عاقبتُ الموظف على فشله في المحاولة سيتخوّف الموظفون من طرح أفكار جديدة، وهكذا نقتل روح الإبداع والجرأة عندهم!
الجدير بالذكر أن «كيوتشي» منحَ نفسه لاحقاً جائزة الفشل الذريع أمام موظفيه بعد استثمار خاطئ له في سوق المُعدات الثقيلة، ليُخبرهم أن حتى المدراء يفشلون، ولكن هذا لا يعني أن نكفَّ عن المُحاولة!
بالمُناسبة لم تكُن هذه أول جائزة للفاشلين في العالم، ففي العام 1996م أسَّس المُنتج الإيطالي «أنطونيو ريتشي» جائزة الخنزير الذهبي وتُمنح لأسوأ رياضي وسياسي وإعلامي في إيطاليا!
الغريب أن كثيراً من الناجحين حصلوا عليها أول الأمر، فقد نالَها الحارس البارع «بوفون» والمُهاجم الفذ «ديل بيرو» والمدرب القدير «فابيو كابيلو» وجميعهم فازوا لاحقاً بدوري الأبطال أكثر من مرة! كما تُوِّج بوفون وديل بيرو بكأس العالم!
البعض استلم هذه الجائزة بروح رياضية، والبعض اعتذر عن الحضور، أما مايك بونجورو فقد استلمها وحطَّمها على المسرح!
على أنّ جائزة الفشل الذريع أرقى من حيث الفكرة والهدف من جائزة الخنزير الذهبي، إذ أن جائزة الفشل الذريع هدفها الأخذ بيد الفاشل ومساعدته بدل السخرية منه، وصحيح أن بعض الذين حصلوا على جائزة الخنزير الذهبي نجحوا لاحقاً إلا أن كثيراً منهم تحطّموا نفسياً بعدها!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
12/12/2019
555