+ A
A -
الدوحة- الوطن
«صغر صيوان الأذن» هو تشوه خلقي يؤثر على نحو واحد من بين كل 4.000 مولود عالميًا. والأطفال المولودون بهذا المرض تكون لهم آذان غير مكتملة التكوين أو لا تكون لهم آذان تمامًا.
ليس ثمة سبب معروف لصغر صيوان الأذن ويمكن أن يؤثر على واحدة من الأذنين أو كلتيهما (صغر صيوان الأذن ثنائي الجانب). وغالبًا ما يعاني الأطفال المصابون بصغر صيوان الأذن من درجات مختلفة من فقد السمع نتيجة قصور نمو منطقتي الأذن الخارجية والوسطى أو عدم وجودهما.
ويصاحب صغر صيوان الأذن بشكل شائع مرض يطلق عليه اسم صغر شق الوجه (hemifacial microsmia)، وهو اضطراب خلقي لا ينطوي على عدم اكتمال نمو الأذن فحسب، وإنما بعض عظام الجمجمة والفك كذلك، والنسيج الرخو للوجه. وبطبيعة الحال، فإن كلا هذين المرضين المرتبطين أو أحدهما يمكن أن يؤثر أيضًا على تطور قدرة الطفل على التخاطب ونمو أسنانه وقدرته على المضغ ويكون لذلك تأثير كبير على ثقة الطفل بنفسه واندماجه في المجتمع.
ويقود د. ميتشل ستوتلاند، رئيس قسم جراحة التجميل والجراحة القحفية الوجهية برنامج سدرة للطب العالمي لرأب صغر صيوان الأذن. ويشمل البرنامج أيضًا حالات الأطفال الذين يعانون من صغر شق الوجه (تشوهات الوجه) والتدخلات الأخرى لتكبير أو إطالة الأنسجة غير مكتملة النمو وعظام الوجه. ويحصل فريق البرنامج على دعم أخصائيي الخدمات الصحية المساعدة لجميع صور الاضطرابات القحفية الوجهية واضطرابات اليد الخلقية والشلل الوجهي.
وتعليقًا على البرنامج، قال د. ستوتلاند: «في الماضي، كان مرضى صغر صيوان الأذن وصغر شق الوجه في قطر يحالون إلى المستشفيات في أوروبا وأميركا الشمالية. أو كان المرضى يستقدمون الخبراء من الخارج أحيانًا لبضعة أيام ليقوموا خصيصًا بعلاج صغر صيوان الأذن. ومع افتتاح مستشفانا الرئيسي في يناير من عام 2018، بدأ قسم جراحة التجميل والجراحة القحفية الوجهية بسدرة للطب يقدم العديد من خدمات طب الأطفال المتخصصة هنا في قطر. إن الرعاية التي نقدمها تتم ضمن سياق متعدد التخصصات يضمن استمرارية الرعاية للمرضى. وقد أنشأنا برنامجًا عالمي المستوى بالاستعانة بفريق عالمي. وأعتقد أن ما نقدمه الآن في سدرة للطب لمرضى صغر صيوان الأذن يضارع أفضل مستويات الرعاية التي يمكن الحصول عليها في أي مكان في العالم».
وتنطوي عملية رأب صغر صيوان الأذن على استخدام قطع من الغضروف يتم الحصول عليها من صدر المريض. ويتم بعد ذلك تهذيب الغضروف ونحته ثم تركيب الأذن بدقة متناهية لتوافق الأذن الأخرى للطفل، أو ربما أذني أحد الوالدين لأولئك الأطفال الذين يعانون من فقد الأذن على كلا جانبي الرأس.
ويشير د. ستوتلاند بالتحديد إلى إنشاء الأذنين لمرضى صغر صيوان الأذن قائلاً: «لقد أجرينا كذلك للعديد من الأطفال عمليات إطالة للفك وتكبير للنسيج الرخو. وتعدّ هذه العملية، أكثر من أي جراحة أخرى على الإطلاق، مزيجًا بين العلم والفن. ويعتمد نجاح هذه العمليات في أغلبه على التخطيط المتأني والتصوير الطبي عالي الجودة واستخدام القوالب الجراحية المخصصة والرعاية المتنبهة لما بعد الجراحة لضمان التعافي على أفضل وجه». خضع عبد الرحمن، أحد مرضى صغر صيوان الأذن، لجراحة رأب للأذن مؤخرًا في سدرة للطب. تُجرى أغلب التدخلات الجراحية للمرضى المصابين بصغر صيوان الأذن المصحوب بصغر شق الوجه أو غير المصحوب به بعد بلوغ سن الرابعة إلى الخامسة. ولا تتم عملية رأب الأذن بكاملها عادة قبل بلوغ سبع إلى ثماني سنوات من العمر، عندما يكون الطفل كبيرًا بما فيه الكفاية بحيث يتوفر النسيج الكافي للجراح ليقوم بصنع الأذن. ويتطلب رأب صغر صيوان الأذن عادة عمليتين أو ثلاث عمليات. وإذا كان المريض يعاني من صغر شق الوجه كذلك فإن بعض التدخلات الإضافية تكون مفيدة عادة.
copy short url   نسخ
10/12/2019
4370