+ A
A -
كتب- وحيد بوسيوف
تعتبر كرة القدم لعبة أخطاء.. وتحسم نتائجها عن طريق الأخطاء فقد يتعدد المتسبب فيها، لكن نتيجتها واحدة، وهي تلقي الأهداف من خلالها، فلو نظرنا لكل هدف يتم تسجيله سنجد أن هناك خطأ ما، سواء في تمركز اللاعبين، أو في التمرير من المدافع، وفي تقدير حارس المرمى للكرة؛ لهذا بدون تلك الأخطاء فسنجد أنفسنا أمام كرة قدم مملة تنتهي نتائج مبارياتها بالتعادل السلبى، فاللاعب داخل المستطيل الأخضر، كما قال لاعب بايرن ميونيخ تياجوا الكانترا، لديه دائما أقل من ثانية واحدة لاتخاذ القرار، لا يوجد وقت على الإطلاق، وحتى بالنسبة لحارس المرمى الذي نجده أحيانا يخطئ في تقدير الكرة، وخروجه من منطقة الخط، التي تكون متأخرةً، وتارة أخرى متسرعةً..
ومن هذا المنظور حارس منتخبنا الوطني سعد الشيب يستحق وقفة دعم من الجميع، لأن من ارتكب الخطأ الذي تلقى من خلاله العنابي هدف المباراة نصف النهائية، هو أفضل حارس في كأس آسيا الأخيرة، ويجب ألا ننسى في يوم واحد أن سعد كان في شهر فبراير من صُنّاع ملحمة البطولة الآسيوية التي توج بها منتخبنا الوطني بكأس آسيا لأول مرة في تاريخه، بعد أن قدم مستويات كبيرة في البطولة وتلقى هدفا واحدا فقط، وحارس العنابي مقبل على تحدٍ جديد في مشواره، حيث سيكون معنيا بالمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية مع ناديه السد التي ستقام في الدوحة من 11 إلى 22 من شهر ديسمبر الجاري، لهذا حارس الزعيم يستحق وقفة دعم في هذه المرحلة، نعم ارتكب خطأ كلف منتخبنا الوطني الخروج من المربع الذهبي في خليجي 24، لكن لا ننسى كان بالإمكان أن يسجل هجوم العنابي أكثر من هدف في تلك المباراة، لكن قدر الله وما شاء فعل، فسعد لن يكون الحارس الأول والأخير الذي يرتكب الأخطاء.
موسوعة «غينيس»
من عشرة أشهر فقط كان سعد الشيب أفضل حارس مرمى في كأس آسيا 2019 التي توج فيها منتخبنا الوطني بلقب البطولة، وهو التألق الذي جعله يدخل موسوعة «غينيس» الكروية متفوقا على كاسياس وزينجا، بعد أن تلقى هدفا وحيدا أمام المنتخب الياباني في النهائي في اللقاء الذي فاز العنابي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف، وحافظ على نظافة شباكه لأكثر من 6 مباريات كاملة في البطولة القارية الكبرى، بمعدل دقائق وصل إلى 609 دقائق دون أن تهتز شباكه خلالها، جعله يتفوق على كبار حراس العالم في أكبر البطولات العالمية، أمثال والتر زينجا مع منتخب إيطاليا، وإيكر كاسياس مع منتخب إسبانيا، ليكون من صناع تلك الملحمة وتخطَّى الشيب أرقاماً صامدة لأكبر حراس العالم في بطولات كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية، مثل رقم العملاق والتر زينجا مع منتخب إيطاليا، عندما حافظ على نظافة شباكه مع الآزوري لأكثر من 517 دقيقة في مونديال 1990 التاريخي، الذي أقيم على الأراضي الإيطالية، وفاز بلقبه منتخب ألمانيا في النهاية، وحطم أيضا الرقم الكبير لأشهر حراس إسبانيا عبر التاريخ، المخضرم إيكر كاسياس، بطل العالم وأوروبا مع الماتادور، والحارس التاريخي لريال مدريد، بطل أوروبا، عندما حافظ على نظافة شباكه مع اللاروخا لمدة 509 دقائق في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2012، التي فاز بها منتخب إسبانيا على حساب إيطاليا في النهائي المثير للبطولة آنذاك، لهذا تتويجه بجائزة أفضل حارس مرمى في كأس آسيا الأخيرة لم يكن صدفة، بل من خلال الأرقام القياسية التي سجلها في تلك البطولة.
ما الذي حدث له في المربع الذهبي ؟
لو عدنا لمباراة منتخبنا الوطني أمام السعودية سنجد أن سعد الشيب لم يكن الوحيد الذي كان بعيدا عن المستويات التي قدمها في بطولة كأس آسيا، فقد كان التركيز غائبا عن لاعبي منتخبنا الوطني والدليل غياب هجوم العنابي عن التسجيل رغم تواجد أفضل لاعب في كأس آسيا وهداف تلك البطولة.. قد يكون الهدف الذي أهل السعودية للنهائي جاء بعد خطأ من الشيب لكن لو سجل هجومنا الفرص التي سنحت لهم وحالفهم الحظ كان من الممكن أن يكون الخطأ الذي ارتكبه حارس مرمى منتخب الوطني في طي النسيان.. نعم العنابي خسر المباراة وخرج من المربع الذهبي، لكن نجوم منتخبنا الوطني قدموا مباراة كبيرة حاولوا واجتهدوا وسيطروا على مجريات اللقاء، وبشهادة الجميع زملاء سعد الشيب كانوا الأفضل في المباراة وعندما يعترف مدرب منافسك بأنهم مروا بفترات صعبة دليل على قوة منتخبنا الوطني، كيف لا فمن يعرف المدرب الفرنسي هيرفي رونار يعلم جيدا أنه من المدربين المعروف عنهم تطبيق فلسفة «أحسن طريقة للدفاع هي الهجوم»، لكن لما واجه العنابي جعل المدرب يتراجع لأول مرة عن تلك الفلسفة بعد أن أرغمه لاعبو الأدعم على ذلك.
أخطاء واردة
الخطأ الذي ارتكبه حارس مرمى منتخبنا الوطني سعد الشيب لم يكن الأول الذي شاهدناه في عالم كرة القدم المليء بالأخطاء ولن يكون الأخير، فحتى أفضل الحراس على مستوى العالم يرتكبونها، فالمتوج بجائزة أفضل حارس مرمى لهذا العام هو البرازيلي أليسون بيكر بعد أن قاد ليفربول للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا وفوز المنتخب البرازيلي بلقب كوبا أميركا 2019، فقد ارتكب العديد من الأخطاء في الموسم المنقضي وحتى هذا الموسم أيضا ولعل طرده قبل الجولة الاخيرة أمام برايتون هو الأبرز لحد الآن كاد أن يكلف فريقه غاليا بعد أن لعب «الريدز» 15 دقيقة بعشرة للاعبين بسبب طرد أليسون، خاصة أن بعد طرده استقبل أبناء المدرب كلوب هدف التقليص من برايتون، ونفس الأمر بالنسبة لواحد من أفضل الحراس في العالم حاليا تيرشتيجن الذي يقدم أفضل المستويات مع البارشا ورشح ليكون أساسيا مع المنتخب الألماني لكن الأخطاء التي ارتكبها مع المانشافت كلفته غاليا ليكون الحارس الثاني في المنتخب الألماني بعد نوير، وللعلم لسنا بصدد المقارنة في الأخطاء لكن سعد ليس الوحيد الذي يرتكب الأخطاء في العالم.
كأس العالم للأندية
سيكون سعد الشيب معنيا بالمشاركة مع نادي السد في كأس العالم للأندية، حيث سيلعب الزعيم في افتتاح البطولة يوم الأربعاء 11 ديسمبر أمام هينجين سبورت من كاليدونيا الجديدة، فطموحات الزعيم في هذه البطولة كبيرة خاصة أنها تقام بالدوحة لهذا بما أن الشيب ركيزة أساسية في تشكيلة الإسباني تشافي هيرنانديز مدرب نادي السد فهو يستحق الدعم ليساعد فريقه وتشريف الكرة القطرية في مونديال الأندية.
المنافسة مع فهد والبكري
يعتبر فهد يونس واحدا من أفضل الحراس على مستوى دورينا هذا الموسم بعد العروض الكبيرة التي قدمها مع فريق الريان، هذا الأخير يحتل المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري بفارق أربع نقاط عن المتصدر الدحيل، والذي ساعد الريان للتألق هذا الموسم بروز فهد يونس ودفاع الفريق، حيث يعتبر الأقوى على مستوى دورينا بعد أن تلقى تسعة أهداف وساهم حارس منتخبنا الوطني في نتائج فريقه الرهيب، ونفس الأمر ينطبق مع الحارس الثالث للعنابي محمد البكري الذي لديه مستقبل كبير، لهذا تواجدهم مع سعد الشيب في مصلحة منتخبنا الوطني وأن كان صعبا جدا أن نشاهد واحدا منهما أساسيا على حساب سعد الشيب بين ليلة وضحاها، فلكل وقته، فالحارس فهد يونس ومحمد البكري سيكونان مستقبل حراسة المرمى في العنابي.
copy short url   نسخ
07/12/2019
844