+ A
A -
تحقيق / عادل النجار
ماتزال الطموحات في الحصول على اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم بكأس الخليج قائمة، فمع كل بطولة تخرج التساؤلات حول موعد قبول الفيفا هذه البطولة كواحدة من أعرق بطولات المنطقة، ويبقى التساؤل الأول هو: متى سيعترف الفيفا رسميا بها ويدرجها على اجندته الدولية؟، ففي اوروبا تحولت المباريات الودية إلى بطولة الأمم الأوروبية، فهل يتكرر السيناريو وتصبح البطولة الخليجية بطولة رسمية دولية..؟
الوطن الرياضي فتح ملف اعتراف الفيفا بكأس الخليج، وتحدث مع العديد من المحللين والفنيين والخبراء، وكان هناك إجماع على أهمية ان تكون البطولة تحت مظلة الفيفا وتدرج نتائجها ومبارياتها بشكل رسمي، وان تكون المباريات بين المنتخبات مدرجة رسميا في سجل الاتحاد الدولي، فالبطولة تُعتبر إحدى البطولات المميزة، خاصة أنها البطولة الإقليمية الوحيدة في الكرة العالمية التي حافظت على تواصلها بانتظام، منذ انطلاق النسخة الأولى عام 1970، وحتى يومنا هذا.
وتمتاز بطولة كأس الخليج بتطور كبير طرأ عليها على الصعيدين الفني والتنظيمي والإعلامي، ففي البداية كانت البطولة ناشئة، انطلقت بمشاركة أربعة منتخبات فقط، هي الكويت بطلة النسخة الأولى والبحرين والسعودية وقطر لكن نظرا لنجاحها المتواصل اصبحت في الصورة التي نشاهدها الآن، كواحدة من أعرق البطولات الاقليمية على الاطلاق، وقد اقتربنا من 50 عاما على انطلاقها وإقامتها بصورة منتظمة كل عامين، الأمر الذي يؤكد احقيتها في الحصول على الاعتراف من قبل الفيفا بصورة رسمية.
الاتحاد الدولي لكرة القدم يسعى حاليا بصورة كبيرة للاستثمار وجلب الأموال، وقد لمسنا ذلك في تصريحات رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، جياني إنفانتينو المختلفة وسعيه المستمر لجلب استثمارات أكبر على المستوى الرياضي مما يعزز تطوير اللعبة، في الوقت الذي تعد المنطقة الخليجية واحدة من اكثر مناطق العالم ثراء، وتحظى البطولة بدعم مالي كبير جداً، وتعد الجوائز المالية خلال خليجي 24، الأعلى في تاريخ البطولة، فمجموع جوائز البطولة الخليجية في النسخة الحالية، سيصل إلى 11 مليون دولار بجانب الجوائز الفردية، ويحصل كل منتخب مشارك على مليون دولار، فيما يحصل الفريق الفائز باللقب على مليوني دولار، مقابل مليون دولار لصاحب المركز الثاني، بل ان جوائز بطولة كأس الخليج تقترب من جوائز البطولات القارية مثل بطولة آسيا التي وصلت جوائزها في اخر نسخة إلى 15 مليون دولار، وهي الأضخم في تاريخ البطولة القارية، مقابل 10 ملايين دولار في نسخة 2015 بأستراليا وفي كأس الأمم الأفريقية 2019، حصل المنتخب الجزائري البطل على 4.5 مليون دولار، فيما حصد نظيره السنغالي الوصيف على 2.5 مليون دولار، وبالتالي أصبحت بطولة كأس الخليج، مربحة على المستوى المادي لأي منتخب يشارك فيها، ويزداد الربح بالطبع مع التقدم في البطولة حتى الوصول للنهائي، وكل تلك العوائد المالية الكبيرة تعود بالنفع على الاتحاد الدولي والآسيوي لأنه وفق اللائحة فإن لهم نصيبا من النواحي المالية، كما ان اللائحة العامة للبطولات الخليجية تخضع في المقام الأول للاتحاد الدولي والاسيوي، ومن هنا تبدو تلك الأمور إيجابية لأن المبالغ المالية الكبيرة التي تقدم في بطولات الخليج تتناسب مع طموحات الاتحاد الدولي في جلب اموال واستثمارها رياضيا، ومن هنا قد يفكر الفيفا في الاعتراف بكأس الخليج بصورة رسمية خلال المستقبل القريب على غرار ما فعل في بطولة دوري الأمم الأوروبية التي تحولت من خلالها المباريات الودية إلى بطولة رسمية، ويفكر الاتحاد الدولي في تكرار التجربة في افريقيا ايضا، ومن هنا تبدو هناك علامات إيجابية نحو إمكانية إدراج الفيفا البطولة على اجندته الدولية.
نجاح كأس الخليج في الاستمرار لما يقرب من 50 عاما رغم التحديات الصعبة التي واجهتها المنطقة وماتزال، يؤكد احترافية القائمين على البطولة، وحرصهم على التعامل وفق القوانين الاحترافية بعيدا عن أي أمور اخرى، ففي خليجي 24 الجارية في قطر، تم الفصل تماما بين السياسة والرياضة، وشاركت كل الدول الخليجية الثمانية في هذه النسخة، بالرغم من الحصار المفروض على قطر من دول السعودية والامارات والبحرين، لكن بالرغم من ذلك ضربت قطر مثالا رائعا في فصل السياسة عن الرياضة وأقيمت البطولة بمشاركة الجميع وفي أجواء احترافية على أعلى درجة، الأمر الذي يعزز قيمة ومكانة البطولة ويتطلب إعادة نظر حقيقي من الاتحاد الدولي في ضرورة الاعتراف بها بشكل رسمي لمنح تلك الدول وهذه المنافسة حقها الشرعي في أن تكون تلك المباريات والمنافسة والألقاب ذات اعتراف رسمي حقيقي من الفيفا، وليست بطولة فقط ودية تقام أو لا تقام لا يعني الفيفا الأمر في شيء، بل حان وقت الاعتراف الرسمي بالبطولة، والابتعاد عن التصريحات الرنانة فقط بعيداً عن الأمور الرسمية لأن البطولة قدمت كل ما تستحق ان تحظى به من اعتراف الفيفا.
copy short url   نسخ
07/12/2019
1227