+ A
A -
تقرير - عادل النجار
ماتزال الأرض ترفض أصحابها في بطولات الخليج بعد مرور 10 سنوات على آخر بطل نجح في الفوز بالبطولة على أرضه ووسط جماهيره، فبعد خروج منتخبنا الوطني من خليجي 24 بخسارته أمام المنتخب السعودي بهدف نظيف في نصف النهائي خلال النسخة الحالية، فقد تواصلت أزمة رفض الأرض لأصحابها للمرة الخامسة على التوالي، فخروج منتخبنا الوطني يعكس مدى القوة والإثارة والندية التي تشهدها البطولات الخليجية، فبعد ان كانت مقولة الأرض تلعب مع أصحابها تتجسد في بطولات الخليج بصورة خاصة، إلا ان المنتخبات الخليجية فقدت تلك الميزة في السنوات الأخيرة.
لقد كان آخر منتخب نجح في التتويج على أرضه هو المنتخب العماني، عندما استضاف خليجي 19، ونجح وقتها في الحصول على اللقب للمرة الأولى في تاريخه، وقد لعبت الأرض بصورة مميزة مع أصحابها، ومنحتهم تتويجا تاريخيا لا يُنسى، ألا انه منذ تلك البطولة التي أقيمت في عام 2009، وتلك الميزة قد توقفت تماما، فلم تعد الأرض تلعب مع اصحابها، ولم يعد الجمهور المستضيف يحتفل بالكأس، بل اصبحت المنتخبات تودع سواء مبكرا أو في النهائي دون الوصول لمنصة التتويج.
خسارة منتخبنا الوطني للقب الخليجي في الدوحة لا تحدث لأول مرة، فقد سبق وخسر المنتخب البطولة هنا في ملعبه ووسط جماهيره، وتحديدا أول نسخها استضافها، وذلك في عام 1976، حيث توج وقتها المنتخب الكويتي باللقب عندما فاز على المنتخب العراقي في المباراة النهائية بأربعة أهداف مقابل هدفين.
وكان أول منتخب يستضيف البطولة ويخسرها على أرضه هو المنتخب البحريني، الذي استضاف خليجي 1، في أول بطولة تقام في تاريخ كأس الخليج، وفاز وقتها المنتخب الكويتي الذي هيمن على البطولات بعدها لسنوات طويلة، فقد نجح في ان يتوج بالنسخة الأولى خارج أرضه، بل حافظ على اللقب ايضا خارج أرضه في النسخة الثانية عندما فاز على حساب السعودية صاحب الأرض والجمهور وتوج باللقب للمرة الثانية على التوالي.
المنتخب الكويتي ايضا كان أول منتخب يتوج باللقب على أرضه، عندما استضاف النسخة الثالثة، وتمكن وقتها من تحقيق اللقب للمرة الثالثة على التوالي، لكن كان لها مذاق مختلف لأن البطولة أقيمت على أرضه ووسط جمهوره وكانت المرة الأولى التي يحتفل فيها بالكأس على ملعبه، ودائما ما يكون للوقوف فوق منصة التتويج على أرضك ووسط جمهور مذاق مختلف عن أي بطولة اخرى.
المنتخب العراقي كان اول منتخب يتمكن من انهاء احتكار الكويت لكاس الخليج، وذلك في خليجي 5، عندما استغل اقامة البطولة على أرضه ووسط جماهيره وتمكن من التفوق على الكويت الذي حل في المركز الثاني، في حين انطلقت أفراح عارمة تجوب العراق احتفالا بأول لقب خليجي في اول نسخة تنظم بالعراق، وتجسدت في ذلك الوقت مقولة «الأرض تلعب مع أصحابها».
الغريب في الأمر ان العراق لم تستضف البطولة بعد ذلك، فمنذ عام 1979، لم يتم تنظيم البطولة الخليجية في العراق بسبب ظروف عدم الاستقرار، وربما تكون النسخة المقبلة «خليجي 25» في العراق بعد الاتفاق على إسناد البطولة للاتحاد العراقي عقب الاجماع في المكتب التنفيذي للاتحاد الخليجي على ذلك، لكن لحين تأكد ذلك الأمر فإن العراق يبقى أبعد منتخب توج على أرضه وكان ذلك منذ 40 عاما، عندما ضج ملعب الشعب احتفالا بتتويج اسود الرافدين بكاس الخليج وبعدها خفت الضوء وأغلقت ابواب الاحتفالات في الملاعب العراقية، وماتزال الآمال معقودة على اعادة الانوار لاحتضان البطولات وتحقيق الانجازات من جديد.
من المفارقات الغريبة فيما يتعلق بعاملي الأرض والجمهور في بطولات الخليج، نجد ان المنتخب البحريني أول من استضاف البطولة في نسختها الأولى، واكثر المنتخبات مشاركة، لكن بالرغم من ذلك لم يتمكن من حصد اللقب على الاطلاق، وقد استضافت البحرين البطولة 4 مرات بالتساوي مع اكثر الدول استضافة للبطولة، وبالرغم من ذلك لم يسبق لها ان وصلت إلى اللقب، الا ان الفرصة امامها في النسخة الحالية بعد تأهل المنتخب البحريني للنهائي رفقة المنتخب السعودي، فهل سينجح في الحصول على اللقب للمرة الأولى ام ستتواصل العقدة وينجح المنتخب السعودي في الحصول على اللقب للمرة الرابعة لينفرد بالمركز الثاني خلف الكويت، حيث يمتلك الازرق الكويتي الرقم القياسي في عدد الالقاب برصيد 10 بطولات، ثم يأتي المنتخب الوطني القطري والمنتخب السعودي والمنتخب العراقي ولكل منتخب ثلاثة ألقاب، ثم يأتي المنتخب العماني والاماراتي ولكل منهما لقبان، في حين لم يحقق المنتخبان البحريني أو اليمني اللقب من قبل.
المنتخب السعودي الذي وصل النهائي خلال النسخة الحالية يعتبر المنتخب الاكثر خسارة للبطولة واحتلال المركز الثاني، حيث احتل الوصافة في 7 بطولات، وهو رقم قياسي بالتأكيد، في حين يأتي في المركز الثاني كأكثر المنتخبات التي حلت وصيفا منتخبنا العنابي برصيد 4 مرات، بالتساوي مع الإمارات والبحرين في نفس العدد، في الوقت الذي يبقى المنتخب اليمني الوحيد الذي لم يسبق ان وصل للنهائي أو حقق أي انتصار في البطولة، بالرغم انه استضاف كأس الخليج في عام 2010، لكنه بالرغم من عنصري الأرض والجمهور خرج خالي الوفاض بدون أي انتصار.
على مدار 24 نسخة في بطولات كأس الخليج نجحت الدول المستضيفة في حصد اللقب في 8 نسخ فقط، وهو رقم متواضع بالتأكيد يعكس غياب عنصري الأرض والجمهور عن الفاعلية القصوى لهم، فمن بين الالقاب الثمانية التي حققتها الدول المستضيفة نجد ان منتخبنا القطري والمنتخب الكويتي الاكثر تتويجا على أرضهما برصيد نسختين فقط لكل منهما، فمنتخبنا الوطني استضاف البطولة 4 مرات، لكنه اكتفى باللقب في مرتين الأولى في خليجي 11 عام 1992، والمرة الثانية في خليجي 17 عام 2004، وخسر الأدعم اللقب في خليجي 4 عام 1976، وفي خليجي 24 عام 2019، ايضا المنتخب الكويتي حقق اللقب مرتين على أرضه الأولى عام 1974 في خليجي 3، والثانية في خليجي 10 عام 1990، وقد خسر اللقب في آخر استضافة خلال النسخة الماضية التي توج بها المنتخب العماني.
منتخبات قطر والعراق وعمان والامارات حققت اللقب للمرة الأولى في تاريخها على أرضها، في حين حقق المنتخب الكويتي والسعودي اللقب للمرة الأولى في تاريخهما خارج أرضهما، وفي آخر 5 نسخ عجز أصحاب الأرض عن الوصول لمنصة التتويج، ففي خليجي 20 في اليمن فاز المنتخب الكويتي، وفي خليجي 21 بالبحرين فاز المنتخب الاماراتي وفي خليجي 22 بالسعودية فاز منتخبنا الأدعم وفي خليجي 23 بالكويت فاز المنتخب العماني، وفي خليجي 24 الحالي في الدوحة أصبح اللقب بين السعودية والبحرين.
الأرقام الاحصائية في البطولات الخليجية تؤكد ان النسبة الأكبر تذهب لصالح الضيوف في التتويج، فمن إجمالي 24 نسخة على مدار ما يقرب من 50 عاما، حقق أصحاب الأرض اللقب في 8 مرات فقط، في حين حقق الضيوف اللقب في 16 مرة، أي الضعف، الأمر الذي يؤكد ان كأس الخليج، الأرض فيها لا تنصف أصحابها بالشكل المناسب.
copy short url   نسخ
07/12/2019
1088