+ A
A -
الآن، بعد اعتبار المستوطنات الصهيونية غير مخالفة لما يسمى بالشرعية الدولية، سمعت أمين عام منظمة التحرير الفلسطينية والناطق باسم الرئاسة الفلسطينية غير الشرعية، ولم أجد في تصريحاتهما سوى ذات الجعجعة الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تقدم أي خطة للشعب الفلسطيني ليتبناها في مواجهة القرارات الأميركية. وتصريحاتهما تعني من الناحية العملية أن الفلسطينيين لا يملكون حولا أو قوة لعمل أي شيء مفيد يمكن أن يزعج الصهاينة والأميركيين، وأن بإمكان أميركا والصهاينة أن يصنعوا ما يرونه مناسبا لهم ضد الشعب الفلسطيني.
هناك من يسأل: ماذا بإمكاننا أن نعمل في مواجهة واقع مرير تمر به القضية الفلسطينية؟ الواقع مرير والممرات صعبة الاجتياز، والأعباء هائلة، لكن علينا أن نحاسب أولا من أوصلنا إلى هذا الدرك الأسفل وما زال يصر على طريقته الفاشلة في استعادة حقوق فلسطينية.
لا يجوز أن يبقى الشعب أسير الغباء السياسي والمصالح الشخصية لمائة من عتاولة أو عتلي الفساد، وكل هذه الوداعة الفلسطينية أمام الاعتداءات الأميركية المتكررة لا تفيد الشعب شيئا، ولا تستدر عطف الأميركيين أو تعاطفهم، وكلما زادت وداعتنا ارتفع منسوب استهتارهم بنا، عبر السنوات، كل محاولات المسؤولين الفلسطينيين لاستقطاب العطف الغربي والأميركي بالتحديد لم تزدنا إلا ذلا وهوانا واستضعافا، وعلينا أن ندرك أن الوداعة ليست إلا تسهيلا لاستشراس الأعداء.
مطلوب منا أن نخرج من الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني ونلغي اعترافنا بالكيان الصهيوني ونعيد ترتيب أوراقنا وأولوياتنا الوطنية من مختلف نواحي الحياة. حتى الآن، نحن نعيش في فراغ، ولا توجد لدينا خطط وطنية اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية أو أمنية أو سياسية نعمل على إنجازها، ما لدينا لا يتعدى بعض التصريحات السياسية والإعلامية الجوفاء التي لا توحد الكلمة ولا تقيم مجتمعا فلسطينيا متماسكا يمكن أن يتحدى الاحتلال.ومطلوب أيضا منا الخروج من الكواليس الدولية. ودخلت منظمة التحرير الكواليس الدولية وهي ليست أهلا للعب داخلها، يتطلب اللعب داخل هذه الكواليس مقومات من القوة والتنظيم والكفاءة لكي تتحقق نتائج إيجابية، والمنظمة لم تكن تملك تلك المقومات، أقنع بعض الأكاديميين الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون في الولايات المتحدة المنظمة بالدخول في ساحة النشاط الديبلوماسي الدولي لما توهموه أنه فائدة للفلسطينيين، فغرقنا في أوحال ورطتنا وطنيا بالمزيد، الكواليس الدولية عصابات تملك ما يكفي من القوة لإثبات الوجود وانتزاع الحقوق، ونحن لم نكن نستند إلى عصابة يمكن أن تحمل همنا، ولم نجد إلا التعاطف اللفظي الذي لا يجدي.
{ عن (عربي 21)
copy short url   نسخ
06/12/2019
134