+ A
A -
حوار – محمد الجزار
«أنا أبوي قطري، مولود في البحرين، أمي من الشارقة، جدتي من السعودية، وهلي في عمان، وعيال عمي في الكويت، وأدري جذوري من اليمن، وأتنفس العراق مع كل نسم». ربما يعرف جيل التسعينات ورواد المسرح القطري جيدا هذه الكلمات فهي تعود لنهاية مسرحية «هالو جلف» للفنان القطري الكبير والمعروف غانم السليطي، والتي اختتم بها وقتها هذا العمل الفني الراقي والذي كان يتناول الأوضاع في دول مجلس التعاون الخليجي، وحاول من خلاله فناننا ان يجسد واقعا موجودا ويحث على اللحمة الخليجية. ولأن غانم السليطي واحد من الفنانين الكبار، أصحاب الرسالة الهادفة، ومن رواد مدرسة الفن الراقي، والذي يقدم رسالة وليس مجرد أعمال فنية تنتهي وتذهب بمرور الزمن، فقد كان اختياره من قبل اللجنة المنظمة لبطولة كأس الخليج العربي–خليجي 24 – ليلقي كلمة خاصة في حفل افتتاح البطولة التي انطلقت أمس الأول صائبا للغاية وفي محله.
وربما لم يكن يعرف السليطي ان كلماته التي قالها عبر فيديو مصور أذيع عبر الشاشة الرئيسية لاستاد خليفة، ستحقق كل ردود الأفعال هذه، فخلال الكلمة بكى من بكى، وشعر بالفخر من اعتز بتاريخ هذا الوطن العريق وانتمى إلى ترابه وعاش سنوات من المجد مع افتتاح الاستاد المونديالي عام 1976، والتتويج بلقبي بطولة خليجي 11 وخليجي 17 في الدوحة، لكن الحقيقة هي ان غانم السليطي كان بجدارة واحدا من ألمع نجوم افتتاح خليجي 24 وسيذكره التاريخ بعدما لمست كلماته القلوب قبل العقول.
الوطن الرياضي حرص على إجراء هذا اللقاء مع السليطي ليتحدث فيه عن كواليس الفيديو المؤثر في افتتاح خليجي 24، ومشاعره، وايضا انطباعه عقب الكلمات الجميلة وسيل الرسائل والتهاني التي وصلته اعجابا بما قدمه وما قاله، خاصة عندما أعاد للذاكرة أسماء عدد من الفنانين الراحلين الذين أثروا البطولات الخليجية بداية من الفنان عبد الحسين عبد الرضا صاحب اغنية خليجي 17 سنة 2004 على ملعب جاسم بن حمد بالسد، والفنان القطري عبد العزيز جاسم، والراحل المعلق محمد اللنقاوي، بالإضافة للعديد من الأسماء اللامعة في تاريخ البطولة مثل المعلق الكويتي المخضرم خالد الحربان.
كما استعاد السليطي مع الجماهير ذكريات افتتاح بطولة خليجي 11 وخليجي 17 في قطر، مع لقطات فيديو مصورة وقال: أحييكم ياهل الخليج وضيوف قطر، يا مرحبا ومسهلا فيكم«، واستعرض السليطي أهمية البطولات السابقة التي سجلت ترابط شعوب المنطقة وعبرت عن ماض مشترك صنعته أجيال آمنت بأهميته.
تفاصيل اللقاء كاملة نرصدها في السطور التالية:
} حدثنا في البداية عن انطباعك بعد النجاح الكبير لفيديو الافتتاح الذي قدمته بصوتك وصورتك..؟
الحمد لله والشكر لله، التوفيق من الله سبحانه وتعالى ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، لذلك أشكر المنظمين كثيرا على منحي الفرصة في هذا الحفل العالمي كصوت قطري.
} وما رأيك في افتتاح خليجي 24..؟
بصراحة لقد كان حفلا عالميا في الشكل والمضمون، وأعتقد ان إقامته على استاد خليفة أعطت إضافة قوية لعالمية كلمة ترحيب سمو أمير البلاد المفدى والتي قال فيها»باسم كل قطري نرحب بالجميع في دوحة الجميع«، حيث أكد سموه على ان قطر هي الصدر الرحب اليوم للجميع وهي ايضا على قدر الرحابة هذه.
} وماذا يمثل هذا الاختيار للفنان غانم السليطي بصراحة على المستوى الشخصي والمهني..؟
لقد كانت لحظة إنسانية قطرية رائعة، وأعتقد ان اختيار الفنان غانم السليطي كصوت مواطن قطري يعبر عن كل «هل قطر» وأقصد هنا المواطنين والمقيمين ويكون لسان حالهم وصوتهم، فهذا بالنسبة لي أعلى وسام حصلت عليه في حياتي.
} كأس الخليج وأهميتها الكبيرة لأهل المنطقة نعرفها جميعا فماذا تمثل لك..؟
البطولة هذه تمس وجداننا جميعا، وأعتقد ان كلماتي أثرت في الناس لأنها ضربت جذورا في تاريخ كأس الخليج، هذه الكأس التي صنعت التاريخ الرياضي في المنطقة وصنعت العديد من النجوم والأجيال أيضا.
} هل كانت لديك أفكار في اختيار الكلمة أم أنها من اختيار اللجنة المنظمة..؟
الأفكار تداخلت كثيرا، لكن بلا شك الكلمات من اختيار وإعداد اللجنة المنظمة والقائمين على حفل الافتتاح، وأعتقد أن حالة الصدق مع الظروف التي نعيشها جعلت الكلمات تصل سريعا للقلب وتمس الوجدان، وأنا أضفت الكلمات في آخر الفيديو.
} كيف كان وقع هذه الكلمات عليك..؟
هذه حقيقة ذكرتها حين قلت «أنا أبوي قطري، مولود في البحرين، أمي من الشارقة، جدتي من السعودية، وهلي في عمان، وعيال عمي في الكويت، وأدري جذوري من اليمن، وأتنفس العراق مع كل نسم». وللعلم هذه الكلمات سبق وان قلتها في نهاية مسرحية»هلو قلب«سنة 1995 وكانت تعبر عن منظومة مجلس التعاون الخليجي.
} وهل توقعت ان تصل إلى الناس سريعا بهذا الشكل..؟
أعتقد أن قطر أبهرت العالم بالصدق والعفوية ورحابة الصدر، وهناك دائما كلمات تقول بأن في كهرباء الصدق ما يشعر به الناس تشعر به أولا، وهذا ما حدث معي فشعور المشاهدين والمشجعين هو شعوري الأصلي، وانتقل الشعور مني للناس لأن الصدق توفر وما يخرج من القلب يصل للقلب فورا.
} كيف هي طبيعة غانم السليطي بالرياضة وكرة القدم..؟
علاقتي بالرياضة وكرة القدم وثيقة جدا، والكرة الآن هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم وأرى فيها تشابها كبيرا مع كثير من الأمور في عالم الفن وصنعتنا بداية من الفوز والخسارة، والعنصر الاساسي في كلتيهما وهو الجمهور، وأعتقد ان الرياضة تجسد تطور البلد وكرة القدم باتت عنوانا لها، ونحن في كل مكان الآن عندما نقول قطر يقول الجميع world cup 2022، وبالتالي فالكرة والرياضة هي بمثابة جناح طائر للعالمية.
} وماذا عن ارتباطك بكأس الخليج..؟
ارتبطت بالكأس منذ الدورة الأولى عام 1970 في البحرين والتي كنا نتابع مبارياتها عبر الراديو على الرمل في فريج»اسلطة» مع الاصدقاء الصغار، وكان عمرنا وقتها حوالي 11 سنة وكنا صغارا جدا.
} وماهي ذكرياتك معها..؟
أتذكر فوز المرحوم خالد بلان بأفضل لاعب في البطولة، ورغم أنني لم أشاهده طيلة عمري يلعب لكن عرفت من الراديو أنه لاعب غير عن اللاعبين، ومن الأشياء التي كنت أتمناها ان أشاهده يلعب، وايضا اتذكر خليجي 11 وخليجي 17 اللتين فازت قطر بلقبهما وكانت هذه فرحة كبيرة للغاية واعطى هذا التتويج القوة للحركة الرياضية وقتها وبرز الكثير من النجوم الكبار.
} كيف يمكن ان نقيم التنظيم القطري المميز للبطولة والكثير من الاحداث الرياضية..؟
الآن العرب جميعا لديهم درة اسمها قطر عليهم المحافظة عليها، فهي في سطوع إنساني كبير ولها تواجد عالمي سياسيا واقتصاديا ورياضيا أيضا، والله يديم العز ويستمر هذا العطاء، وأعتقد بالنسبة للتنظيم فالمكتوب من عنوانه، وقطر مصممة دائما على التميز عملا وقولا وفعلا وتؤدي التميز بشكل مدروس جدا والمبنى يدل على المعنى بشيء يثلج الصدر، وإن شاء الله يتساوى المضمون مع الشكل.
} كلمة أخيرة..؟
الله ينصر قطر ويحفظها دائما.
copy short url   نسخ
28/11/2019
1596