+ A
A -
الدوحة - الوطن
كشفت الدكتورة لولوة الأنصاري، استشاري أول أمراض النساء والولادة وطب الإنجاب بمؤسسة حمد الطبية، أن نحو 50 % من النساء اللاتي يتلقين علاج العقم وتأخر الإنجاب بمؤسسة حمد الطبية، يعانين من متلازمة المِبيَض متعدد الكيسات (أو ما يعرف بمتلازمة تكيُّس المبايض)، تُعد متلازمة تكيُّس المبايض من الحالات المرضية الشائعة بين النساء في عمر الإنجاب وتنتج عن اضطراب في مستويات الهرمونات التناسلية وتعتبر من الأسباب الرئيسية للإصابة بالعقم بين السيدات.
وقالت الدكتورة الأنصاري، وهي أيضاً أستاذ مساعد بكلية وايل كورنيل للطب في قطر: «تشير التقديرات إلى إصابة واحدة من كل عشر سيدات في عمر الإنجاب حول العالم بمتلازمة تكيُّس المبايض. تعاني النساء المصابات بمتلازمة تكيُّس المبايض من اضطرابات هرمونية ومشاكل في الأيض (التمثيل الغذائي) يمكنها أن تؤثر على مظهر المرأة وحالتها الصحية بشكل عام، كما أنها من الأسباب الشائعة للعقم. ومن الممكن علاج حالات العقم الناتجة عن متلازمة تكيّس المبايض، نستقبل كل يوم مريضات مصابات بمتلازمة تكيُّس المبايض في عيادات المساعدة على الإنجاب وعيادات الأمراض النسائية كما نستقبل كل أسبوع نحو 100 امرأة في عيادات علاج العقم تعاني أكثر من 50 في المائة منهن من متلازمة تكيُّس المبايض».
وعلى الرغم من عدم معرفة أسباب الإصابة بمتلازمة تكيُّس المبايض بشكل دقيق، فإنه من المعتقد أنها ترتبط بشكل كبير بعوامل وراثية بالإضافة إلى وجود عوامل أخرى تلعب دوراً في الإصابة بهذه الحالة المرضية مثل الضغط النفسي والعوامل البيئية كالنظام الغذائي والتلوث ومعدل ممارسة التمارين الرياضية.
وأوضحت الدكتورة الأنصاري أنه وعلى الرغم من عدم إمكانية الوقاية بشكل كامل من متلازمة تكيُّس المبايض، فإن الكشف المبكر والعلاج قد يساعدان على الوقاية من مضاعفات هذه الحالة المرضية على المدى الطويل مثل العقم والسمنة والسكري والسرطان والاكتئاب، مشيرةً إلى أهمية التركيز على معالجة أعراض متلازمة تكيُّس المبايض عند علاج هذه الحالة المرضية.
ودعت الدكتورة الأنصاري أي امرأة تشتبه في إصابتها بمتلازمة تكيُّس المبايض إلى إبلاغ الطبيب لاتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة.
وأضافت بقولها: «لا يوجد فحص واحد يمكنه تشخيص الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض بشكل قاطع، ولذلك ننصح أي امرأة تلاحظ ظهور أعراض هذه الحالة المرضية عليها بضرورة مناقشة هذا الأمر مع الطبيب، وتتضمن الأعراض عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها بشكل كامل، تساقط الشعر بصورة مشابهة للصلع عند الذكور، نمو شعر زائد بالوجه أو الذقن أو الجسم، ظهور حب الشباب، صعوبة في الحمل».
وأردفت الدكتورة الأنصاري قائلة: «يمكن إجراء فحوصات الدم لتحليل مستويات الهرمونات لدى المريضة، كما يمكن إجراء فحص تصويري بالموجات فوق الصوتية لمعاينة المبيض والتأكد من سلامته. تعتمد الخطة العلاجية على حدة الأعراض، حيث يمكن في معظم الحالات الحصول على العلاج من طبيب الرعاية الأولية، إلا أن الأمر قد يتطلب رعاية تخصصية لعلاج بعض الأعراض مثل العقم».
واختتمت الدكتورة الأنصاري حديثها بالقول: «يتوجب على النساء اللاتي يتناولن علاجات لأعراض تكيس المبايض الحرص على حضور مواعيد المتابعة الطبية مع الطبيب بصورة منتظمة لمتابعة مدى استجابة الحالة للعلاج. كما ننصح النساء دائماً بالتحلي بالصبر في مثل هذه الحالات حيث قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يظهر مفعول والأثر العلاجي لبعض الأدوية مثل أدوية علاج حب الشباب والشعر الزائد بالوجه. وبالإضافة لذلك يساعد إجراء الفحوصات بانتظام في الكشف عن أمراض أخرى يمكن أن تنتج عن الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم».
copy short url   نسخ
27/11/2019
1366