+ A
A -
قال سياسيون ودبلوماسيون مغاربة إن مسار العلاقات القطرية - التركية يعكس حرص الدولتين على تشكيل قوة إقليمية ودولية سياسيا، انطلاقاً من حالة التناغم الكبير والاتفاق في وجهات النظر بين أنقرة والدوحة تجاه الكثير من قضايا وأزمات المنطقة وعلى رأسها الأزمة الليبية واليمنية والسورية والعراقية، إلى جانب العمل المتسارع لتشكيل قوة اقتصادية تكون محركاً لدفع عجلة التنمية والازدهار في العالم العربي والإسلامي، في وقت تعاني منه المنطقة من فقر الأفكار وتراجع الرؤى للخروج من الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي كانت ومازالت سببا في انتشار الفوضى.
وقال فؤاد مرشيد، القيادي في حزب الاستقلال «الليبرالي» ورئيس لجنة الخارجية والعلاقات الدولية بالبرلمان المغربي سابقا لـ الوطن، إن العلاقات القطرية - التركية شهدت تطوراً كبيراً خلال الخمس سنوات الماضية، علاقات تحتاجها المنطقة لتحقيق الاستقرار والتنمية من خلال تبادل الرؤى والخبرات، تماما كما يحدث في أوروبا ودول شمال شرق آسيا، تلاحم حقيقي يمثل قوة ضامنة للاستقرار والسلام والتقدم، والقمة التي انعقدت بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، في الدوحة، هي القمة الـ26 خلال 5 سنوات، تم خلالها صياغة علاقة قوية سياسياً واقتصادياً تمهد لها اللجنة الاستراتيجية العليا التي تأسست عام 2014، والتي أشرفت على توقيع 45 اتفاقية تعاون بين البلدين شملت كافة المجالات.
تنسيق واسع
وأضاف، أن التنسيق «القطري - التركي» كان له أثره بشكل ناجع لتحقيق الاستقرار في مناطق التوتر والنزاع في العالم العربي وخاصة «ليبيا واليمن والعراق وسوريا»، كما يسعى البلدان لدعم الدول التي شهدت اضطرابات اقتصادية وسياسية بكافة السبل بما يمهد لامتداد هذا التحالف القوي ليشمل دولاً أخرى في المنطقة بما يحقق دفعة قوية للمنطقة وقوة أمنية وعسكرية واقتصادية نحتاجها بالتأكيد في الوقت الراهن.
نموذج فريد
وأكد مبارك العوفي، الدبلوماسي بوزارة الخارجية المغربية، أن العلاقات القطرية التركية نموذج فريد لتطور العلاقات الدبلوماسية بين الدول على أسس متينة، علاقات بعدت عن «الشكلية» في التعاون للموضوعية في التعامل مع مستجدات المنطقة وتطوراتها السياسية والاقتصادية، وليس المنطقة فحسب إنما العالم، تطور في العلاقات مدروس جيداً بناء على المعطيات المتوفرة والتحديات المستقبلية، في وقت أصبحت الصراعات والاضطرابات والفقر والانهيار الاقتصادي يعج في المنطقة، علاقات من شأنها البحث عن حلول ناجعة لهذه الأزمات ومواجهتها بفكر مستنير ورؤى بعيدة النظر، ساهمت في رسم خريطته اللجنة الاستراتيجية العليا للعلاقات القطرية التركية، وهو نموذج ملهم للمنطقة لتشكيل قوى اتحادية حقيقية قادرة على مواجهة التحديات، لا سيما أن الكيانات الاتحادية العربية والإقليمية تعاني من هشاشة واضحة وعجز في مواجهة أزمات المنطقة وتحدياتها، في المقابل تمتلك تركيا قوة عسكرية مهمة وتصنيعا عسكريا متطورا كما تمتلك قطر قوة اقتصادية وسياسية ودبلوماسية هامة، وهو ما جعل العلاقات التركية - القطرية متكاملة ومتناغمة بهذا الشكل.
copy short url   نسخ
27/11/2019
10430