+ A
A -
نور أبوشادي
هل تعرف زوجتك؟ هل تفهمها؟ هل أحببتها وأخبرتها بحبك لها؟ كيف تتعامل معها؟ كيف تتحدث إليها؟ كيف تحل المشكلات معها، بالصراخ أم بهدوء، صوتك عال في حديثك معها، أم تتعامل معها بكل حب؟ أنت لا تشعر بنعمة الله عليك وأنت معك زوجة، مطلوب منك أن تدللها، وتهننها، وتشعرها بأنوثتها، وأنها مرغوبة، وعليك أن تعرف أن أي مشكلة مهما كانت كبيرة أو صغيرة فلها حل إذا أردت ذلك.
إذا أحببت زوجتك وشحنتها بالعاطفة، وأعطيتها المودة والحنان، وعاملتها جيدا، وفهمت عقلها وشخصيتها، وعملت على إسعادها، فسوف تجني المزيد من السعادة، لأنها سوف تكون هناك من أجلك، تراعيك جيدا، فأعظم شيء يمكن أن تقدمه لأبنائك هو أن تحب زوجتك.
فالمرأة تكبر بالحب، وهي عاطفة الحب والحنان، المرأة خلقت للجمال والحب والبهجة، والفرحة، خلقها الله تعالى للرجل لتكون عوناً له في الحياة ولتكون مصدر بهجة وفرحة لحياته وحياة أولاده، وليست كقطعة أثاث في البيت تحركها كما تشاء، وليست ولّادة تلد الأولاد وتقوم على تربيتهم وفقط، والقيام على خدمتك وخدمتهم، ولك ان تعلم أن المرأة وجودها في حياتك فضل من الله عليك ونعمة تستحق منك الشكر عليها لخالقك أن جعل لك شريكة تشاركك حياتك، تكون قريبة منك تحدثها وتحدثك، تسمعها وتسمعك، تثق فيها، وتثق فيك، تصيروا فردا واحدا، يذوب كل منكما في الآخر مع الحفاظ على شخصية كل منكما، صار الحب غير المشروط هو الرابط بينكما، فلا شيء يعكر صفو حياتكما، لا يوجد أنا وأنت فقد صرتما واحدا، فمن أين يأتي الخلاف ؟ لا خلاف، لا سباب، لا تجريح، لا شيء، فكل منكما يسعى لإرضاء نفسه، فأنتم نفس واحدة.
وقد يقول قائل كلامك خيالي، وأقول له: فعلا كلامي خيالي إذا رضيتم أن تعيشوا النكد والحزن والهم والمشكلات، وتتركوا عيشة السعادة وراحة البال، فسعادة حياتك تبدأ من بيتك من سعادة زوجتك وفرحتها بك.
زوجتك أدخل الفرحة على قلبها، واحرص على إبعاد ما يعكر عليها معيشتها، ويضايقها ويحزنها، فهي أمانة عندك أخذتها من بيت أبيها بشرع الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فحافظ عليها، وعاملها معاملة حسنة كما أمرنا خالقنا بقوله تعالى: «وعاشروهن بالمعروف».
أيها الزوج الكريم هذا شرع الله وهذا نداء الله إلينا، بقوله تعالى: «وجعل بينكم مودة ورحمة» اجعل المودة والرحمة بينكما، تودد إلى زوجتك، وأحسن إلى عشرتها، وأكرمها لتكون من الكرماء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ما أكرم النساء إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم».
ارفق بزوجتك، أسمعها كلمات الثناء عليها وعلى أفعالها، جاملها في ملابسها، ومظهرها، لا تبخل بالتفوه بالكلمات الجميلة التي تسعدها، امدحها وامدح أهلها، انتقِ كلماتك، لا تجرح مشاعرها، استوصِ بزوجتك خيرا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرا».
خبير تنمية بشرية
[email protected]
copy short url   نسخ
23/11/2019
830