+ A
A -
كتب - محمد أبوحجر
احتفل مركز حكم القانون ومكافحة الفساد، أمس، بالشراكة مع جامعة ساسكس البريطانية بتخريج الدفعة الثانية لماجستير الفساد والقانون والحوكمة، حيث بلغ عدد خريجي الدفعة لهذا العام 18 خريجا من دولة قطر وجنسيات أخرى.
حضر الحفل سعادة الدكتور علي بن فطيس المري، النائب العام، رئيس مجلس أمناء مركز حكم القانون ومكافحة الفساد، والبروفيسور آدم تيكيل رئيس جامعة ساسكس. كما حضر الحفل كل من سعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي وزير العدل والقائم بأعمال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، وسعادة السيد حمد بن ناصر المسند رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية، وسعادة السيد اجاي شارما سفير المملكة المتحدة بدولة قطر.
وقال سعادة الدكتور علي بن فطيس المري، النائب العام: «يسعدني بداية أن أبارك للخريجين على حصولهم على درجة الماجستير في مكافحة الفساد من جامعة تعتبر من أعرق الجامعات».
وأضاف في كلمة ألقاها خلال حفل التخريج: «أود أن أذكر في هذا المقام أنه عندما فكرنا في اختيار شريك لنا في مكافحة الفساد، بحثا كثيرا في كافة أنحاء دول العالم ووجدنا في جامعة ساسكس البريطانية مركز أبحاث هو الأول في العالم، وهو مركز عملاق متخصص في هذا المجال، إضافة إلى أن السلطة القضائية البريطانية تعتبر من أفضل السلطات القضائية على المستوى العالمي، حيث استطاعت أن تحافظ على تقاليد وطقوس معينة، وأن تكون شعرة الميزان في قضايا الحريات ومراقبة السلطة التنفيذية». كما أن كثيرا من المدارس حول العالم استعانت بالقضاء البريطاني، وهو يعتبر مدرسة متميزة جدا فيما يتعلق بكبح جماح السلطة التنفيذية في حال غلوها في ممارسة النفوذ على المجتمع، وهناك قصص كثيرة بين القضاء البريطاني ورؤساء الوزراء البريطانيين، وفي نهاية المطاف كان القضاء هو المنتصر.
وقال سعادة النائب العام مخاطبا الطلبة الخريجين: «إن ما وصلتم إليه اليوم جاء بدعم مباشر من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لأن صاحب السمو يؤمن بأن العدالة والمساواة يجب أن تكون من المبادئ الراسخة في الدولة».
وتابع: «أنتم اليوم حصلتم على درجة علمية متقدمة في مكافحة الفساد من أعرق الجامعات في العالم، ويجب أن تكونوا على درجة من الحذر في الحياة العملية لأنكم اخترتم طريقا محفوفا بالمخاطر، ومن لا يمتلك المبدأ والإرادة الصلبة فإنه سيواجه مشاكل كبيرة في هذا المجال، بالتالي يجب أن تكون لديكم إرادة حقيقية في مكافحة الفساد وباتت لديكم رسالة سامية يجب أن تبذلوا كل الجهود لتحقيقها وبقدر الأشخاص تكون الأحلام».
وأردف سعادة النائب العام: «الآن أنتم تحملون رسالة، ويجب أن يكون هدفكم خدمة وطنكم أولا تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وكذلك خدمة الأمة والإنسانية جمعاء، وأنا على يقين أنكم اخترتم هذا الطريق لإيمانكم برسالة مكافحة الفساد، ولا بد أن ندرك جميعا أن الأمم والحضارات جمعاء قامت على مبادئ وسقطت عندما تخلت عن مبادئها، فالعدالة والمساواة كانت شعارا لكثير من الأمم وكانت قبل الأديان السماوية التي عززت هذه المفاهيم ورسختها، فلا يوجد دين يرفض العدل والمساوة إطلاقا».
تخريج كوادر
من جهته، نوه البروفيسور آدم تيكيل رئيس جامعة ساسكس بالتعاون مع مركز حكم القانون ومكافحة الفساد في تأسيس برنامج الماجستير في الفساد والقانون والحوكمة الذي تقدمه الجامعة البريطانية وتمت مواءمته ليتلاءم مع طبيعة المنطقة وخصوصيتها بما يلبي طموحات القائمين على هذا المجال، بهدف تخريج كوادر تتمتع بدراية كافية عن مجالات مكافحة الفساد والحوكمة الرشيدة.
وشدد على أهمية هذا التخصص باعتبار أن ظاهرة الفساد تتطلب كوادر مؤهلة أكاديميا وعمليا، خاصة أن الفساد يضر بالدول ويساهم بشكل كبير في ضعفها وتدمير اقتصادها ويؤثر على المجتمعات فيها، وبالتالي فإن وجود خبرات مهم جدا للحد من الفساد من خلال استخدام أدوات علمية وعملية.
واستعرض رئيس جامعة ساسكس الخبرة الكبيرة التي تمتلكها الجامعة في مجال برامج مكافحة الفساد من خلال مركز البحوث التي لديها وسنوات طويلة في طرح برامج الماجستير وغيرها في هذا المجال، حيث قامت الجامعة البريطانية هذا العام بتخريج 26 دفعة في هذا التخصص في كافة أنحاء العالم.
وشدد أيضا على أهمية البرامج التي يتم طرحها للطلاب في هذا المجال، حيث إن بناء المهارات يؤدي إلى تحسين الأوضاع في مجال محاربة الفساد خاصة في الجهات وبيئات العمل التي يعمل فيها الخريجون، ولذلك فإن هذه الجهود كلها تعتبر ضمن الجهود العالمية لمكافحة ومحاربة الفساد.
فرص التطوير والتأهيل
بدورها، ألقت نور الكواري كلمة الخريجين نوهت فيها بدعم مركز حكم القانون ومكافحة الفساد وما يقدمه في شتى مجالات مكافحة الفساد العملية والعلمية والنظرية والأكاديمية، وكذلك دعم جامعة ساسكس البريطانية التي وفرت برنامج ماجستير من أعلى المستوى في مجال الفساد والحوكمة والقانون.
وأكدت على الدعم الكبير الذي تقدمه دولة قطر لكافة الطلاب وإتاحة فرص التطوير والتأهيل التي توفرها لهم في العديد من المجالات، ومنها البرامج التعليمية المتقدمة في تخصصات دقيقة ومهمة.
كما تحدثت عن أهمية برنامج الماجستير الذي تخرج منهم الطلاب باعتبار أن الفساد من أشد الأوبئة فتكا بالمجتمع والدولة، حيث يعيق تنمية الدول وتطورها ومسيرة التنمية فيها، ويؤدي على ضعفها وعدم قدرتها على مجاراة تطورات ومتطلبات المجتمعات المتطورة والحديثة.
وقالت نور الكواري: «من واقع خبرتي العملية والعلمية، أستطيع جني ما حصدته خلال دراستي، وذلك دليل على كفاءة العلم الذي تلقيته منذ أول يوم تعليمي وإلى الآن، وفاعلية المخرجات التعليمية، وكفاءة الهيئة التدريسية الكرام، ودعم مركز حكم القانون ومكافحة الفساد المتواصل لنا، منذ البداية وإلى يومنا هذا وإلى المستقبل، أما اليوم فأنا أقف أمامكم وكلي ثقة بنفسي وبقدراتي إيمانا بالتعليم الذي تلقيته، وأستطيع بكل ثقة أن أقول إنني قادرة على صناعة قرارات سليمة في شتى المجالات، قرارات لا تشوبها شائبة، وأنني صانعة قرار بفضل علمي، ومؤهلاتي وقدراتي».
copy short url   نسخ
22/11/2019
1078