+ A
A -
كتب - محمد الجعبري
تقوم وزارة التعليم والتعليم العالي بمتابعة تطبيق المناهج الجديدة والمنقحة في جميع مدارس الدولة باستمرار، والتي بدأ تطبيقها العام الأكاديميى الماضي، حيث تهدف الحملة التي يقوم بها فريق استشاري من قطاع الشؤون التعليمية في وزارة التعليم والتعليم العالي إلى رصد نقاط القوة للمناهج ومناقشة أهم التحديات التي تواجه الميدان التعليمي بهذا الخصوص، ومتابعة تطبيق المسارات الجديدة للمرحلة الثانوية، وتبادل الملاحظات مع معلمات المدارس الحكومية وتدوينها ورفعها ومناقشتها مع مسؤولي التعليم.
وأكدت وزارة التعليم على ضرورة توعية الطلبة القطريين والمجتمع الأسري والمحلي بأهمية إرشاد أبنائه الطلبة للدخول في المسار العلمي والتكنولوجي؛ نظراً لحاجة الدولة وسوق العمل لهذين التخصصين أكثر من أي وقت مضى، حيث يحمل هذين التخصصين طموح الوطن على سواعد أبنائه ليكونوا قادرين على الدراسة والعمل في المجالات الطبية والبحثية والعلمية والحوسبة والتكنولوجية الحديثة بكافة أشكالها باعتبارهاً مطلباً أسياسياً ومهماً لا يمكن الاستغناء عنه.
ويعمل الفريق المكون من مديرة إدارة المناهج ومصادر التعلم، وعدد من استشاريات التعليم بمكتب الوكيل المساعد للشؤون التعليمية، بالاجتماع مع مديري المدارس ومنسقي المواد والمعلمين للحصول على التغذية الراجعة من المدارس، وذلك ضمن سلسلة من زيارات المتابعة لمدارس الدولة.
ويجرى خلال الزيارات مناقشة رأي الإدارة المدرسية والهيئة التدريسية حول تطبيق نظام المسارات المطورة الثلاث، للمرحلة الثانوية الذي طُبق من بداية هذا العام لطلبة المستوى الحادي عشر وهي المسار العلمي، مسار الآداب والانسانيات والمسار التكنولوجي، والاستفادة من وجهات نظرهم بعد تطبيقه في الميدان التربوي ومدى إقبال الطالبات على كل مسار وإجراءات الإرشاد الأكاديمي التي قدمته كل مدرسة بهدف توعية الطالبات للمسارات التعليمية والتخصصات الجامعية التي يؤهل لها كل مسار.
من جانبها، أشارت الهيئة التدريسية في مدارس الدولة إلى أن مصادر التعلم المحدثة التي تطرح المنهج التعليمي المطور لدولة قطر، تمثل بالفعل نقلة نوعية في العملية التعليمية من حيث تركيزها على الكفايات التعليمية وإعطاء دور للطالب في عملية التعلم وتعزيز مهارات التفكير الناقد والاستنتاج والتحليل، حيث تقوم مناهج اللغات على تطوير مهارات التواصل لدى الطلاب وتنمي أسس الحوار ومهارات الاقناع. وتقوم مناهج الرياضيات والعلوم على تنمية مهارات التفكير العليا والاستكشاف.
وتتكامل المواد مع بعضها لتقدم فرصة مميزة للطلاب إلى تنمية معارفهم ومهاراتهم واتجاهاتهم في سياق يؤهلهم للالتحاق والتميز في التعليم ما بعد الثانوي.
كما أشارت المعلمات إلى أن المناهج الجديدة تساعد على تطوير المعلم وليس فقط الطالب حيث يتطلب التحضير والتدريس التعمق في المادة والتمكن من مهارات التدريس، وأشادت المنسقات والمعلمات بالمواد التعليمية والمصادر الداعمة التي وفرتها إدارة المناهج ومصادر التعلم في الوزارة لمساعدة المعلمين على تدريس المصادر المحدثة، كما أشادوا بالورش التدريبية التي تم تنظيمها في بداية العام الدراسي لتدريب الميدان على تدريس المصادر الجديدة بمقاربتها الحديثة.
تطرقت معلمات المسار العلمي إلى حاجتهم إلى زيادة عدد الحصص الدراسية لعدد من المواد العلمية مثل الرياضيات والفيزياء، بهدف تخصيص حصص تدريبية عملية وعدم الاكتفاء بتطبيقها ضمن الحصة النظرية حتى يتم التعمق في الجانب التدريبي العملي الذي يؤهل الطلبة إلى التجربة والاكتشاف وتعزيز المعلومات وترسيخها بشكل شمولي.
وأبدت معلمات مسار التكنولوجيا اعجباهم بالمصادر التي تسلط الضوء على مواضيع حديثة تناسب حاجة السوق والتطور الملحوظ الذي يشهده العصر في الآونة الأخيرة وتتماشى مع التطور المعرفي والتكنولوجي وتتناسب مع القيم والهوية الوطنية، حيث تم التركيز على مواضيع في البرمجة والطباعة التي تحمل خاصية ثلاثية الأبعاد، والتقليل من البرامج التطبيقية التقليدية.
وأعلن فريق قطاع التعليم للمدارس الحكومية بأنه سيقوم بإرسال نوعين من الاستبانات في نهاية الفصل الدراسي الأول، النوع الأول من الاستبانات سيكون شموليا وعاما حول رأي المعلمين والمعلمات بالمناهج الدراسية، وسيتم إرساله لجميع المدارس الثانوية الحكومية، أما النوع الثاني من الاستبانات فسوف يختص بعدد 4 معلمين من كل مستوى صفي، ومن كل مادة وعلى عينة محددة من المدارس الثانوية.
يأتي ذلك وفق رؤية وإستراتيجية واضحة تعمل عليها وزارة التعليم والتعليم العالي، بضرورة تأهيل الكوادر الوطنية لتلبي حاجة الوطن من احتياجاته؛ لتحقيق عملية التنمية المرجوة، وذلك ضمن رؤية دولة قطر التي تقوم على ضرورة توفير نظام تعليمي يرقى إلى مستوى الأنظمة التعليمية العالمية من خلال مناهج تعليمة وبرامج تدريب تستجيب لحاجات سوق العمل الحالية والمستقبلية، والتي صاغتها رؤية قطر الوطنية 2030.
ومن تلك الخطوات قيام وزارة التعليم الفترة الماضية على عملية تطوير شاملة لجميع المناهج الدراسية بمدارس الدولة وفق ثوابت كان أهمها اعتماد فلسفة تربوية محددة لعملية التطوير تمثلت في وضع الاطار العام للمنهج التعليمي الوطني لدولة قطر، والذي يعتبر سابقة هي الأولى لدولة عربية في وضع إطار عام للمناهج والذي يعتبر دستورا كاملا تعليميا وأكاديميا تستمد روحه من رؤية الدولة وقيادتها وثوابتها، بحيث إنه يكون المصدر الأساسي لأي عملية تطوير شاملة للمناهج الدراسية.
كذلك إلمام القائمين على عملية تطوير المنهج بالأهداف المحددة لعملية التطوير الشاملة لجميع مؤسسات الدولة وتحقيق اقتصاد المعرفة، الاستعانة بالخبرات الوطنية والمحلية والخبرات الدولية والكوادر المدربة، الاعتماد على منهجيات وأساليب علمية في المراجعة والتنقيح، نفيذ عمليات «ضمان الجودة» على جميع مخرجات المشروع، بما يتوافق مع تلك الثواتب وعملية التنمية؛ لأن تلك المخرجات هي التي ستقوم بتنفيذ رؤية القيادة في تحقيق عملية التنمية.
copy short url   نسخ
22/11/2019
1451