+ A
A -
يستخدم برنامج «الجيل المبهر» الرياضة كأداة لمعالجة القضايا الاجتماعية، في حين يساهم لتأثير على التغيير الإيجابي داخل المجتمع من خلال كرة القدم، خلال مهرجان «أيام الدوحة للتعلم»، التابع لمبادرة «وايز». عبر سلسلة من الأنشطة الممتعة والجذابة، كالمباريات المصغرة، وتنس الطاولة، والمسابقات الأخرى، يساعد فريق من برنامج «الجيل المبهر»، الذي يعمل تحت مظلة اللجنة العليا للمشاريع والإرث، على تعليم الطلاب دروسًا مفيدة تمتد على مدى الحياة. وقال مايكل ريتشاردسون، كبير مدربي برنامج الجيل المبهر، في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: «ينصب تركيزنا بشكل خاص على كيفية توصيل الرسائل الاجتماعية من خلال كرة القدم، وفي هذه الحالة، نركز على المساواة بين الجنسين والتنوع بين الشباب المشاركين في أيام الدوحة للتعلم، ويتمثل هدفنا الأول في تزويد الأفراد بفرصة لفهم كيفية استخدام الرياضة لتوصيل القضايا الاجتماعية وتطوير المهارات الاجتماعية، مثل الثقة بالنفس ومهارات التفاوض».
ومتحدثًا عن الأطفال المشاركين، قال مايكل: «وضعناهم جميعًا في مساحة واحدة؛ ولم يكن كل منهم يعرف الآخر من قبل، كم تم توزيعهم على فرق مختلفة، ومنحهم أدوارًا مختلفة، وكان عليهم أن يتفاوضوا للخروج، وربما بقرارات لا تعجبهم». وتابع: «لقد اضطروا جميعًا إلى المشاركة معًا في ملاعب صغيرة، وكان عليهم الالتزام بالقواعد التي وضعوها داخل مجموعاتهم، قاموا بذلك بشكل مذهل للغاية، مع الكثير من الطاقة والتفاعل. الجميع يتعلم بطرق مختلفة، ومهرجان أيام الدوحة للتعلم أثبت ذلك بشكل واضح».
كانت أنشطة برنامج «الجيل المبهر»، والتي أقيمت خلال مهرجان «أيام الدوحة للتعلم» في المنطقة الخضراء الاحتفالية في المدينة التعليمية، وهي مفتوحة لجميع الفتيات والشباب.
تحدث ناصر الدرهم، طالب في أكاديمية قطر للقادة، جزء من التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، قائلًا: «لقد تعلمت طرق التعاون مع الناس بشكل أفضل، لا سيما عندما نلعب ضد بعضنا البعض، فقد تعلمنا كيفية اللعب بروح رياضية وأهمية اللعب بنزاهة».
كانت أهمية استخدام الرياضة كوسيلة لتشجيع سلوكيات التعلم الإيجابية لدى الأطفال موضوعًا رئيسًا في مهرجان «أيام الدوحة للتعلم».
كما قدمت «ليف لايف قطر» أيضًا مجموعة من الأنشطة الترفيهية والشيقة، مثل الدورات التدريبية المتعلقة بالتحديات، والمصممة لتشجيع بناء الفرق بين الأطفال. قال داميان رواتارا من «ليف لايف قطر»: «من خلال ثلاثة أنشطة جماعية منفصلة نظمناها في المدينة التعليمية، نحاول تعزيز العمل الجماعي بين الأطفال، وفي الوقت نفسه مساعدتهم على تبني مهارات أقوى في القيادة والتواصل».
دعم ذوي الاحتياجات الخاصة
قام طلاب أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، بإدارة جلسات لكرة القدم، تهدف إلى زيادة الوعي حول ذوي الاحتياجات الخاصة، وزيادة التضامن والمراعاة داخل المجتمع.
وتلقى الطلاب من المدرسة، التي تشكل جزءًا من التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، تدريبًا من قِبَل الفريق لمباريات كرة القدم الودية التي تعقدها مؤسسة قطر، كما عرضوا ومشجعي كرة القدم الشباب من المدارس الأخرى مهاراتهم خلال إحدى جلسات مهرجان «أيام الدوحة للتعلم»، التابع لمبادرة مؤسسة قطر«وايز».
وشهد النشاط مشاركون من مختلف أنحاء مدارس قطر، ومن بينهم طلاب مدرسة طارق بن زياد، في تمارين تتعلق بكرة القدم مثل تمرير الكرة وتسديد الأهداف، وكل ذلك بينما كانوا جميعهم معصوبي العينين. وكان الهدف من هذا النشاط، مساعدة الشباب على فهم التحديات التي يواجهها المصابين بضعف البصر في العالم.
وقد ساعد غانم الرميحي، طالب يبلغ من العمر 16 عامًا، في أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، بإدارة جلسة في المدينة التعليمية، وشرح فيها كيف ساعد هذا النشاط على تطوير الشجاعة لديه، وكذلك تعزيز مهارات القيادة والإرشادية، وقال: «في البداية، كان تعليم المشاركين الكبار تحديًا بالنسبة لي، ولكن في النهاية، كان كل شيء ممتعًا».
وتابع الرميحي: «شخصيًا لا أعرف أي شخص فاقد لبصره، وكانت التجربة رائعة للغاية، وساعدني النشاط أنا وغيري من المشاركين على فهم الحياة التي يعيشها ضعاف البصر أو المكفوفين، رغم أنها كانت مجرد لعبة لكرة قدم، إلا أننا شعرنا بمدى صعوبة ذلك».
وتعلم المشاركون الذين شاركوا في النشاط كيفية الاعتماد على الحواس الأخرى، وكيفية التواصل بشكل أفضل مع بعضهم البعض، وكيفية الوثوق بزملائهم في الفريق.
وقال فوجان لويس، منسق المناهج، في أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا: «كانت أيام الدوحة للتعلم فرصة لطلابنا للتطوع، وتعلم بعض المهارات الجديدة، وتوسيع نطاق مهاراتهم فيما يتعلق بالتعاون والتواصل والقيادة، وهي في الحقيقة، مهارات من الصعب تطويرها داخل الفصول الدراسية».
وأضاف لويس: «لقد عمل طلابنا مع مجموعة من الشباب أكبر سنًا منهم، وطُلب منهم قيادتهم، وهو ما كان يمثل تحديًا لهم، لكنهم أثبتوا أنه يمكنهم تنمية هذه المهارات - ليس المهارات الأكاديمية فحسب - وتطويرها ليحظوا بمستقبل أفضل».
واختتمت مبادرة مؤسسة قطر «وايز»، فعاليات مهرجان «أيام الدوحة للتعلم» أمس الأول 19 نوفمبر، الذي أقيم على مدار 6 أيام، وهو الأول من نوعه في قطر، وذلك تمهيدًا لانعقاد مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم «وايز»، تحت عنوان: «لنتعلم من جديد: ما معنى أن تكون إنسانا»، والذي يقام في المدينة التعليمية في الفترة من 14 إلى 19 نوفمبر، في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.
ويعد مهرجان أيام الدوحة للتعلم الذي أقيم بالمدينة التعليمية تحت شعار «لنتعلم من جديد.. ما معنى أن تكون إنساناً»، هو أول فعالية للتعليم التجريبي، يضم عددا من الفعاليات التربوية والفنية والترفيهية بمشاركة 54 جهة محلية وعالمية.
وأقيمت على هامش المهرجان سوق تربة للمزارعين، ومكتبة العجائب ومجموعة مشاركات لرواد أعمال، وقاعات للاطلاع مخصصة للأطفال والجمهور، حيث يتيح المهرجان للجمهور الالتقاء بكل أشكال القراءة والثقافة والتعلم.
وفى تصريح سابق لها أشارت السيدة فرح آبل مسؤولة تطوير السياسات في وايز وأحد منظمي المهرجان: الفعالية أول مهرجان تجريبي في قطر ويعقد بين 14 و19 الجاري بالتعاون مع 54 جهة محلية و3 جهات دولية، ومن الجهات المحلية بداية وابتكار، وقد انطلقت الفكرة للتركيز على القيم الإنسانية وكل الورش المقدمة تهدف إلى تحفيز المشاركين على الممارسة والمشاركة والتفكير غير التقليدي.
وأوضحت أنّ المهرجان يحمل قيماً فكرية وتربوية، وهناك ورش للأهالي وبرامج صباحية للطلاب بالتعاون مع وزارة التعليم ويتوقع مشاركة 900 طالب خلال الفعالية، إضافة للفترة المسائية ويوم الجمعة والسبت التي ستكون متاحة للجمهور والأمهات.
وأشارت إلى أنّ الفعالية تقدم 90 ورشة خلال أيام الدوحة للتعلم، وهي عبارة عن ورش فنية وتطوير مهارات القيادة والتصوير بهدف إمتاع الجمهور وتحقيق استفادة فعلية، والتعلم من الورش بما يحقق الفائدة في الصفوف المدرسية والتركيز على القيم الإنسانية.
ونوهت بأنّ الرابط بين مهرجان التعلم ومؤتمر وايز، هو تحقيق هدف الحضور والمشاركة الدولية والتركيز على المجتمع المحلي، وأشارت إلى أنّ وايز يعقد كل سنتين لذلك سيكون التركيز على الاستفادة من الجهود العالمية.
وقالت إنّ ساحة الاحتفالات بالمدينة التعليمية تضم 9 جهات مشاركة، تتغير كل يوم بمشاركة أعضاء جدد لإعطاء فرص لجهات أخرى لتقدم عروضها، وفي الشارع المحاذي للساحة تضم مجموعة من المقاهي الثقافية، وسوق تربة للمزارعين.
وأشارت إلى أنّ الفئات المستهدفة هي الطلاب والمعلمون وفي الفترة المسائية للجمهور والأسر.كتب - محمد الجعبري
copy short url   نسخ
21/11/2019
1208