+ A
A -
كتب- وحيد بوسيوف
بعد مرور عشر جولات عجلة إقالة المدربين تعود للدوران مرة أخرى، بعد أن تمت إقالة ثلاثة مدربين رغم ان الموسم الماضي شهد اكبر عدد من الإقالات ففي عشر جولات تمت إقالة أكثر من خمسة مدربين، لذا فهذه الظاهرة اصبحت مألوفة بين الفرق المشاركة في الدوري، وإن كان السبب واحدا وهو غياب النتائج.. لكن السؤال الذي يطرح نفسه دائما ماذا بعد الإقالة ؟ هل سوف يستعيد الفريق عافيته ويحقق نتائج جيدة ؟، بالإضافة للجوء الأندية للاستعانة في المرحلة الأولى بمدربي فئة تحت 23 سنة كحل سريع وبعدها يتم استقدام مدرب جديد، ليكون بذلك المدرب الحلقة الأضعف الذي يتحمل الفشل، وإلغاء عقد المدرب هو الأسهل لتهدئة الأوضاع، وهذا يقودنا إلى البحث عن الآلية التي تقوم بها بعض الأندية في طريقة التعاقدات، سواء بالنسبة إلى المدربين أو اللاعبين...
وإن كان العدد لحد الآن قليلا قياسا بالمواسم الأخيرة لكن في الجولات القادمة بعد فترة التوقف قد نشهد اكثر من ضحية في جولة واحدة، خاصة بالنسبة للفرق التي تعاني في المراكز الأخيرة منذ بداية الدوري، وحتى ان كانت ظاهرة «تفنيش» المدربين تتواجد في اكبر الدوريات العالمية لكن الاختلاف فقط في الطريقة التي يتم اختيار الوقت لاتخاذ مثل هذا القرار، ولا يكون إقالة المدرب الحل الوحيد بل تحاول في ميركاتو الشتوي استقدام لاعبين جدد، ولا يوجد مدرب يوافق على تحمل قيادة فريق يعاني دون تغييرات.
ثلاثة مدربين إسبان
اول ضحايا دورينا هذا الموسم هو الإسباني كارلوس ألوس فيرير مدرب فريق قطر، وذلك بعد أن قررت إدارة النادي إقالته عقب تعرض الفريق لأربع هزائم متتالية في الدوري احتل بها المركز الـ 12 وقبل الأخير دون رصيد وآخرها كانت أمام السيلية وتم إسناد المهمة إلى وسام رزق، الذي نجح بشكل كبير في قيادة الفريق لنتائج جيدة في المباريات الأخيرة حيث حقق اربعة انتصارات مع الفريق، وكان القرار صائبا من إدارة النادي لأن وسام رزق أعاد الروح للاعبين الذين تمكنوا من استعادة توازنهم مع مدربهم الجديد، والضحية الثانية كان المدرب الإسباني الآخر راؤول كانيدا وتعيين التونسي أحمد الأبيض خلفا له، غداة الخسارة الثقيلة بخماسية نظيفة أمام ضيفه فريق قطر في المرحلة الثامنة من الدوري المحلي لكرة القدم، وعينت إدارة النادي وقتها التونسي القدير أحمد الأبيض مدربا مؤقتا ليتم بعدها التعاقد مع المدرب المغربي عزيز بن عسكر اللاعب السابق للفريق، هذا الأخير فشل في أول مباراة له مع صقور برزان بعد الهزيمة أمام الغرافة بهدفين دون رد في لقاء واصل فيه أم صلال تقديم العروض المخيبة للآمال، ليكون المدرب الثالث إسبانياً ايضا بعد ان قامت إدارة النادي بإقالة المدرب روبين دي لا باريرا، وتعيين مدرب فريق تحت 23 سنة الإسباني كارلوس هيرنانديز، مديرا فنيا مؤقتا للفريق الأول، وجاء قرار إدارة الأهلي، بسبب تراجع نتائج الفريق في دوري النجوم، حيث يحتل حاليا المركز السابع، في جدول الترتيب، برصيد 13 نقطة جمعها من الفوز في 4 مباريات والتعادل في واحدة، بينما خسر في خمس مباريات.. وابتعد الأهلي عن المربع الذهبي، رغم أنه كان أحد الفرق المرشحة لاحتلال مركز متقدم، لما يضمه من لاعبين متميزين.
مدرب تحت «23» سنة للطوارئ
الأندية الثلاثة التي أقالت مدربيها في الفترة الماضية أسندت المهمة في البداية لمدربي تحت 23 سنة للطوارئ، فقد فشل التونسي احمد الأبيض في مباراته الوحيدة التي قاد فيها الفريق الأول لنادي ام صلال، بعد أن تلقى الهزيمة أمام نادي الأهلي بهدف نظيف، ونجح وسام رزق في تحقيق الانتصارات الأربعة الوحيدة لنادي قطر، حيث حقق نتائج جيدة، ورغم أن اللاعبين لم يختلفوا، إلا أن أداء الفريق تغير، وثقة اللاعبين بأنفسهم زادت منذ المباراة الأولى للفريق مع وسام رزق، وهو ما يؤكد التصريحات التي خرجت من بعض لاعبي قطر قبل المباراة، بأن الاتصال كان مفقودًا مع المدرب الإسباني السابق.
وبعد أن كان الإحباط قد دب في نفوس لاعبي الفريق إثر الخسارة الرابعة على التوالي، نجح وسام في إعادة التوازن والروح للفريق القطراوي، ومنذ أول مباراة له استطاع صنع توليفة مميزة.
التغييرات على مستوى اللاعبين
بعدما قامت إدارة نادي أم صلال بإقالة المدرب الإسباني كانيدا خسر في مباراتين ما يدل ان الفريق لا يحتاج للتغيير فقط على مستوى المدرب بل يجب دعم الفريق بلاعبين جدد، خاصة ان الإحصائيات التي حققها الفريق بعد مرور عشر جولات ضعيفة جدا حيث يمتلك اضعف خط هجوم بسبعة أهداف رفقة صاحب المركز الأخير في جدول الترتيب نادي الشحانية، حيث لم يقدم المهاجم الإيفواري ساجبو المستويات التي تعودنا عليها في الموسم ما قبل الماضي خاصة، وكما يعاني الفريق من هفوات على المستوى الدفاعي ما جعله يستقبل 21 هدفا في في عشر مباريات ليكون بذلك الأضعف ايضا على مستوى الدفاع، لهذا التغيير يجب ان يكون على مستوى كل المراكز.
المسلسل متواصل
لن يمس التغيير في بعض أندية دورينا المدربين الإسبان فقط بل مدربين جددا على خطى كل من كانيدا وكارلوس وروبين دي لا باريرا، وان كان البعض منهم تمكن من تخطي ذلك لجولة أو جولتين في صورة مدرب الخور الذي يتواجد في المركز العاشر وتمكن لحد الآن من تحقيق انتصار وحيد ويملك 5 نقاط، أما المدرب الثاني فيتعلق بمدرب الشحانية الذي نجح في الموسم الماضي في تحقيق نتائج رائعة مع فريقه قاده للابتعاد عن دوامة الهبوط مبكرا، اما في هذا الموسم فـ «تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن» سلسلة من النتائج السلبية جعلت الفريق يحتل المركز الأخير برصيد 3 نقاط، وهو الفريق الوحيد الذي لم يحقق أي انتصار حتى الآن، ويمتلك مع أم صلال أسوأ دفاع وهجوم.
مورسيا يحظى بدعم من الإدارة
البعض كان ينتظر ان تقدم إدارة نادي الشحانية على إقالة المدرب الإسباني مورسيا بعد سلسلة من النتائج السلبية للفريق بالموسم الحالي، حيث يتواجد الفريق في المركز الأخير...كل هذا والمدرب الإسباني يحظى بثقة ودعم من إدارة النادي التي لا تريد اقالة المدرب لأن هذا يتعلق بالنتائج التي حققها في الموسم الماضي التي كانت جيدة وكسر من خلالها قاعدة «الصاعد هابط»، بالإضافة لكون الإقالة تخضع لعدد من الاعتبارات التي تحكم هذه الخطوة أو تلك ومنها الشرط الجزائي في عقده ومدة العقد، وأشياء متعددة ترتبط بالحالة العامة للفريق.
تحميل المسؤولية للاعبين
بعض التجارب السابقة لبعض الأندية اكدت ان المدرب يتعرض لظلم كبير بتحميله مسؤولية النتائج السلبية، لكن عندما يلعب الفريق جيدا ويحقق النتائج الممتازة يكون الجهاز الفني والادارة واللاعبون في اقصى درجات السعادة لكن عندما تبدأ النتائج بالانحدار والخسائر تتوالى تبدأ الاصوات التي تطالب باقالة المدرب دون سواه، وبعد التغيير على مستوى الجهاز الفني تتواصل النتائج السلبية وهنا اللاعبون يتحملون جزءا من المسؤولية لأنهم لم يقدموا للنادي الاضافة التي كان بحاجة لها للعودة إلى سكة النتائج الايجابية، لهذا على الأندية التي تقدم على إقالة المدربين أن تقوم أيضا بمحاسبة اللاعبين.
copy short url   نسخ
19/11/2019
886