+ A
A -
وضعت عملية الاغتيال التي نفذتها طائرات حربية إسرائيلية الثلاثاء الفائت، بحق القائد البارز في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، العديد من التساؤلات حول الأهداف الحقيقية التي دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى المصادقة على تنفيذ هذه العملية، لا سيما أن نتانياهو يعاني من حالة من الارتباك الشديد بسبب الملاحقات القضائية التي يتعرض لها، بالإضافة إلى فشله في تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة.
ويؤكد مختصون في الشأن الإسرائيلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كان يهدف من وراء جولة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة واغتياله للقيادي في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، إلى إطالة عمره السياسي والهروب من الملاحقات القضائية التي يتعرض لها جراء قضايا الفساد المتهم بها.
ونبه هؤلاء إلى أن الجميع يعرف أن نتانياهو محترف في تصدير أزماته الداخلية باتجاه التصعيد إما في جبهة غزة أو في جبهة الشمال، وأنه تخوف من نجاح زعيم حزب «أزرق-أبيض» بني غانتس في تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، ما دفعه إلى اغتيال أبو العطا وهذا يدلل على أن نتانياهو يحرص على أن تكون غزة كطوق النجاة له.
وتوقعوا أن تقرب عملية اغتيال القائد بهاء أبو العطا وجهات النظر بين رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان، ونتانياهو، ودفعهما إلى تشكيل ائتلاف حكومي بعيد انتهاء المهلة المحددة لغانتس، وبذلك يتجنب الطرفان إجراء انتخابات ثالثة للكنيست لن تكون نتائجها مختلفة عن سابقاتها، وهذا الأمر يخدم أجندة نتانياهو بكل الأحوال وينقذه من المحاكمة ويطيل عمره السياسي.
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء الفائت عملية عسكرية على قطاع غزة، بدأتها باغتيال القائد في سرايا القدس، بهاء أبو العطا، وخلف العدوان 34 شهيدا بينهم ثمانية أطفال، كما أصيب العشرات بجروح مختلفة، فيما ردت المقاومة بإطلاق مئات الصواريخ تجاه المدن والبلدات الإسرائيلية الأمر الذي أدى إلى إصابة العديد من الإسرائيليين بجروح، بالإضافة إلى إصابة الحياة بالشلل في معظم المدن الإسرائيلية.
أهداف شخصية
وأشار المحلل السياسي محمد شاهين إلى أن نتانياهو أراد من وراء عملية اغتيال القيادي في سرايا القدس بهاء أبو العطا، انقاذ رأسه وأن كل هدفه هو النجاة والبقاء السياسي خاصة في ظل قضايا الفساد المتهم بها، بالإضافة إلى المأزق السياسي الذي يتعرض له بعد فشله في تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة وتكليف زعيم المعارضة بني غانتس بالمهمة.
ونبه شاهين إلى أن إعلان حزب الليكود الاسرائيلي عن لقاء يجمع بين نتانياهو ورئيس حزب «يسرائيل بيتنو» أفيغدور ليبرمان، يدلل على المساعي التي سيقوم نتانياهو ببذلها في محاولة تشكيل ائتلاف حكومي جديد، وأن التصعيد الأخير في قطاع غزة قد يدفع ليبرمان إلى المواقفة على الانضمام إلى الائتلاف وبذلك تجنب الذهاب إلى انتخابات برلمانية ثالثة.
ونوه إلى وجود فجوة كبيرة في المواقف بين ليبرمان وبيني غانتس، وخير دليل على ذلك تصريحات ليبرمان بعد الاجتماع الأخير مع غانتس التي قال فيها إنه لم يسمع «نعم» صراحة من رؤساء «أزرق ابيض» لمبادرته – والتخلي عن كتلة اليمين- حريديم من جانب نتانياهو والموافقة على اقتراح الرئيس من قبل غانتس. مع ذلك، أوضح ليبرمان انه سيستمر بجهوده لتحقيق الوحدة حتى يمنع انتخابات جديدة للكنيست.
ولفت شاهين إلى أن ليبرمان يضع عدة شروط للدخول في أي ائتلاف حكومي تتمثل في القضاء على حكم حماس في غزة الذي تولته بعد انتخابات 2006، ووقف إدخال المساعدات والأموال إلى قطاع غزة فورا، وسحب الجنسية من المقدسيين الذين ينفذون عمليات ضد إسرائيل وإعدام المنفذين، ونشر المزيد من بطاريات الصواريخ على الحدود مع لبنان وسوريا، وتبني تقرير «شمجار» الخاص بصفقات الأسرى الفلسطينيين لمنع تحرير أعداد كبيرة.
مستقبل سياسي
بدوره، أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارت إلى أن نتانياهو يزهق أرواح الفلسطينيين في قطاع غزة من أجل البقاء في السلطة، وأنه يبذل جهودا جبارة من أجل إفشال بني غانتس من تشكيل أي حكومة إسرائيلية جديدة.
وأكد بشارت أن عملية اغتيال القيادي أبو العطا أظهرت الوجه القبيح لنتانياهو فهو أردا تحقيق العديد من المكاسب الشخصية من أجل إنقاذ نفسه من المحاكمة وإطالة مستقبله السياسي ورفع أسهمه داخل إسرائيل من خلال إراقة دماء الفلسطينيين.
copy short url   نسخ
17/11/2019
1892