+ A
A -
عقد مجلس الشورى، أمس، جلسته الثانية في دور انعقاده العادي الثامن والأربعين برئاسة سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس المجلس، وقد استهل المجلس جلسته باستعراض خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله» في افتتاح دور الانعقاد العادي الثامن والأربعين للمجلس يوم الثلاثاء الماضي.
وأشاد الأعضاء في مداخلاتهم بالخطاب السامي، مؤكدين أنه جاء شاملاً ووافياً في توضيح إنجازات البلاد التي تحققت رغم الحصار الجائر المفروض عليها، وفي تحديد متطلبات المرحلة القادمة ومرتكزات سياسة الدولة الداخلية والخارجية، وتأكيد مواقفها الثابتة تجاه القضايا الإقليمية والدولية، كما أكد الأعضاء على تجاوبهم ودعمهم لكل ما جاء في الخطاب، وحرصهم على العمل وفقا لتوجيهات سموه. ووجه سعادة رئيس مجلس الشورى عقب المداولات بإحالة الخطاب السامي إلى لجان المجلس -كل فيما يخصه- لدراسة ما تضمنه من موجهات وأفكار ورؤى، والخروج بتوصيات محددة يتم عرضها على المجلس والإسهام مع الحكومة الموقرة في تحقيقها. كما استعرض سعادة رئيس المجلس أهم القضايا التي تصدرت مناقشات الدورة السابقة للمجلس ولامست هموم الوطن واحتياجات المواطنين، والمناقشات الموسعة التي أثرت دور المجلس في معاونة الحكومة بالرأي السديد، والتي تتعلق جميعها بالارتقاء بالوطن والمواطن باعتباره ركيزة التنمية والثروة الحقيقية لهذا البلد، الأمر الذي أهل المجلس ليكون سنداً قوياً للدولة، ودعامة من دعائم التطوير وسد الثغرات والتقصير لأجهزتها ومؤسساتها، وذلك في موازاة النجاح الذي أحرزه المجلس في ترسيخ مفهوم الدبلوماسية البرلمانية وتعزيز علاقاته البرلمانية مع المجالس النيابية في مختلف دول العالم، سواء من خلال الفعاليات الخارجية أو استقباله العديد من الوفود البرلمانية الزائرة. من جهته، أشاد السيد محمد مهدي الأحبابي، عضو المجلس، بما جاء في الخطاب السامي الذي افتتح به حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، دور الانعقاد العادي الثامن والأربعين لمجلس الشورى، وما اشتمل عليه من محاور وتوجهات سامية تعود بالخير على قطر وجميع المواطنين، بما فيها التأكيد على قوة ومتانة الاقتصاد القطري وتجاهله إجراءات الحصار الجائر، وبقاؤه قويا وراسخا على الرغم من هذه التداعيات، مؤكداً على شمولية الخطاب وتناوله القضايا التنموية والاقتصادية، بما يؤكد حرص سموه «حفظه الله» على رفاه الدولة وشعبها، وتحقيق الغايات السامية عملا وإنجازا خلال المرحلة القادمة. وأضاف الأحبابي: كما لا يفوتني أن أشيد بخطاب سعادة رئيس مجلس الشورى الذي كان خطابا شاملا، وخطاب تجديد العهد والولاء لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، واستعراض الإنجازات التي قادها سموه واعتزازنا بمواقفه وهي كلمة تمثلنا جميعا كأعضاء في المجلس.
محور القضاء
وقال السيد يوسف بن راشد الخاطر، عضو مجلس الشورى: أضم صوتي إلى الإشادة بمضامين الخطاب الذي ألقاه حضرة صاحب السمو في افتتاح الدورة التشريعية الجديدة للمجلس، وكذلك الخطاب الذي ألقاه سعادة رئيس المجلس والذي أثلج صدورنا بما اشتمل عليه من نقاط. وأضاف الخاطر أن الخطاب السامي تضمن 5 محاور ركز عليها خطاب سمو الأمير، أولها كان المحور الداخلي وما حققته الدولة من إنجازات رغم الحصار، وكذلك محور القضاء وتطوير المنظومة القضائية، وحرص سموه على تحديث القوانين المتعلقة بإجراءات التقاضي، بما يحقق سرعة الإجراءات وتيسيرها على المتقاضين، وتحقيق العدالة الناجزة، وهذا المحور ينبغي أن يكون في منظور مجلس الشورى خلال الدورة الحالية، خاصة أن هذا المحور سبق لصاحب السمو أن ذكره في خطابه أمام المجلس في افتتاح الدورة السابقة، كما أكد في خطابه السابق على أن العدالة البطيئة نوع من الظلم كما يقال، وهو أحد المحاور التي ينبغي أن نجتهد فيها، ثم محور البيروقراطية وهي من الشواهد التي تعيق التقدم والتطور في العمل الحكومي، وعلينا أن ننظر كيف لمجلس الشورى أن يساهم في توجيه نظر الحكومة لإزالة كافة هذه العوائق وتسريع العمل، من دون أن ننكر في هذا السياق تحقيق العديد من الإنجازات، بما فيها تطوير أنظمة الحكومة الإلكترونية والنافذة الواحدة وغيرها من الإنجازات.
منهج عمل - التنويع الاقتصادي
أكدت السيدة ريم المنصوري، عضو مجلس الشورى، أن سمو أمير البلاد المفدى وضع منهاجاً للعمل، كما أكدت أهمية الاستنباط من هذا النهج للعمل خلال هذا العام، لافتة إلى حزمة من النقاط التي ركز عليها سموه والتي لا بد من العمل عليها، وتتضمن التنويع الاقتصادي، والأمن الغذائي والدوائي، والطاقة المتجددة، وتنشيط القطاع الخاص، وتقليص البيروقراطية التي تعيق التقدم والتطور، وكذلك ضرورة أن يولى الإنسان جل الاهتمام والتركيز على قدرة البشر، والتخطيط للتعليم والمدارس والجامعات والاهتمام بنوعية التعليم والثقافة والقيم السائدة والأخلاق، وأيدت ريم المنصوري الحديث الذي دار حول بذل الجهود لتشجيع عمل الجهاز القضائي وتحديثه، وأفتتاح مقار جديدة للمحاكم.
وثمنت ما جاء في كلمة سعادة رئيس المجلس السيد أحمد بن عبدالله آل محمود في افتتاح دور الانعقاد الحالي، وأكدت أنها جاءت شاملة وأوفت جميع الأعضاء حقهم في العمل الذي أنجز خلال العام السابق، وتلخيص جهود المجلس بصورة مشرفة تعكس الاعتزاز الكبير بالعمل الذي تم إنجازه.
خريطة طريق
وثمن السيد هادي بن سعيد الخيارين، مراقب المجلس، ما جاء في خطاب سمو أمير البلاد المفدى، وقال إنه يعتبر نهجا للتخطيط للعمل خلال سنة قادمة، واقترح تصنيف خطاب سموه إلى جزئين الأول يتناول السياسة الخارجية للدولة، والثاني يتعلق بالسياسة الداخلية والإجراءات المعمول بها. وأكد أن الخطاب كان بمثابة خريطة طريق للمستقبل، ولا بد من العمل عليه وتحويله إلى نظام عمل للمجلس، وأشار إلى ما جاء في خطاب سعادة رئيس المجلس، وقال: ما شدني في هذا الخطاب هو الإنجازات التي حققها المجلس خلال الفترة السابقة، حيث بدأ واضحاً من خلال محتوى الخطاب أن هذه الإنجازات التي تحققت كانت تنفيذاً لخطاب سمو أمير البلاد المفدة خلال الدورة السابقة، بمعنى أن المجلس استطاع من خلال الإنجازات التي حققها أن يعمل على تنفيذ مضامين خطاب سمو الأمير وفقاً لما يتماشى مع اختصاصاته، وأكد أنه في هذا العام سيتم استكمال ما بدأه المجلس لتحويل خطاب سموه في هذه الدورة إلى إجراءات عمل.
انتخابات المجلس
وقال عبدالله بن فهد بن غراب المري، عضو مجلس الشورى، إن خطاب حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، خلال افتتاح سموه لدور الانعقاد الحالي للمجلس، كان شاملا وشفافا تناول فيه سموه إنجازات الحكومة خلال الفترة الماضية، والخطط والتطلعات للمرحلة المقبلة للمضي قدما في مسيرة النهضة الوطنية. وأضاف أن حضرة صاحب السمو أشار في خطابه إلى الاستعدادات التي تجري لانتخابات مجلس الشورى المقبلة، حيث تم تشكيل لجنة برئاسة معالي رئيس مجلس الوزراء، كما أنه سيكون هناك تشريعات سيتم تنفيذها بالتزامن مع الاستعدادات للانتخابات. وأشاد المري بالجهود الكبيرة التي بذلها المجلس في مجال الدبلوماسية البرلمانية برئاسة سعادة السيد أحمـد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى، والتي جاءت مساندة للجهود الحكومية، وكان لها الأثر الأكبر في دعم مواقف دولة قطر في كافة المحافل الدولية.
خطة عمل
وقالت د. هند المفتاح، عضو مجلس الشورى: «بداية؛ نهنئ أنفسنا ببدء دور الانعقاد الجديد للمجلس»، مضيفة: «كيف يمكن للمجلس الموقر أن يحول خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى خطة تشغيلية للحكومة ولكن من خلال دراسة مستفيضة له من المجلس في مختلف المواضيع التي تضمنها الخطاب في الشؤون الداخلية والخارجية وإخراجها كتوصيات يتم رفعها إلى مجلس الوزراء الموقر؟». وتابعت المفتاح: «لا بد لنا أن نركز على الشأن الداخلي خلال المرحلة المقبلة، حيث قطعنا شوطنا كبيرا في هذا المجال، ولكن لا يزال أمامنا الكثير من التحديات، وأذكر منها قانون التقاعد وتوظيف الخريجين القطريين، وقانون الإسكان للأرامل والمطلقات».
الرقابة والتوصيات
وقال السيد محمد بن عبد الله السليطي، نائب رئيس مجلس الشورى، إن خطاب حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى أمام المجلس يمثل وثيقة وطنية وتاريخية ألقيت أمام مجلس الشورى، وتلقى هذه الوثيقة في كل عام من قبل سموه، ورأى السليطي ضرورة أن يوجه مجلس الشورى خطاب شكر لحضرة صاحب السمو للمضامين العالية التي تضمنها خطاب سموه، ولفت السليطي إلى أن كلمة سعادة رئيس مجلس الشورى في جلسة الافتتاح عبرت عن الجهود التي بذلها المجلس طوال دور الانعقاد الماضي، من أجل مناقشة مشروعات القوانين والمقترحات برغبة وغيرها. وقال السليطي إن خطاب سموه -وفقا لما أكده رئيس الشورى- واضح المعالم، إذ قدم خطط عمل لقطاعات الدولة خلال العام الجاري، ودعا السليطي أعضاء الشورى إلى ممارسة جانب الرقابة التي هي من عمل المجلس، بجانب تقديم التوصيات بشأن المشاريع بما يتناغم مع موجهات خطاب سمو الأمير المفدى، لافتا إلى أن مجلس الشورى يبدي رأيه دائما حول العديد من القضايا التي يتم طرحها.
معان سامية
من ناحيته، قال السيد راشد بن حمد المعضادي، العضو المراقب بمجلس الشورى، إن خطاب حضرة صاحب السمو تضمن معان سامية وموجهات تهتدي بها مؤسسات الدولة المختلفة، كما أن الخطاب قدم صورة لما تم من إنجازات خلال العام الماضي، وفي الوقت ذاته قدم خريطة طريق لما ينبغي أن يكون عليه الحال خلال العام المقبل من قبل مجلس الشورى ومن قبل كل القطاعات في الدولة. وأوضح المعضادي أن المجلس لعب دورا هاما على الصعيد الدولي من خلال الدبلوماسية البرلمانية التي قام بها رئيس المجلس ومجموعات الصداقة البرلمانية القطرية، وفي الوقت ذاته فقد نجح المجلس في مناقشة قضايا المواطنين على المستوى الداخلي خلال دور الانعقاد الماضي الـ 47.
وأضاف أن دور المجلس فيما يتعلق بجانب الدبلوماسية البرلمانية صار واضحا بفعل الجهود التي بذلها أعضاء المجموعات البرلمانية، وهذه الجهود تركت بصمة بارزة في الداخل والخارج، وذكر أن الباب مفتوح أمام الأعضاء لتقديم المزيد من الجهود من خلال الاقتراحات برغبة ومن خلال المناقشات، معربا عن أمله في إكمال الموضوعات التي تمت مناقشتها، من بينها مشروع قانون التقاعد، وأي قضايا أخرى تمس المواطنين والمجتمع عامة.
copy short url   نسخ
12/11/2019
1030