+ A
A -
كتب– محمد الأندلسي
أكد عدد من المراقبين للقطاع السياحي، نجاح استراتيجية وخطة تنويع الأسواق المصدرة للسياحة والتي يتبناها المجلس الوطني للسياحة وهو ما أفضى إلى نمو تدفقات الزوار الواردة إلى قطر بواقع 12.8 % خلال الأشهر التسعة الأولى من 2019 حيث ارتفع المجموع التراكمي لعدد زوار قطر خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري إلى مستوى 1.49 مليون زائر، مقارنة مع مستوى بلغ 1.32 مليون زائر خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، وفي المقابل ارتفع متوسط الإشغال في الفنادق والشقق الفندقية بواقع 8 % خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.
ورصد المراقبون عبر الوطن حزمة متنوعة من الأسباب التي أدت إلى تنويع الأسواق المصدرة للسياحة إلى السوق القطري، أبرزها الجهود الكبيرة التي يبذلها المجلس الوطني للسياحة في الترويج لدولة قطر عالميا وإطلاقه حملة الترويج العالمية «قطر.. أصالة التجربة» بنهاية العام 2018 والتي تستهدف الوصول إلى أكثر من 225 مليون شخص في نحو 15 سوقا دوليا وبثماني لغات مختلفة، بالإضافة إلى المشاركة الدورية في المعارض السياحية الدولية، إلى جانب تسهيل التشريعات المتعلقة باستقطاب الزوار حيث قامت قطر بإعفاء مواطني 88 دولة من تأشيرة الدخول وهو ما انعكس إيجابا على آداء القطاع الفندقي والسياحي بالدولة، علاوة على افتتاح العديد من المكاتب التمثيلية الخارجية لدولة قطر والتي تم تدشينها في كبرى الأسواق السياحية في العالم، وتغطي كافة القارات وتتواجد في دول مثل الصين والهند وروسيا وعمان والكويت والولايات المتحده الأميركية وألمانيا وفرنسا وتركيا وإيطاليا والمملكه المتحدة وغيرها وفضلاً عن ذلك يشارك المجلس الوطني للسياحة مع ممثلي القطاع السياحي في معظم الفعاليات السياحية العالمية مثل سوق السفر العالمي في لندن وبورصة السياحة العالمية في برلين وغيرها.
وأشاروا إلى أن روزنامة الفعاليات والمهرجانات المتنوعة والتي تمتد طوال أيام العام، عززت من جاذبية قطر كوجهة سياحية مميزة، تستقطب الزائرين، فضلا عن استضافة البطولات الرياضية المختلفة وعلى رأسها الحدث التاريخي باستضافة نهائيات كأس العالم 2022، بالإضافة إلى استضافتها لبطولة العالم لألعاب القوى 2019، واستضافة بطولة كأس العالم للأندية 2020، وبطولة العالم للإسكواش في نسختها الأربعين 2019، وغيرها من الأحداث الرياضية الإقليمية والعالمية، التي تصب إيجابيا في الارتقاء بقطاع السياحة والضيافة والفنادق في السوق المحلي.
وفي التفاصيل أشاد مدير العام لفندق سانت ريجيس، وسام سليمان، بالدور الكبير الذي يقوم به المجلس الوطني للسياحة في مواصلته بالارتقاء بالقطاع السياحي وتنويع الأسواق المصدرة للسياحة إلى قطر، مؤكدا أن قطر ماضية على الطريق الصحيح وفق استراتيجيتها الوطنية لقطاع السياحة القطري 2017-2023، والتي تنعكس إيجابيا على أداء الاقتصاد الوطني وتخلق زخما إضافيا في تنويع مصادره.
وأضاف: «لقد حققت قطر الكثير من الإنجازات السياحية التي لمسها قطاع الضيافة والفنادق بصورة مباشرة عبر ارتفاع أعداد الزائرين إلى السوق القطري بنسبة 12.8 % خلال الأشهر التسعة الأولي من 2019، لتصل إلى مستوى 1.49 مليون زائر، وهذا انعكاس حقيقي لجهود المجلس الوطني للسياحة فيما يقوم به من عمل دؤوب للترويج لدولة قطر كوجهة سياحية مميزة».
وأوضح سليمان أن اسم دولة قطر بات مرادفا للاستقطاب السياحي، خاصة مع تواجدها الدائم في المعارض السياحية الدولية وإقامتها لفعاليات ومهرجانات خارجية، علاوة على مشاركتها مؤخرا في مؤتمر ومعرض السفر الدولي الـ 40 المنعقد في العاصمة البريطانية لندن وما قدمه الجناح القطري من فعاليات أبهرت الزائرين، مما رفع اسم قطر عاليا، ويصب في رفع معدلات الزائرين إلى دولة قطر.
وأشار إلى أن قطاع الضيافة والفنادق في دولة قطر يعد المستفيد المباشر من جذب السياح إلى السوق المحلي، مؤكدا أهمية أن يشارك القطاع الخاص بفعالية أكبر في دعمه وترويجه لاسم قطر عالميا، لتعزز جهودة جنبا إلى جنب الجهود الحكومية في هذا الشأن، وهو ما سينعكس إيجابا على قطاع الضيافة والسياحة، لاسيما وأن قطر تضم جميع ما يرغب به السائح والزائر من منتجعات وفنادق متنوعة في النجوم، وشواطئ هي الأجمل في المنطقة، بالإضافة إلى المتاحف العالمية والمجمعات التجارية المتعددة والأسواق الشعبية وغيرها الكثير التي يمكن للزائر أن يستمتع خلال إقامته بها في قطر.
جهود كبيرة
من جانبه، قال مدير التسويق بفندق لاسيجال، أنور أبو الحسن، إن هناك الكثير من العوامل التي عملت على زيادة وتنويع الأسواق المصدرة للسياح والزائرين إلى قطر، مثل افتتاح قطر لمكاتب تمثيلية في جميع قارات العالم، والتي تعزز مستويات الوعي والمعرفة بدولة قطر كوجهة سياحية عالمية، وهذا من خلال عمليات التسويق والتنظيم مع منظمي الرحلات السياحية ووكالات السفر وشركاء الضيافة ووسائل الإعلام، لاسيما وأنها منتشرة في الدول الكبرى مثل الصين حيث تمتلك قطر مكاتب تمثيلية في بكين وجوانجتسو وشانغهاي وتشنجدو، والتي عملت رفع معدلات الزائرين والسياح من الصين خلال العام الماضي بنسبة 38 % مقارنة بالعام السابق، فضلا عن إطلاق حملة الترويج «قطر.. أصالة التجربة» والتي تستهدف الوصول إلى أكثر من 225 مليون شخص في نحو 15 سوقا دوليا وبثماني لغات مختلفة.
وتابع أبو الحسن قائلا: «إعفاء مواطني أكثر من 88 دولة من تأشيرة الدخول لدولة قطر يعد من أبرز الأسباب التي جعلت قطر هي الدولة الأكثر انفتاحا للزائرين على مستوى المنطقة، بالإضافة إلى الدور الكبير الذي تقوم به الخطوط الجوية القطرية والتي تعد هي السفير النموذجي لدولة قطر سياحيا في مختلف الوجهات الكثيرة التي تنطلق إليها والتي تصل إلى أكثر من 160 وجهة عالمية تغطي كافة قارات العالم، وكذلك لا نغفل عن الدور المميز الذي يقوم به المجلس الوطني للسياحة والذي يعد المحرك الرئيسي والأساسي في دعم عملية تطوير قطاع السياحة في قطر، وأيضا فإن حدث استضافة قطر لمونديال كأس العالم 2022 يعد الأبرز عالميا، ويتم النظر إليه كخطوة تتبعها خطوات عديدة لاستدامة تنمية القطاع السياحي والترويج لدولة قطر كنموذج سياحي مميز من نوعه في المنطقة».
وأشار أبو الحسن إلى أن ما يحققه القطاع السياحي في قطر من نمو ملحوظ، يصب في تحقيق دولة قطر للتنويع الاقتصادي وهو أحد أهم أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 ، مشيدا بما وصل اليه القطاع السياحي المحلي في تنويع الأسواق المصدرة للسياحة وكذلك المنتجات والخدمات السياحية المتنوعة بالسوق المحلي، والتي تعزز من تجربة السائح والزائر إلى دولة قطر.
وأفاد أبو الحسن بأن دولة قطر تمتلك الكثير من المقومات والدعائم الأساسية لتكون هي وجهة السياحة الأفضل في المنطقة، حيث يمكن للزائر أن يستمتع بما تقدمه قطر من أسلوب الحياة الحديث الذي يتناغم مع التجربة الأصيلة والتراثية وعبق التاريخ في تناغم مذهل، خاصة مع ما تمتلكه قطر من شواطئ ساحرة وهبها الله إلى قطر وشعبها، والتي توفر تجربة سياحية مثالية منقطعة النظير، بالإضافة إلى تنوع وتعدد الفنادق والمنتجعات السياحية التي تقدم أرقى الخدمات ووسائل الترفيه المختلفة.
فعاليات ومهرجانات
من جهته، أعرب مساعد المدير العام ومدير إدارة المبيعات والتسويق في فندق الشعلة وفندق العزيزية بوتيك، أمين الدراوشة، عن ثقته في أن يواصل القطاع السياحي القطري تحقيق معدلات نمو مرتفعة، والتي تأتي نتيجة للعمل المشترك بين الجهات المعنية المختلفة، بالإضافة إلى الانعكاس الإيجابي لتنويع الأسواق المصدرة للسياحة إلى السوق القطري، والتي تظهر نتائجها في تحقيق نسب النمو المميزة التي يحققها القطاع السياحي عاما بعد الآخر.
وأكد أن التنوع المميز التي تقدمه روزنامة الفعاليات والمهرجانات المحلية طوال أيام العام، بات مصدرا إضافيا لتعزيز استقطاب الزائرين والسياح إلى قطر، مثل موسم الصيف في قطر ومهرجان قطر للتسوق، ومهرجان الأغذية وتعد هذه الفعاليات أولوية ضمن استراتيجية المجلس الوطني للسياحة لإثراء وتنويع العروض السياحية، خاصة في قطاع الترفيه العائلي، مما يعمل على استقطاب المزيد والمزيد من الزائرين إلى دولة قطر، بالتزامن مع التسويق لهذه المعارض عالميا، علاوة على زيادة معدلات الإنفاق خلال هذه الفعاليات مما ينعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أهمية السياحة البحرية والتي تعزز تنويع الاسواق المصدرة للسياحة، كما تعمل العروض التي تقدمها الفنادق والخصومات دورا محوريا في تحقيق زيادة إعداد الزائرين إلى قطر.
ونوّه بأن التنوع السياحي الرائع التي تتصف به قطر وموقعها الجغرافي المميز في قلب الخليج العربي يعد ضمن الأسباب التي تزيد من معدلات تدفق السياح والزائرين إلى قطر، خاصة مع امتلاك دولة قطر لأرقى العلامات في القطاع الفندقي، وأيضا أفضل مطارات العالم وهو مطار حمد وأقوى شركة طيران أيضا، فضلا عن الفنادق المتميزة والمنتشرة في الدولة، بمختلف الفئات، والمواقع التراثية والمتاحف المتنوعة والمكتبة العالمية، وكل هذه المقومات المتعددة تجعل من دولة قطر وجهة سياحية رائدة.
مؤشرات الأداء
تجدر الإشارة إلى أن قطر حلت الثامنة عالميا في قائمة الدول الأكثر انفتاحاً أمام الزوار، وذلك بعد تطبيقها لإجراءات التأشيرة الميسرة والتي تعفي 88 جنسية من شرط الحصول على تأشيرة دخول مسبقة ومن تكلفتها. كما تصدَّر قطاع الضيافة القطري ترتيب قطاعات الضيافة في منطقة الشرق الأوسط بحسب تقرير «تجربة الضيوف» الذي تصدره شركة أوليري المتخصصة في بيانات السفر والسياحة.
ومؤخرا حلت دولة قطر في المرتبة الثانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمرتبة الـ 51 عالميا، في تقرير تنافسية السياحة والسفر الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» للعام 2019 الذي يضم 140 دولة، الأمر الذي يعني أن قطر تفوقت على 89 دولة حول العالم، من ضمنها: الكويت ولبنان ومصر وسلطنة عمان وتونس والأردن والسعودية والبحرين وجنوب إفريقيا والمغرب وأوكرانيا والأورغواي والفلبين وسيريلانكا.
وأطلقت دولة قطر الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة القطري: المرحلة القادمة 2017-2023، حيث ترسم المرحلة القادمة ملامح القطاع السياحي في قطر، وتحدد آفاق نموه وتطويره خلال السنوات الخمس القادمة، وقد انطلقت هذه المسيرة في العام 2014 مع إطلاق الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة 2030، ومنذ ذلك الحين حقق القطاع السياحي في قطر نمواً ملحوظاً. وخلال المرحلة القادمة من عمر الاستراتيجية الممتدة حتى 2023، سوف يتم تسريع وتيرة هذا النمو مع التركيز على تنويع الأسواق المصدرة للسياحة وكذلك المنتجات والخدمات السياحية، وتحمل المرحلة القادمة معها خطة تطويرية للقطاع السياحي في الدولة، وتوضح الطرق الكفيلة بوضع هذه الخطة موضع التنفيذ خلال السنوات المقبلة. وتحدد الخطة ست مناطق جغرافية مُوزعة في أنحاء البلاد، وسوف يتم بموجب هذه الخطة ربط كل منطقة بموضوع سياحي معين استناداً إلى السمات الجغرافية السائدة في المنطقة ومقوماتها الطبيعية، ومن المقرر أن يتم توجيه الدعوة إلى المستثمرين المحليين والدوليين لتطوير مجموعة من المنتجات والخدمات السياحية في كل منطقة، بما يتماشى مع سماتها وموضوعها المقترح. وبالإضافة إلى المنتجات السياحية الجديدة المُزمع تطويرها، سوف تتضمن المرحلة القادمة أيضاً خطة لتعزيز رزنامة الفعاليات السنوية التي تقام في البلاد على مدار السنة، بما فيها المهرجانات والفعاليات السياحية، وكذلك إيجاد المزيد من المحفزات التي تشجع الزوار على القدوم إلى قطر.
وتستهدف الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة جذب 5.6 مليون زائر إلى قطر سنوياً بحلول عام 2023، كما تستهدف رفع نسبة السياحة الترفيهية لتصل إلى 67 % من إجمالي عدد الزائرين وتثبيت معدل الإشغال في الفنادق عند 72 % من خلال زيادة الطلب وتنويع خيارات الإقامة السياحية، بحيث تتماشى مع مختلف الفئات من الزائرين. أما على مستوى المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، فإن قطاع السياحة يستهدف زيادة المساهمة المباشرة لتصل إلى 41.3 مليار ريال قطري أي ما يمثل نسبة 3.8 %، وزيادة نسبة المساهمة المباشرة وغير المباشرة لتصل إلى 81.2 مليار ريال قطري أي ما يمثل نسبة 7.5 %.
copy short url   نسخ
09/11/2019
1190