+ A
A -
كتب - وحيد بوسيوف
قد يكون فريقا ريال مدريد وبرشلونة اتفقا في وقت سابق على تحديد موعد لإجراء مباراة كلاسيكو الأرض بين الغريمين التقليديين وذلك في 18 ديسمبر، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، رابطة الدوري الإسباني لم يعجبها هذا التاريخ الذي يصادف يوم الأربعاء والكل يعلم أن مباراة برشلونة وريال مدريد تشهد حضورا جماهيريا كبيرا، وفيها مكاسب مالية كبيرة للجنة المسابقات بالدوري الإسباني «الليجا»، لهذا اعتبرت ان التاريخ الأنسب لهذه المواجهة يكون بالتحديد يوم الرابع من ديسمبر وهو التاريخ الذي لا يناسب الفريقين، بعد أن كشفت تقارير اعلامية في العاصمة مدريد عن الصدمة الكبيرة التي تعرض لها نجوم فريق برشلونة في الفترة الأخيرة بعد قرار الاتحاد الاسباني لكرة القدم.
وقرر الاتحاد الإسباني لكرة القدم تأجيل مباراة الكلاسيكو أمام ريال مدريد لمدة شهرين بسبب الأوضاع السياسية في كتالونيا ما تسبب في صدمة للاعبي برشلونة.
وأكد برنامج (ELCHIRINGUITO) الإسباني الشهير أن لاعبي برشلونة غاضبون بشدة من تأجيل الكلاسيكو، لأنهم رأوا فيه فرصة كبيرة في القضاء على ريال مدريد.
وأضاف البرنامج أن لاعبي برشلونة يعتقدون أن توقيت المباراة الأصلي في صالحهم، بسبب وضعية الفريق الذي استعاد الثقة، محققاً الفوز في آخر 5 مباريات، وكذلك فإن صفوفه مكتملة بعد عودة المصابين.
وتابع البرنامج أن وضع ريال مدريد صعب للغاية بعد الخسارة الأخيرة أمام مايوركا كما يغيب عنه عدد كبير من نجومه بسبب الإصابات، لهذا فالطرف الكتالوني أصبح لا يريد التأجيل الذي يضر بمصلحته ويستفيد منه فريق العاصمة الإسبانية، خاصة أن أبناء المدرب زين الدين زيدان يمرون بفترات صعبة بعد السقوط الأخير الذي جعله يخسر صدارة الليجا لصالح برشلونة.. هذا الأخير استعاد بعضا من مستواه واصبح يفوز بالثلاثيات، ولأول مرة يتمكن الثلاثي ميسي وجريزمان وسواريز من التسجيل في مباراة واحدة، وهذا ما اعتبره الطرف الكتالوني بمثابة فرصة لتوسيع الفارق على الريال والتفكير أكثر في دوري أبطال أوروبا.
تحدي تورا.. بداية التأجيل
بالعودة للأسباب التي جعلت رابطة الدوري الإسباني تعلن عن ضرورة تأجيل الكلاسيكو، فقد بدأت مع إعلان حكومة إقليم كتالونيا ضرورة تنظيم استفتاء جديد على استقلال الإقليم عن إسبانيا في غضون العامين المقبلين، عن طريق كيم تورا رئيس الحكومة المحلية المؤيد لانفصال إقليم كتالونيا عن اسبانيا، بعد ان رفع التحدي أمام الحكومة المركزية في «مدريد» وأعلن خلال برلمان الإقليم الذي تنتهى ولايته في ديسمبر 2021، «سنعود إلى صندوق الاقتراع مجدداً لتحديد مصيرنا، يجب علينا أن ننهى هذه الولاية التشريعية بإقرار استقلالنا».... وبعدها مباشرة بدأت بعض المظاهرات في إقليم «كتالونيا» وهو الأمر الذي أدى لاعتقال تسعة من زعماء الإقليم لفترات تتراوح ما بين 9 و13 سنة، مباشرة خرجت مظاهرات تندد بالاحكام الصادرة من المحكمة العليا.
وبما أن الكلاسيكو كان مقررا إقامته في 26 أكتوبر الجاري على ملعب «كامب نو» أدت أعمال العنف التي تشهدها مدينة «برشلونة» إلى تأجيل مباراة الكلاسيكو التي تجمع بين فريقي برشلونة وريال مدريد ضمن منافسات الجولة العاشرة من عمر مسابقة الدوري الإسباني «الليجا» إلى يوم 18 ديسمبر الجاري.
الليجا بدون البارشا
القلق لا يمس فقط لاعبي الريال أو البارشا من تأجيل اللقاء ولو أن الميرينجي قد تكون من مصلحته أن يلعب في شهر ديسمبر حتى يتسنى لزيدان خاصة باستعادة بعض اللاعبين المصابين، فقد اصبح الشارع الرياضي العالمي وخاصة محبي قطبي ريال مدريد وبرشلونة يراقب كل التفاصيل المتعلقة بشأن تأجيل اللقاء، خاصة ان تحقق ما يريده كيم تورا يعني ان برشلونة سيخرج من منافسات الدوري الإسباني ولن يلعب في الليجا، ووقتها سنكون أمام موعد لعدم مشاهدة الكلاسيكو مرة أخرى وفي ونفس الوقت قد يواجه فريق برشلونة الإسبانى أحد عمالقة كرة القدم عبر التاريخ خطرًا حقيقيًا يُهدد مسيرته في حال تم الاستفتاء على استقلال إقليم كتالونيا عن إسبانيا، وبالرغم من أن الجميع في كتالونيا وبرشلونة يريدون الانفصال سياسيًا عن إسبانيا إلا أنهم يدركون في الوقت ذاته الخطر الذي يُهدد البارشا على المستوى الرياضي، لأن من المؤكد أن انفصال إقليم كتالونيا، الذي ينافس منه فريقا برشلونة وإسبانيول في الدوري الإسباني، سيؤثر على مسيرة الفريقين اللذين سيتم استبعادهما بالضرورة من بطولة «الليغا» التي ستتأثر أيضًا باستبعاد أحد أهم فرقها وهو برشلونة، ويواجه برشلونة، على وجه الخصوص، المصير المجهول في حال انفصال كتالونيا وانسحابه من الدورى الإسباني، إذ سيضطر للعب في دوري «كتالونيا» المجهول، ومن ثم سيكون بعيدًا عن المنافسة الشرسة بينه وبين غريمه التقليدي ريال مدريد، خاصة ان البارشا يعد ثاني أكثر الفرق تتويجًا بلقب البطولة عبر تاريخها، خلف العملاق الآخر ريال مدريد، بجانب الابتعاد عن المشاركة في دوري أبطال أوروبا في ظل عدم اعتراف الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم بالإقليم لحين إشعار آخر.
المنتخب الإسباني
لن يكون الدوري الإسباني الوحيد الذي سيتأثر بانفصال إقليم كتالونيا بغيابه عن منافسات الليجا، بل حتى المنتخب الإسباني خاصة لما نعلم ان الجيل الذهبي لـ «لاروخا» كان من خلال اللاعبين الذين قدمهم البارشا للمنتخب، المتمثل في كل من تشافي وانيستا قائديّ الإنجاز المتمثل بالفوز بلقبي اليورو في نسختي 2008 و2012 والحصول على مونديال جنوب إفريقيا 2010، حتى بعد اعتزال تشافي هيرنانديز اللعب وأصبح مدربا للسد وانيستا ايضا اعتزل اللعب دوليا لكن لايزال فريق البارشا يعتبره العمود الفقري للمنتخب الإسباني في ظل وجود كل من جيرارد بيكيه، وأليكس فيدال، وجوردي ألبا، وسيرجيو بوسكاتش وسيرجي روبرتو إلى جانب لاعبين من إقليم كتالونيا ينشطون خارج الدوري الإسباني ويتمثل بكل من مدافع بوروسيا دورتموند الألماني مارك بارترا، والظهير الأيمن لأرسنال الإنجليزي هيكتور بيليرين.
أما على صعيد خط الوسط، فإنه سيتكون من ثلاثي برشلونة: أندريس إنييستا، وسيرجيو بوسكيتس، وسيرجي روبيرتو، إلى جانب صانع ألعاب نادي موناكو الفرنسي سيسك فابريغاس، وكما يقود جناح ريال بيتيس كريستيان تيّو، ولاعب برشلونة جيرارد ديولوفيو، ومهاجم ألافيس منير الحدادي.
منتخب كتالونيا غير المعترف به
ويعتبر الكثير أن أسهم لاعبي كاتالونيا في إنجازات إسبانيا على مدار السنوات الماضية؛ وذلك بالتتويج بلقب كأس الأمم الأوروبية عامي 2008 و2012، إضافة إلى الظفر بلقب كأس العالم، الذي أقيم في جنوب إفريقيا صيف 2010.
ويذكر أن ثلاثة أندية كتالونية تنشط في الدوري الإسباني ويتمثل في كل من برشلونة، وإسبانيول، وجيرونا، قد تشكل النواة الرئيسة للمنتخب الوليد، إضافة للنجوم الذين ينحدرون من الإقليم، الذي يشكل نحو 19 % من إجمالي الناتج المحلي الإسباني.
وقد خاض منتخب كتالونيا بعضا من المباريات الودية لكونه غير معترف به من قِبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، ويسعى الآن للحصول على الاعتراف به من قِبل أبرز الهيئات الكروية، وفي حال نال المنتخب الوليد الاعتراف قارياً ودولياً، فإنه سيكون أحد الأقطاب الكبيرة في عالم كرة القدم؛ نظراً إلى نوعية اللاعبين الموجودين ضمن صفوفه، ودورهم البارز في قيادة منتخب إسبانيا على مدار العقد الأخير لنجاحات لافتة وتواجد مدرسة لاماسيا التي تعتبر النواة الإساسية للمنتخب الإسباني، وأكيد الكثير يتذكر تلك المباراة الودية التي أقيمت في 2009 حينها اكتشف الكثير منتخبا قويا لكن غير معترف به، وهي المواجهة التي جمعت منتخب كتالونيا والمنتخب الأرجنتيني التي كانت مباراة في القمة أقيمت في برشلونة انتهت بفوز رفقاء بيكي بأربعة أهداف لهدفين سجل كل سيرجيو غارسيا (44) وبويان كركيتش (55) وسيرجيو غونزالـــيز (70 مـــــن ركلـــــة جــــزاء) وهـــــورتـــــادو (76) أهداف كاتالونيا، وباستوري (65) ودي ماريا (75) هدفي الارجنتين.
كلاسيكو الأرض
الكثير يتمنى أن تعود المياه لمجاريها في اسبانيا خاصة عشاق كرة القدم الإسبانية حتى لا يتأثر انسحاب برشلونة من منافسة الليجا على المتعة الكروية، خاصة لما نتكلم عن كلاسيكو الأرض الذي يتابعه جميع أنحاء العالم والكل ينتظر موعد قدومه، فانفصال إقليم كتالونيا يعني نهاية الصراع الأزلي بين الريال والبارشا، وهذا سيؤثر أيضا على برشلونة وحتى على شعبيته خاصة بعض المقترحات المتعلقة بمصير أندية إقليم كتالونيا في حالة انصاله نتحدث عن الانتقال لأحد دوريات الأوروبية التي تكون قريبة من الإقليم، وهنا الحديث كان عن الدوري الفرنسي الذي سيستقبل في هذه الحالة أندية الإقليم الإسباني المنفصل، وفي هذه الحالة سيفتقد الدوري الإسباني لمشاهدين كثيرين ورحيل جماعي للكثير من النجوم التي كان حلمها ارتداء قميص الريال أو البارشا من أجل خوض مباراة الكلاسيكي التي تعتبر أهم الذكريات التي يتذكرها أي لاعب لعب في أحد قطبي الدوري الإسباني.
copy short url   نسخ
22/10/2019
766