+ A
A -
برلين- الوطن- خديجة الورضي
أثنى سياسيون ودبلوماسيون وعسكريون ألمان على دعوة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، أمام مؤتمر «السياسات العالمية» في مدينة مراكش، السبت الماضي، بتوسيع التعاون على مستوى الأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، وإبرام اتفاقية أمنية تحتكم إلى المبادئ الأساسية للأمن وقواعد الحكم الرشيد وتحقيق الحد الأدنى من الأمن لتحقيق السلام والازدهار، مؤكدين لـ«الوطن» أن أساس أزمات المنطقة هي التدخل السافر من جانب بعض الدول في سياسات الدول الأخرى، وعدم تفعيل آليات الحوار الدبلوماسي والتواصل السياسي، وبالتالي فإن الحل الوحيد لإعادة الاستقرار للمنطقة هو وضع «إطار مستدام لضمان السلام والاستقرار على المدى الطويل».
طرح مهم
وقال تيل ديتريش، البرلماني الألماني وعضو الهيئة العليا لحزب «الإصلاحيون المحافظون الليبرالي»، إن الطرح القطري منذ أزمة حصار قطر منتصف عام 2017 بشأن وضع آليات أمنية مشتركة تضمن التنسيق بين دول المنطقة لمواجهة التهديدات الخارجية والداخلية من جهة، ووضع ضوابط ملزمة للجميع بعدم المساس بسيادة الدول واحترام الشؤون الداخلية، أمر مهم للغاية، وعلى هذا أكد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، أمام الأمم المتحدة في سبتمبر 2017 بعد أزمة الحصار بشهور قليلة، وتكررت المطالب القطرية وبعض دول المنطقة بوضع نهج مستدام للأمن الجماعي الإقليمي وإنهاء الصراعات المستمرة والمتزايدة، ونرى في أوروبا أن هذه الآلية هي الحل الوحيد لإعادة الأمن والسلام إلى المنطقة والعالم.
الحوار
وأضاف بيتر شتاينابخ، الضابط السابق بالجيش الألماني، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تعاني من حالات صراع داخلي وتفكك ناتج عن ضعف التكتل العربي وتنامي الصراعات الاقليمية والتناحرات السياسية والعسكرية والطائفية، والحل الوحيد لوقف حالة التوتر المتزايدة والصراعات هي أولا تفعيل لغة الحوار بين جميع الأطراف للتوصل إلى قاعدة مشتركة يمكن من خلالها انطلاق منظومة أمنية إقليمية واحدة قادرة على مواجهة التحديات، لا سيما بعد أن تأكد للجميع في المنطقة فشل التحالفات العسكرية المبنية على العشوائية والمحكومة برؤى غير واضحة وتوجهات فردية كما شاهدنا وعاينا نتائجها خلال السنوات الخمس الماضية، الجميع اليوم في حاجة لعنصر الأمان وللسلام كشرط وضمان للتنمية والاستقرار، ولا سبيل إلا بالاتحاد والتفاهم.
توسيع نطاق الاتفاق
وأكد برتولوت جورجه، القيادي في الحزب الديمقراطي، والدبلوماسي الأسبق بالخارجية الألمانية، أن طرح سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، أمام مؤتمر «السياسات العالمية» في مدينة مراكش، الأسبوع الماضي تضمن رؤية متميزة فيما يخص توسيع نطاق الاتفاقية المقترحة ليشمل أيضاً قضايا التعاون والحوار والقضايا ذات الأبعاد الاقتصادية والسياسية لبناء الثقة بين الأعضاء، ودفع عجلة التنمية بما يضمن استقرار وسلام المنطقة، والتعايش بين الشعوب دون كراهية أو نزاعات وتناحرات خاصة أننا عاينا خلال السنوات الخمس الماضية حروبا شرسة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتحريضا فجاً من جانب وسائل الاعلام الرسمية والموالية للحكومات في بعض الدول، كل هذا يجب أن ينتهي ولن تكون المسألة سهلة، بل تحتاج عملاً دؤوبا ونوايا مخلصة ورؤية سياسية وجهدا دبلوماسيا حقيقيا لبلوغ هذه الغاية.
copy short url   نسخ
19/10/2019
272